المدارس تتعرض الى حملة التخويف

المتطرفون يهددون المعلمين والطلبة الذين يتمتعون بعطلة السبت

المدارس تتعرض الى حملة التخويف

المتطرفون يهددون المعلمين والطلبة الذين يتمتعون بعطلة السبت

لقد أدى قرالر الحكومة المؤقتة بتمديد عطلة نهاية الأسبوع ليوم الجمعة لتشمل يوم السبت أيضاً الى ايجاد جو من الرعب في المدارس جنوبي بغداد حيث قام المتطرفون الدينيون بتهديد النعلمين والطلبة بقطع الرؤوس اذا ما التزموا بيوم عطلة يتوافق مع عطلة السبت اليهودي.


وقد قرر مجلس الوزراء ان يمدد العطلة ليوم السبت بدلاً من الخميس لكي يسمح للعراقيين لممارسة العمل مع العالم الخارجي لمدة أربعة أيام بدلاً من ثلاثة في الاسبوع.


وبينما شعر معطم العراقيين بالسعادة لأخذ يوم السبت عطلة، فان المتمردين في اللطيفية والمناطق المجاورة في اليوسفية والمحمودية هددوا باستهداف المدارس التي ترفض مقاطعة العطلة.


وقال محمود عزيز، مدير مدرسة العروبة ان التهديدات مرعبة وواضحة. لقد أبلغه المتمردون انه سيقتل اذا ما التزم بقرار الحكومة. "لقد هددونا لو طبقنا العطلة. وأبلغوني شخصياً انهم سوف يقطعون رأسي، ويرفعونه على سارية العلم ويقطعونني ارباً أمام الطلاب. لا أعرف لماذا لا تقوم الحكومة باجراءات شديدة ضدهم. لا أريد ان أفقد حياتي وأصبح كبش فداء."


ووافق ابراهيم مجيد، مدير مدرسة صقر قريش على ان الخيار واضح وان الخطر كبير جداً. "لقد جعلت الخميس عطلة بدلاً من السبت لكي لا أفقد حياتي او حياة طلبتي. ان الحكومة لا وجود لها هنا بالمرة. ونحن تحت رحمة المتمردين."


وتقول سهى الدليمي وعمرها (29) سنة والتي نجت من هجوم المتطرفين بعد رفض طلبهم، انها لن تغامر بحياتها مرة أخرى. "لقد أطلق المتمردون الرصاص على ساقي لأنني تمتعت بعطلة يوم السبت. لن أذهب للمدرسة مرة أخرى لأنني لا أريد ان أفقد حياتي. انها ليست المرة الأولى التي يهددوننا فيها. لقد قتلوا الكثير من الناس الذين لم يمتثلوا لتهديداتهم." حتى الطلاب الصغار قد استهدفوا. وقال سيف أحمد التلميذ في المدرسة الابتدائية البالغ من العمر (11) سنة "لقد قال المتمردون انهم سيقتلوننا اذا لم نأت الى المدرسة يوم السبت. وقالوا انهم سوف يختطفوننا ثم يقطعون رؤوسنا، وسيعتبروننا خونة. لقد قالوا ان السبت هو عطلة اليهود."


وقال أحمد كامل، أحد الموظفين في وزارة التربية المسؤولة عن المدارس في اللطيفية، ليس لدى الوزارة الكثير لتفعله ازاء حملة التخويف. وقال ان المشكلة ليست العطلة، وانما هي التمرد، "نحن نعرف ان اللطيفية هي جزء من مثلث الموت، وهي مليئة بالمتمردين الذين يؤيدون المجرم (أبو مصعب) الزرقاوي. نحن بانتظار ان تقوم الحكومة بالقضاء على هؤلاء الارهابيين."


وقال ضابط في الشرطة، رفض ذكر اسمه خشية ان يستهدفه المتمردون الذي يعمل من أجل اعتقالهم او قتلهم، ان الحكومة بحاجة الى ان تكون أكثر حزماً، "لقد نفذ رجال الشرطة المحليون بمساندة القوات الأمريكية العديد من العمليات واعتقلنا أكثر من أربعين متمرداً. لكننا بحاجة الى قرار جريء من الحكومة يسمح لنا باقتحام المنطقة واقامة نقاط تفتيش في البساتين والحقول."


وتجد مطاليب المتمردين بعض التأييد داخل المجتمع. وقال والد أحد الطلبة سعدي عبد الله وعمره (38) سنة " كنت سأمنع ابني من التمتع بعطلة السبت لو لم يمنعه المتمردون. ان السبت هو عطلة اليهود. ان الحكومة تسعى الى التطبيع مع اسرائيل، انهم جميعاً خونة وعملاء."


لكن يبدو ان الكثير من الناس قد ضجروا من المتمردين ويريدون فقط ان يمضوا بحياتهم.


وقال يوسف محمود وعمره (38) سنة في حديثه مع مندوب معهد صحافة الحرب والسلام "انا من اللطيفية. ولا أوافق على اهانة المعلمين والطلبة. اذا ما أراد المتمردون مقاتلة الأمريكان، فليقوموا بذلك، ويدعوا العراقيين يعيشون حياتهم بسلام."


*حيدر الموسوي ـ صحفي تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد


Frontline Updates
Support local journalists