الكورد العراقيون يلمحون الى الاستقلال

يقترح الزعماء الكورد انفصال كيانهم لشعورهم بعدم حصول اي تغيير في أوضاعهم في ظل

الكورد العراقيون يلمحون الى الاستقلال

يقترح الزعماء الكورد انفصال كيانهم لشعورهم بعدم حصول اي تغيير في أوضاعهم في ظل

IWPR

Institute for War & Peace Reporting
Tuesday, 22 February, 2005

بقلم: *إريك واتكنز

يمكن لمعهد صحافة الحرب والسلام ان يكشف عن ان الزعيمين الكورديين لمحا لجورج بوش انهما قد يدفعان بانجاه كوردستان مستقلة بعد ان حرمت واشنطن قوميتهم من دور قيادي في الحكومة الانتقالية التي شكلت حديثاً.

ان تحذير كل من مسعود البرزاني وجلال الطالباني قد جاء في رسالة أرسلها نجيار شميدين الممثل الأمريكي في حكومة كوردستان المحلية خلال عطلة نهاية الاسبوع.

وقد أكد المسؤولون الكورد حقيقة الرسالة التي سربتها الى معهد الصحافة مصادر مقربة من سلطة التحالف المؤقتة في السادس من حزيران.

وقد جاء في الرسالة ان الزعيمين أعربا عن معارضتهما الشديدة للتطورات الأخيرة في العراق, ولاسيما اقامة حكومة مؤقتة يرى ممثلا الكورد انها قد استثنت قوميتهم من أية مناصب ذات أهمية.

وأخبر البرزاني والطالباني الرئيس الأمريكي قائلين "لقد شعرنا بالاحباط والمرارة عندما أبلغنا ممثلكم الخاص ان الكوردي لا يمكن ان يعين رئيس وزراء ولا رئيساً للعراق. وأبلغنا ان هذين المنصبين مخصصان للعرب من الشيعة والسنة على التوالي". ولمحا الى امكانية قيامهما بتحركات باتجاه الاستقلال ما لم يتم ادخال قانون ادارة الدولة المؤقت في قرار مجلس الأمن الجديد أو, عكس ذلك, جعله قانوناً ملزماً للحكومة العراقية في المرحلتين: ما قبل وبعد الانتخابات. ومن الجدير ذكره ان الكورد قد وافقوا بموجب قانون ادارة الدولة المؤقت على عدم السعي للانفصال شرط ان يمنحوا كيان حكم ذاتي فيدرالي.

وقال الزعيمان الكورديان في رسالتهما "اذا أجهض قانون ادارة الدولة المؤقت, فلن يكون أمام حكومة كوردستان المحلية سوى الامتناع عن المشاركة في الحكومة المركزية ومؤسساتها, وعن المساهمة في الانتخابات العامة, ومنع ممثلي الحكومة المركزية من دخول كوردستان.

وقال الطالباني والبرزاني وهما يشيران الى رفض شعب كوردستان بالقبول بعد الآن بان يكونوا "مواطنين من الدرجة الثانية في العراق". "وكان الكورد, في عهد صدام وما قبله يمنحون في الغالب منصب نائب رئيس الجمهورية او مناصب الوكلاء والنواب, إلا انها كانت مجرد واجهات بلا سلطة".

وقالا, بعد سقوط صدام, "كنا نأمل أن العراق الجديد سيكون مختلفاً بالنسبة للشعب الكوردي".

وأشار الزعيمان الى ان "العراق بلد مكون من قوميتين رئيستين, هما: العرب والكورد" وأضافا "يبدو ان من المنطقي ان يحصل العرب على واحد من المنصبين الرئيسين (باختيارهم) وبعد ذلك يجب ان يخصص المنصب الآخر الى الكورد".

ولاحظ الزعيمان أيضاً ان قرار الحصص الطائفية للمنصبين الرئيسين "يتناقض مباشرة" مع موقف التحالف المتكرر من "ان حكومة ديمقراطية عراقية يجب ان لا تستند الى التقسيم العرقي والديني, وهو الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة في قانون ادارة الدولة المؤقت".

واشتكى الزعيمان من انهما فعلاً قد لمسا وجود "انحياز ضد كوردستان "من السلطات الأمريكية لأسباب لم يدركاها".

وقالا "ان التحالف, في سياق الاحتلال, سيطر على واردات "برنامج النفط مقابل الغذاء" التي خصصت لمنطقة كوردستان وأعاد توزيعها على بقية مناطق العراق".

وقالا ان ذلك قد حدث على الرغم من حقيقة "ان كل فرد في كوردستان قد تسلم من هذه الواردات أقل بكثير من بقية العراقيين, وذلك بالرغم من حقيقة ان منطقتنا هي أكثر المناطق تعرضاً لتدمير صدام حسين".

وانتقد الطالباني والبرزاني أيضاً سلطة التحالف المؤقتة لعدم تشجيعها الفعال للمساواة بين اللغتين العربية والكوردية, وحاولت بتكرار "عدم الاعتراف" بحكومة كوردستان المحلية (وهي الحكومة العراقية الوحيدة المنتخبة على الاطلاق) لصالح نظام المحافظات الثمانية عشرة الذي أقامه صدام.

واشتكى الزعيمان من ان المسؤولين الأمريكان قد قللوا من شأن مقاتلي البيشمركة, بتسميتهم (بالمليشيا) بدلاً من الاعتراف بهم "قوة عسكرية منضبطة, كانت رفيقة سلاح مع الأمريكان في ميدان المعركة".

ولتأكيد استيائهما من واشنطن, لاحظ الطالباني والبرزاني "ان قواتنا قبل سنة قد قاتلت جنباً الى جنب مع القوات الأمريكية لتحرير العراق, مقدمة خسائر جسيمة أكثر من أية قوات حليفة لأمريكا".

وأشارا أيضاً الى انه "على عكس المناطق العربية في العراق, لم يقتل جندي من التحالف في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة كوردستان المحلية".

لكنهما لاحظا ان امتنان واشنطن كان قليلاًٍ, قائلين "كان من النادر لحكومة الولايات المتحدة وسلطة التحالف المؤقتة حتى الاشارة الى كوردستان او الشعب الكوردي" في بياناتهما الرسمية.

*أريك واتكنز ـ محرر تقرير أزمة العراق وتقرير الصحافة العراقية في معهد صحافة الحرب والسلام

النص الكامل لرسالة الزعيمين الكورديين الى جورج بوش (مترجم عن الانكليزية)

السيد الرئيس العزيز

نكتب الى سيادتكم هذه الرسالة لنقدم آراءنا ومشاغلنا عن الحكومة العراقية المؤقتة الجديدة, والموقف الكوردي ومستقبل البلاد.

ليس لأميركا أصدقاء أفضل من شعب كوردستان العراق. فقد قاتلت قواتنا البيشمركة, قبل سنة مضت, جنباً الى جنب مع القوات الأمريكية من أجل تحرير العراق, متكبدة خسائر أكبر من أي حليف لأمريكا. واليوم, تظل كوردستان المكان الوحيد الآمن والمستقر في العراق.

لقد لاحظنا بان أي جندي من التحالف لم يتعرض الى القتل في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة اقليم كوردستان, على عكس ما يحدث في المناطق العربية من العراق.

ويستمر شعب كوردستان باحتضان القيم الأمريكية, والترحيب بالقوات الأمريكية وفي دعم برنامجكم لتحرير العراق.

لقد قدمت حكومة اقليم كوردستان العديد من حرياتها الحالية لصالح مساعدة سلطاتكم الادارية للتوصل الى تسويات مع عراقيين آخرين.

كذلك فقد شعرنا بالخيبة المريرة عندما أعلمنا ممثلكم الخاص بان كوردياً لا يمكن ان يكون رئيس وزراء ولا رئيساً للعراق. وأبلغنا ان هذين المنصبين يجب ان يخصصا للعرب الشيعة والسنة على التوالي.

ان العراق بلد مكون من قوميتين رئيستين, العرب والكورد.

ويبدو من المعقول ان يحصل العرب على أحد المنصبين العاليين (باختيارهم), وبعد ذلك يجب ان يخصص المنصب الآخر الى كوردي.

نحن كذلك نعتقد ان القرار في استخدام الحصص الطائفية للمنصبين العاليين يتناقض مباشرة مع موقف التحالف المتكرر بان حكومة العراق الديمقراطية يجب ان لا تستند على التقسيمات الإثنية والدينية. وهو موقف دونته الولايات المتحدة في قانون ادارة الدولة الانتقالي.

ان شعب كوردستان لم يعد يقبل المواطنة من الدرجة الثانية في العراق.

كان الكورد في عهد صدام وما قبله يمنحون منصب نائب الرئيس او الوكلاء, والتي كانت مجرد واجهات دون سلطة. وكنا نأمل ان العراق الجديد سيكون مختلفاً بالنسبة للشعب الكوردي.

وقد لاحظنا منذ التحرير انحياز السلطات الأمريكية ضد كوردستان لسبب لا يمكننا ادراكه.

في الوقت نفسه وفي سياق الاحتلال, فقد استولى التحالف على مدخولات النفط مقابل الغذاء المخصصة حصراً لكوردستان وأعاد توزيعها على بقية أنحاء العراق, على الرغم من حقيقة ان كوردستان قد تسلمت حصة كل فرد من هذه المدخولات أقل بكثير من العراقيين الآخرين مع حقيقة ان منطقتنا هي الأكثر تعرضاَ لتدمير صدام حسين.

كما ان سلطة التحالف المؤقتة لم تشجع بقوة المساواة بين اللغتين العربية والكوردية, وحاولت لأكثر من مرة "عدم الاعتراف" بحكومة اقليم كوردستان (حكومة العراق المنتخبة الوحيدة على الاطلاق) لصالح نظام استند على محافظات صدام الثمانية عشرة.

وقد قلل المسؤولون الأمريكان من شأن البيشمركة مطلقين اسم "الميليشيا" على هذه القوة العسكرية المنضبطة والتي كانت رفيقة سلاح مع أمريكا في ميدان المعركة.

وكان من النادر في البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الأمريكية او سلطة التحالف المؤقتة ان ترد حتى الاشارة الى كوردستان او الشعب الكوردي.

سنكون أصدقاء أوفياء لأمريكا حتى لو لم يقابل دعمنا بالمثل دائماً, وان مصيرنا مرتبط بشكل وثيق جداً بمصيركم في العراق.

واذا ما انتصرت قوى الحرية في مكان آخر في العراق, فنحن نعرف ان هذا يتحقق بسبب تحالفنا مع الولايات المتحدة, وسوف نؤشر كهدف للإنتقام. نحن نطلب ضماناً معيناً خاصاً لهذه الفترة الانتقالية وذلك لتمكيننا من المساهمة بشكل أكبر في الحكومة المؤقتة, ونطلب بشكل خاص:

تضمين قانون ادارة الدولة الانتقالي في قرار مجلس الأمن الدولي الجديد أو, دون ذلك, اعتراف الحكومة الانتقالية به كقانون ملزم لها قبل وبعد الانتخابات. واذا ما ألغي قانون ادارة الدولة الانتقالي, فان حكومة اقليم كوردستان لن يكون أمامها خيار سوى الامتناع عن المشاركة في الحكومة المركزية ومؤسساتها, ولا تشارك في الانتخابات الوطنية, وتمنع ممثلي الحكومة المركزية من دخول كوردستان.

ان الولايات المتحدة ملزمة بحماية حكومة وشعب كوردستان في حالة ان يؤدي التمرد والفوضى الى الانسحاب من بقية أنحاء العراق. والتحالف ملزم بتنفيذ التزاماته في ايقاف تعريب أراضي كوردستان والتحرك قدماً لتسوية وضع كركوك على وفق تطلعات سكانها, باستثناء المستوطنين ولكن بشمول اولئك المطرودين عرقياً من قبل صدام حسين.

ان مدخولات النفط مقابل الغذاء التي أخذت بشكل غير عادل من كوردستان في السنة الماضية, يجب ان تعاد بكاملها. كما يجب ان تسلم الى كوردستان حصة كل فرد فيها من مساعدة اعادة الاعمار البالغة (19) مليار دولار التي خصصها الكونغرس.

تدعم الولايات المتحدة خططنا لنمتلك وندير ثروات كوردستان الطبيعية, وبشكل خاص, جهودنا لتطوير مصادر نفطية جديدة في منطقة كوردستان, حيث حاول النظام السابق قطع الطريق أمام جميع الاستكشافات والتنمية التي تخدم مصالح شعب كوردستان.

تفتح الولايات المتحدة قنصلية لها في أربيل, وتشجع شركاءها الآخرين في التحالف على فعل الشيء نفسه.

ان من الحيوي لشعب كوردستان ان نحافظ على اتصالاتنا المباشرة مع العالم الخارجي حتى لا نكون معتمدين فقط على بغداد, حيث لا نعد هناك مواطنين متساوين بشكل كامل".

تبين الولايات المتحدة والأمم المتحدة بوضوح ان استخدام التقسيم العرقي والطائفي في إختيارات الحكومة المؤقتة, لا يشكل سابقة لحكومة العراق في المستقبل, وان الكورد لهم الحق في التأهل لمنصبي رئيس الوزراء والرئيس.

واذا كان التقسيم الإثني يستخدم لاستثناء الكورد من المنصبين العاليين في الحكومة المؤقتة, فاننا نعتقد ان من العدالة ان تعوض كوردستان بحصة غير محددة من المناصب الوزارية ذات العلاقة في الحكومة المؤقتة.

السيد الرئيس, نحن نعرف ان هذه أياماً صعبة لجميعنا نحن الذين نؤمن ان قضية حرية العراق تستحق ان نقاتل من أجلها.

ويستمر الشعب الكوردي في اعجابه بقيادتكم الحكيمة, ورؤيتكم لعراق حر, وشجاعتكم الشخصية.

نحن واثقون انكم ستوافقون على ان كوردستان يجب ان لا تعاقب نتيجة لصداقتها ومساندتها للولايات المتحدة.

المخلصان لكم

مسعود البرزاني

الحزب الديمقراطي الكوردستاني

جلال الطالباني

الاتحاد الوطني الكوردستاني

Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists