يزيدو الموصل يخشون من عواقب اعدام مرتكبي "جريمة الشرف"
اليزيدون قلقون من ان يجدد حكم الاعدام بحق قتلة فتاة يزيدية اعمال العنف بين الطوائف
يزيدو الموصل يخشون من عواقب اعدام مرتكبي "جريمة الشرف"
اليزيدون قلقون من ان يجدد حكم الاعدام بحق قتلة فتاة يزيدية اعمال العنف بين الطوائف
22 نيسان/ابريل 2010
يخشى اعضاء من المجتمع اليزيدي في العراق من ان يؤدي الاعدام المحتمل لاربعة رجال متهمين بجريمة قتل فتاة يزيدية مراهقة، الى اعادة اشعال فتيل التوترات مع الغالبية المسلمة التي تقطن محافظة الموصل.
ويحذ بعض اليزيديون من ان احكام الاعدام التي أصدرتها محكمة الموصل الشهر الماضي في قضية مقتل دعاء خليل اسود، 17 عاما، الفتاة اليزيدية التي حامت حولها الشبهات ببدئها علاقة عاطفية مع رجل مسلم، قد تؤجج اعمال الانتقام من عوائل المدانين وتصعد من إدانة واحدة من اقدم الديانات واكثرها باطنية.
وقد دافع ناشطون في حقوق الانسان عن الاحكام باعتبارها خطوة نحو إنهاء ما يسمى بجرائم الشرف، التي تقتل فيها النساء بدعوى جلبهن العار على عوائلهن عبر خرقهن للمحرمات الدينية التقليدية.
وقد ارسلت احكام الاعدام الى المحكمة العراقية العليا للمصادقة عليها، ومن المتوقع ان تتخذ الهيئة قرارها في غضون الشهر المقبل.
وقال العضو اليزيدي في مجلس محافظة الموصل، درمان ختاري، " هذا ليس عدلاً. لان القضية سويت عن طريق الصلح العشائري بين عائلة دعاء وعوائل المدانين الاربعة. وقد تنفجر القضية مرة اخرى بسبب احكام الاعادم وتؤدي الى بروز مشاكل اخرى."
وكان عدد من اليزيدين قد قام بركل ورجم دعاء حتى الموت في احد اسواق قضاء بعشيقة بمحافظة الموصل في 22 من نيسان 2007. وكان قد تم تصوير الحادثة الوحشية بكاميرات الهواتف النقالة ومن ثم نشرت على شبكة الانترنت، مم اثارموجة سخط داخل وخارج العراق.
وينظر بعض سكان اليزيدين، الذين يبلغ تعدادهم 20 الف نسمة في بعشيقة، الى تغطية الجريمة كاهانة لهم ولديانتهم بشكل عام.
" حين أتذكر مقتل دعاء أشعر بالخزي،" يقول وليد علي، 27 عاما، العامل في مدينة بعشيقة. " لقد دفعنا ثمناً غاليا بقتلها، لانه أضر بصورة الشعب اليزيدي".
ويمارس اليزديون ديانة موغلة في القدم، مبنية بشكل جزئي على المسيحية والاسلام والعقيدة الزدشتية القديمة. وقد تعرضوا لاضطهاد شرس في عدة مراحل من التاريخ. كما انهم لا يحبذون الزواج من خارج طائفتهم. و يعيش حوالي 450 الف يزيدي في محافظتي الموصل ودهوك وفقاً لتقديرات زعمائهم.
ويقول الناطق باسم المجلس الاعلى الروحي اليزيدي، كريم سليمان، بان الزعماء الروحيين طالبوا بتطبيق القانون عقب وقوع الجريمة.
وقال سليمان " شجبنا وبقوة حادثة القتل مباشرة بعد وقوعها، وأكدنا بانها لا تعكس ثقافتنا أو ديننا".
واضاف " لكن لسؤ حظنا ان الغريب في الامر هو انه تم استغلال هذه القضية لاهانتنا واهانة ديننا. قتل الكثير من الفتيات قبل وبعد مقتل دعاء ، لكن لم تلق قصصهن صدى في وسائل الاعلام. لا اعرف لماذا حصلت هذه القصة على كل هذا الاهتمام".
واعترف كل من زياد محمود قادر ورياض كمال واثنين من ابناء عم دعاء وهما آراس فريد سالم ووحيد فريد سالم بارتكابهم الجريمة بعد التحقيق معهم، وذلك بسحب مديرية شرطة الموصل.
ولقى اربعة وعشرون عاملاً يزيديا حتفهم على يد مسلحين من الموصل بعد يوم واحد من مقتل دعاء. ويعتقد الكثير من اليزيديين بان العملية جاءت كانتقام من مقتل دعاء بعد تداول اشاعات غير مؤكدة باعتناقها الاسلام من أجل حبيبها.
ووفقاً لاهالي بعشيقة فان حبيب دعاء لازال يعيش في مناطق محافظة الموصل. وكانت عائلته، وبضمنهم والده الذي كان مديرا للمدرسة، قد هربوا من المدينة بعد عملية القتل.
ويقول الاهالي بان حدة التوترات قد ازدادت بين السكان اليزيديين والمسلمين في بعشيقة بعد وقوع اعمال العنف هذه.ويخشى البعض من ان اعدام قتلة دعاء سيجدد اعمال العنف.
ووصف أحد الزعماء اليزيديين البارزين، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، احكام الاعدام " بانها مشكلة مريعة اخرى لليزيديين".
واضاف " ستثير الاعدامات تعقيدات كثيرة بسبب العلاقات الاجتماعية المتوترة اصلاً. واذا ما تم اعدام هؤلاء الربعة، فان عوائلهم ستثأر من أجلهم".
وقالت هناء أدوراد، الناشطة ورئيسة جمعية (الأمل) وهي احدى منظمات المجتمع المدني في بغداد، بان التهديد بحدوث مشاكل طائفية يجب ان لايؤثر على تطبيق العدالة.
وقالت ادوارد " ان حكم الاعدام هو الرادع الوحيد الموجود في القانون العراقي الذي يطبق على القتل العمد."
" ليس من حق اليزيديين ان يستأوا لانه لابد من تطبيق القانون. لايمكن ان تحل التقاليد والاعراف العشائرية محل سلطة القانون. كما انه لا يمكن استبدال القانون برجال الدين وشيوخ العشائر".
وتعتقد أدوارد بان التعليم يجب ان يلعب دورا في القضاء على ثقافة جرائم الشرف. وترى انه بامكان المجتمعات التقليدية ان تتعلم كيفية تكييف معتقداتها الدينية مع العصر الحديث.
ويرى بعض اليزيديين ان الآخرين من خارج مجتمعهم بحاجة الى تثقيف انفسهم حول اليزيدية.
وقال شيخ آلو خلف، وهو أحد زعماء الدينيين اليزديين " لا يوجد في ديانتنا اي شيء عن رجم الناس، وهو أمر غير مقبول. لكن لدى بعض الناس الآن هذه الفكرة عنا".
" المعروف عن اليزيديين بانهم متسامحين ومسالمين. نؤمن بالتعايش مع الآخرين، ونأمل بان هذه القضية لا تقف عقبة امام هذا التعايش".
قدير دوملا وعبدالله نهيلي صحفيان متدربان في معهد صحافة الحرب والسلم. وقد ساهمت عبير محمد كبيرة المحررين في المعهد من مكتب بغداد في كتابة هذا التقرير. وبالتعاون مع صحيفة مترو الخاصة بالانتخابات العراقية والصادة عن معهد صحافة الحرب والسلم.