يقاتل الصدريون في البصرة

يقول رئيس الوزراء ان لا " تراجع" للقوات العراقية في المعركة من اجل السيطرة على المدينة.

يقاتل الصدريون في البصرة

يقول رئيس الوزراء ان لا " تراجع" للقوات العراقية في المعركة من اجل السيطرة على المدينة.

.



بحلول يوم الجمعة الموافق 28-3-2008، تكون المواجهات بين الجيش العراقي وجيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية قد دخلت يومها الرابع، بينما بقي الوضع الامني في بغداد متوترا.



كما اندلعت المواجهات ايضا في المحافظات الشيعية الجنوبية في كربلاء وميسان وواسط.



قامت المقاتلات الامريكية بشن غارتين من القصف الجوي ليلة امس في البصرة للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهات.



ذكرت وكالة انباء الاسوشيتدبرس ان المتحدث بأسم القوات البريطانية قال انه بينما كانت الطائرات الامريكية توفر غطاء جويا لقوات الامن العراقية منذ يوم الاثنين، فانها المرة الاولى التي تسقط فيها القنابل. اكد المتحدث بأسم القوات الامريكية ان احدى المروحيات اطلقت صاروخا على مدينة الصدر في بغداد التي تعتبر قلعة للميليشيا حيث ادى ذلك الى مقتل اربعة من المسلحين.



زار رئيس الوزراء نوري المالكي البصرة في 27-3-2008 معطيا مهلة لرجال الصدر ان يستسلموا بحلول نهاية اليوم. قال المالكي في خطاب بثه التلفزيون الحكومي العراقي ان الحكومة تقاتل الخارجين على القانون الذين يسيطرون على البصرة ووعد ان لا تراجع عن ذلك.



تعتبر المعركة للسيطرة على البصرة هو اختبار كبير للحكومة التي تسلمت الملف الامني من القوات البريطانية في كانون الاول 2007.



اتهم ممثلوا الصدر الحكومة باستهداف الصدريين قبيل اجراء انتخابات المحافظات المزمع اجرائها في اوكتوبر 20008، ووعدوا بمقالتة الامريكان والقوات العراقية. سيطرت الاحزاب الشيعية سياسيا واقتصاديا على البصرة منذ 2003.



قال حارث العذاري مدير مكتب الصدر في البصرة "نحن نعلم ان هناك من يريد اضعافنا كي لا يتم تمثيلنا في الانتخابات المحلية".



توعد مازن الساعدي مدير مكتب الصدر في بغداد- الكرخ "ان استمرت الحكومة في سياستها هذه، فاننا سندافع عن انفسنا وسنحمل سلاحنا للوقوف بوجه الامريكان والحكومة".



ينفي المسؤولون الحكوميون ان يكون الصدريون هم المستهدفون.



قال اللواء عبد العزيز محمد قائد العمليات في وزارة الدفاع "ان هذه العملية لا تستهدف حركة الصدر".



"انها ضد العصابات الاجرامية التي تتستر بالدين".



الغى المالكي زيارته الى القمة العربية التي ترعاها الجامعة العربية في دمشق ليشرف على العملية العسكرية المسماة صولة الفرسان. واوضح المالكي ان الهدف هو اجتثاث "الخارجين على القانون والعصابات الاجرامية التي تريد اضعاف البصرة".



قال موحان الفراجي قائد العمليات الامنية في البصرة ان المدينة اصبحت " ملاذا للخارجين على القانون والعصابات الاجرامية التي تنفذ جرائمها ضد الناس مثل النساء والاساتذة".



ازداد التوتر بين الصدر والمالكي منذ تسلم المالكي الحكومة في 2006. سحب الصدر انصاره من الحكومة في اب 2007 واعلن وقفا لاطلاق النار في ذلك الشهر.



مع زيادة القوات الامريكية السنة الماضية، فان وقف اطلاق النار، الذي يخشى البعض انه انتهى مع معارك هذا الاسبوع، قد ساعد كثيرا على تقليل العنف في بغداد وبقية انحاء العراق.



تعتبر البصرة ثاني اكبر مدينة في العراق تضم اكبر الموانيء التي يصدر منها النفط العراقي.



تم تدمير احد انابيب النفط في هجوم بالقنابل يوم 27-3-2008 في الزبير جنوب البصرة.



قال علي الاديب عضو البرلمان واحد قادة حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي "الاحزاب التي تحاول ايقاف العملية الامنية لها مصالح كبيرة لان لديها ميليشيات وتمارس تهريب النفط في البصرة".



رغم تسلم القوات العراقية للملف الامني من البريطانيين في البصرة في كانون الاول ، الا انهم يسيطرون بشكل كامل على المحافظة التي تتصارع فيها مختلف الاحزاب الشيعية لبسط نفوذها والسيطرة عليها منذ 2003.



قال المالكي في تصريح له في 28-3 ، ان الحكومة ستقدم مكافأة مالية لكل من يسلم سلاحه حتى يوم 8-4 في البصرة.



بدت شوارع البصرة خالية معظم هذا الاسبوع، والدوائر الحكومية والمدارس والاسواق مغلقة.

لزم الاهالي بيوتهم لان اصوات اطلاق النار والقذائف تدوي في المدينة.



قال احد شيوخ العشائر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان اعضاء جيش المهدي ارتكبوا جرائم في البصرة.



واضاف "لديهم فرق موت تقتل النساء لعدم اطاعتهن تعليمات الشريعة الاسلامية. الكل يخاف منهم لانهم عبارة عن مافيا".



وصل عدد الضحايا الى 100 قتيل منذ اندلاع المواجهات في المدينة، ولا زال عدد الجرحى اكثر من ذلك بكثير وذلك بحسب مصدر من دائرة صحة بغداد. واضاف المصدر ان مواجهات شديدة اندلعت في منطقة الحيانية في البصرة.



اما في بغداد، فقد تم اطلاق صواريخ وقذائف هاون بشكل يومي على السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء المحصنة.



كان التنافس قويا بين الاحزاب الشيعية للسيطرة على البصرة منذ سقوط صدام. حدثت مواجهات مسلحة بين الاحزاب الشيعية المتنافسة عدة مرات، وتم التصدي لمحاولات الحكومة السابقة لبسط السيطرة الامنية على البصرة.



ساند الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم الحزبان القويات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة جهود الحكومة لبسط الامن.



قال ابو حاتم قائد جيش المهدي في منطقة الحيانية في البصرة والذي فضل عدم ذكر اسمه بالكامل ان "المالكي يريد التخلص منا استنادا الى قرار من المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة والامريكان. يريد المالكي ان يصبح مثل صدام، لكننا لن نسمح بذلك".



في اوائل هذا الاسبوع، طلب الصدر من العراقيين العصيان المدني في كل انحاء العراق احتجاجا على العمليات العسكرية الحكومية في البصرة. وفي 27-3، طالب بحل سياسي لانهاء "اراقة الدم العراقي".



وفي بغداد، خرج الالاف من المتظاهرين الغاضبين الى الشوارع في المناطق الشيعية مطالبين باستقالة المالكي واصفين اياه ب" الدكتاتور الجديد". قامت الحكومة بفرض منع التجوال لثلاثة ايام في العاصمة بغداد والذي سيستمر حتى الساعة الخامسة من فجر يوم الاحد.



استنكر الناطق بأسم الحكومة علي الدباغ الدعوة للعصيان المدني واصفا اياها انها "عملا ارهابيا". مضيفا " كل من يمارس العصيان سيحاكم بموجب قانون مكافحة الارهاب".



قالت الاحزاب السياسية الاخرى انها قلقة من ان العنف سيحطم الامال في استقرار العراق.



قال سليم الجبوري عضو قائمة التوافق العراقية وهي المجموعة السنية الرئيسية في البرلمان "القتال في االبصرة قد يبدد كل الجهود المبذولة لاستقرار البلاد".
Frontline Updates
Support local journalists