توقف محاكمة صدام يزعج الجمهور

تم تأجيل المحاكمة الخاصة بعد استقالة رئيس القضاة.

توقف محاكمة صدام يزعج الجمهور

تم تأجيل المحاكمة الخاصة بعد استقالة رئيس القضاة.

Saturday, 4 February, 2006
.



طالت فترة المحاكمة الخاصة التي توصف بالفوضوية والتي تخللتها فترات استراحة وتأجيل كثيرة منذ بدايتها في اواخر اوكتوبر الماضي. فقد تم تأجيلها الى 30-1-2006 بعد تقدبم رئيس القضاة روزكار امين استقالته دون توضيح الاسباب.



ادار امين الجلسات التي اتسمت بعدم التنظيم. فقد كان صدام ومعاونيه السبعة يصرخون ويتكلمون بصوت عالي وعصبي اثناء الجلسات، والشهود من اهالي الدجيل الذين يتهمون صدام ومعاونيه بقتل 148 رجلا منهم في العام 1982 ، يذرفون الدموع حزنا على احبتهم الذين فقدوهم والذين اعتقالهم حينئذ.



تعتبر قضية الدجيل واحدة من عشرات القضايا ضد صدام وبعض من قادة البعث الذين اتهمو بارتكاب جرائم ضد الانسانية. انهم يحاكمون من قبل المحكمة الجنائية الخاصة التي انشأتها سلطة التحالف المؤقتة بقيادة امريكا.



ينتقد القاضي المميز روزكار امين في كل شيء، من عدم اتقانه العربية الى السماح لصدام بالسيطرة على مجرى المحكمة من خلال انفعاله ومن خلال طلب محامو الدفاع التأجيل لعدة مرات. وبالاضافة الى الفوضى، فقد تم اغتيال اثنان من محامو الدفاع وثالث طلب اللجوء في قطر.



معظم الذين تمت مقابلتهم في بغداد والدجيل افادو بألم ان صدام بدا قويا في المحكمة.



قال قال الشيخ جبار الساعدي من الكوت التي تبعد 170 كم الى الجنوب من بغداد"نحن نريد محاكمة جادة. ظهر صدام وكأنه هو الذي يدير المحكمة، انه لايستحق حتى الهواء الذي يتنفسه".



قال احمد علي، 25، مهندس من الدجيل وهو قريب احد الضحايا" ان المحكمة اشبه بمسرحية درامية، ابطالها صدام وزمرته والجمهور العراقي هو المشاهد".



تم تعيين رؤف رشيد عبد الرحمن قاضيا مؤقتا هذا الاسبوع. انه احد القضاة الكرد المعروفين من حلبجة التي يتهم صدام ايضا بضربها بالسلاح الكيمياوي في العام 1988.



بعض القضاة والمسؤلين العراقيين يحاولون مع امين بالعدول عن استقالته والعودة الى رئاسة المحكمة.



قال حيدر عادل،30، محامي من بغداد "كان امين عادلا جدا، فقد ادار الجلسات بهدوء وسمح للمتهمين بالحديث؛ لقد اتهم احدهم الاخر اثناء ثورة غضبهم.



ولكن في نفس الوقت، تضاءلت ثقة الجمهور بالمحكمة حتى بين اوساط من يؤيدونها.



قال باسل العزاوي مدير المركز القضائي لحقوق الانسان في العراق" بات واضحا ان امريكا والحكومة العراقية تريد اقناع العالم بنجاح الديمقراطية في العراق وبتحقيق اغراض سياسية من وراء المحكمة، لكن ذلك اصاب العراقيين بخيبة امل".



حذرت ماريك ويردا، العضو البارز في المركز الدولي للعدالة الانتقالية في نيو يورك من ان تغيير القاضي في منتصف المحاكمة قد يؤثر في قناعة الجمهور بعدالة ونزاهة المحكمة.



المشكلة الكبرى كما يراها المراقبون هي في ضعف المحكمة على مستوى الادارة، المعاناة من جراء الوضع الامني المتردي، الضغط السياسي والفشل في توضيح اهدافه.



قالت ميراندا سيسونز من المركز الدولي للعدالة الانتقالية " ان القضاة يناضلون بشكل كبير".



واضافت ان من المهم لاعضاء المحكمة " ان ينفتحو على الجمهور العراقي ويوضحون لهم مجريات عملهم ولماذا يعملون ذلك، ثم يستمعون الى توقعاتهم وماذا يريدون".



ينقسم العراقيون الذين يعتقدون بارتكاب صدام للمجازر الجماعية بين مؤيد للمحكمة التي بدت مضطربة وبين من يطالب باعدام صدام من دون محاكمة. تظاهر حوالي 1500 شخص خارج المبنى الذي تدار فيه المحكمة في المنطقة الخضراء التي تعتبر من اكبر المناطق من حبث التحصينات الامنية، مطالبين باعدام صدام.



قال جابر حسن جابر،52، محامي من بغداد " اذا لم يتم اعدام الرئيس المخلوع ومساعديه بشكل سريع، فان العنف سيستمر ويزداد، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه".



داود سلمان: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد. وساهمت في هذا التقرير ايضا تياري راث محررة تقارير الازمة العراقية.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists