تعليق: لا تدع الكردي يشاهد أمه!

من يلديريم تركير في استنبول (ICR No.15,17-April-03)

تعليق: لا تدع الكردي يشاهد أمه!

من يلديريم تركير في استنبول (ICR No.15,17-April-03)

Tuesday, 22 February, 2005

مؤخراً، واحدة من الأشعة النابعة في الصحافة التركية نشرت مقالاً صحفياً عن الأكراد في العراق تحت عنوان: " لماذا يحبون الأكراد؟ " ، كرد غاضب على مقال عن الأكراد نشر في صحيفة الفايننشال تايمز في بريطانيا ، وتسائل الكاتب: " لماذا لا يوجد هناك حتى سطر واحد عن التركمان؟ فهم على حسب رأينا أحد الناخبين الرئيسين في العراق ". الإجابة لذلك، كما قال، بأن أكراد العراق- " حتى بدون دولة "- وضحّوا قضيتهم للمجتمع الدولي أفضل بكثير من تركيا.


لتلخيص وجهة النظر هذه: العالم كان سيحبنا لو أننا قمنا بتسويق أنفسنا بشكل أفضل.


إن الإضطرار للتصميم على سيطرة تركية حول مستقبل الوضع القائم في شمال العراق هو الذي سبب لتركيا صعوبات في هذه الحرب. هدف تركيا النهائي هوالحصول على ضمان أن أكراد العراق لا يبنوا دولة في شمال العراق، وقد اضطر وزير الخارجية الأمريكي كولين باول لزيارة تركيا بعد أن رفضت حكومتها مرتين المطالب الأمريكية للمساعدة من خلال فتح جبهة شمالية ضد صدام حسين ولكن السؤال الرئيسي في هذا النقاش لم يتم حلّة: هل إنشاء دولة كردية في شمال العراق بإمكانة أن يشكل خطر جدي على تركيا؟ وإذا كان كذلك فلماذا ؟


ربما توجد هناك عدة أسباب لهذا "الإلغاء". أحد الأسباب حسب رأيي، بأنه حتى هذه اللحظة إننا غير مرتاحون حتى بلفظ الكلمة " أكراد ".


فمؤخراً فقط تقبلنا لفظة " أكراد " ليس كالصوت الذي يصدر عن أتراك الجبال وهم يمشون على الثلوج.


بعد حرب الخليج الأولى. تجنبت تركيا من ذكر الكلمة " أكراد" لوصف عشرات الآلاف أكراد العراق الذين التجئوا إلى تركيا. تمت تسميتهم بـ " العراقيون الذين أخذوا ملجأ في بلادنا " الظروف التي كانت موجودة في المخيمات لم تصل حتى لدرجة " اللاجئين " كانت ظروف تعيسة جداً لقد ماتوا من البرد والجوع في الشتاء ومن المرض وقلّة المياه في الصيف وقد تم منع وصول المساعدات التي وصلت من الناس المحليين عن الوصول والمساعدات التي وصلت من الخارج لم تصلهم. لقد مات الآلاف الأكراد في الأرض التي لجأوا إليها.


في النهاية يجب علينا الالتزام بتسمية الأكراد باسمهم ولكن حقيقة وجود أعداد سكان كبيرة من الأكراد في شمال العراق ما زال بمثابة كابوس للحكومة التركية . كنتيجة لذلك أعلن صحفيون ليبراليون جدد أن المجموعات التي تقف ضد الحرب في تركيا متضامنون مع الأكراد، أما اليساريون ومجموعات انتمائها غير واضح فهم مستمرون في نهجهم الاعتيادي بإعطاء النصائح للسلطات التي يجب عليهم التعامل معهم. قبل أن تبدأ الحرب ثم التنقيب عن وثائق تاريخية من الموصل وكيركوك وكانت هناك تصريحات في غير أوانها عن حقوق تركيا. ربما خسرنا " ولاشيا " و"مولدافيا للأبد، ولكن لماذا لا نسترجع الموصل وكيركوك؟ حتى أن وزارة الخارجية صرحت بأنها تدرس الموضوع.


الآن يجدونه من الصعب فهم لماذا يصّر الغرب عن رغبته من عدم وجود قوات تركية في شمال العراق!


لكن نحن نقوم بمطالب بإسم " إخواننا التركمان " نقول بأنهم " أقربائنا " أتسائل كم من أبناء شعبنا يفكر بهذه الطريقة. هل هذا يعكس هذا حقيقة الرأي التركي العادي؟


هل بالإمكان المجموعة العرقية والتي تكوّن 20% من عدد سكاننا، المجموعة المسماة "أكراد" التي نحن قادرون فقط على لفظها، لا يشعرون بنفس الطريقة حول الأكراد في شمال العراق؟ هل مشاعرهم وولائهم لعرقهم شئ مخزي، خطيئة أو جريمة؟ هل تركيا والتي تعّبر عن قلقها حول التركمان لا تملك أي قلق حول مستقبل الأكراد في العراق- خصوصاً وأنهم كانوا أكثر مجموعة عانت من وحشية صدام؟ لماذا مجرد الفكرة بأن يكون لهم دور في تحديد مستقبلهم تخيف تركيا؟


إذا كان الأكراد يريدون بناء دولة،ما الضرر الذي ممكن أن يشكله ذلك لأقارب التركمان الذين يعيشون هناك؟


كولين باول جاء طريقه الطويل ليسأل تركيا عن أمنيتها الأخيرة وقامت تركيا بفتح الطريق للقوات العسكرية الأمريكية للذهاب للحدود العراقية.


ولكنها ما زالت تغمغم بنفس المقولة القديمة : " لا تدع الكردي يشاهد والدته "


يلديهم تركير هو صحفي تركي.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists