تكريت تحتفل بعيد ميلاد صدام
سمع النشيد الوطني القديم مرة أخرى عندما أصر الناس في تكريت مدينة صدام ان لهم الحق
تكريت تحتفل بعيد ميلاد صدام
سمع النشيد الوطني القديم مرة أخرى عندما أصر الناس في تكريت مدينة صدام ان لهم الحق
بقلم: *عقيل جبار ـ تكريت
عند الاستدارة المرورية خارج تكريت ماتزال صورة صدام حسين ملصقة بالحجم الطبيعي وهو يحمل بندقية, ويرتدي زي متطوعي جيش القدس.
وكما ذكر السكان المحليون فان القوات الأمريكية قد مزقت صورة صدام مرتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من هذا الموقع, لكن بعد كل مرة تظهر صورة أخرى في المكان نفسه.
التاريخ هو (28) نيسان ـ عيد ميلاد القائد السابق ـ وعلى الرغم من ان معظم العراقيين الآخرين يشعرون بالسعادة لنسيان هذا التاريخ, فان الناس هنا في مدينة صدام ماتزال لديهم الأسباب لاقامة الاحتفالات.
وجاء في أعلان علق على واجهة أحد المحلات في مركز المدينة "سوف نحتفل بعيد ميلاد قائدنا على الرغم من الأمريكان".
وفي وسط الشارع الرئيس في تكريت وقفت الفرقة الموسيقية تعزف بالطبول والمزامير التقليدية, بينما أخذ المجتمعون يرددون أغنية قاسم السلطان التي كانت مفضلة لدى القائد السابق "أدخل فيها, الزلم تسويها", بينما تردد مجموعة الأطفال مغنية "بأرواحنا نفديك يا صدام". ثم أدوا النشيد الوطني لما قبل الحرب.
بعيداً عن سيارات الهامفي الأمريكية في الطريق العام, كان الحلويون في شارع جانبي يقدمون كيكة عيد الميلاد بعرض مترين وهي تحمل صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش مقطعة الى عشرات القطع.
وقال عامر مهودر, الذي كان مطعمه يقدم وجبات طعام مجانية بالمناسبة "سوف نظل نحتفل بيوم (28) نيسان من كل سنة حتى نموت, وسيحتفل أبناؤنا من بعد موتنا".
وبالنسبة لعامر فان مشاكل العراق الحالية هي اثبات دفاع لصالح الرئيس السابق. وقال "دع العراقيين يرون ما يحدث الآن, سيكتشفون ان صدام أفضل من الأمريكان, لاسيما عندما تقوم أمريكا بقتل المزيد من العراقيين".
وقال البقال فتحي السامرائي الذي تفجرت عيناه بالدموع عندما ذكر أمامه اسم الرئيس السابق "لعنة الله على الخونة, العملاء والجواسيس الذين خدعوا البطل صدام. سيكتشف العراقيون انهم يضيعون دون صدام لأنه كان مثل الخيمة فوق رؤوس العراقيين".
واعترف الآخرون ان النظام السابق اقترف الجرائم, لكنهم يلقون بالمسؤولية على نواب صدام.
وقال سائق الأجرة جميل التكريتي وعمره (37) سنة "ان صدام بطل" وهو يعتقد ان محاكمة الرئيس السابق المقبلة "سوف تثبت ان صدام لم يقترف تلك الجرائم بحق العراقيين, وانما هم أتباعه, لاسيما ابن عمه علي حسن المجيد". والمجيد المشهور باسم "علي كيمياوي" هو الذي قاد الحملة الوحشية ضد الكورد عام 1988.
وفي هذا السياق أعلن بعض التكارتة ان اقامة الاحتفالات هي حقهم الديمقراطي.
وتساءل عمر الدوري الطالب في جامعة تكريت وعمره (22) سنة "أين الحرية والديمقراطية اللتين وعدنا الأمريكان بهما؟ ونحن كجزء من شعب العراق لنا الحق في القيام بمثل هذا العمل. لماذا إذن قام جنود الاحتلال باتلاف صورة الرئيس؟"
وقال ضابط الشرطة أكرم هادي "لا يمكننا منع الناس من الاحتفال بهذا اليوم. وهم لا يخالفون أمن المدينة. انهم يعبرون عن آرائهم الخاصة بهم. وهذه هي الديمقراطية".
مع ذلك, فان حفنة من التكارتة قالوا ان الاحتفالات يجب ان تصبح شيئاً من الماضي, وقال قاسم أحمد وعمره (32) سنة "لقد انتهى صدام, لكن أهالي تكريت لا يتقبلون ذلك, لأنهم أحبوه كثيراً". وقد شارك قاسم في الغناء لكنه وبشكل واضح لا يشارك في المشاعر السائدة, ويقول "على أية حال, ان كل شيء سيصبح جلياً عندما يحاكم صدام ويحكم عليه".
*عقيل جبار ـ صحقي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد