شهود عيان يقولون ان المجموعة الاميركية تجولت بعيدا عن منطقة السياح

يتسائل السكان المحليون لم غامر الاميركان بالذهاب بعيدا لوحدهم بالقرب من الحدود الايرانية

شهود عيان يقولون ان المجموعة الاميركية تجولت بعيدا عن منطقة السياح

يتسائل السكان المحليون لم غامر الاميركان بالذهاب بعيدا لوحدهم بالقرب من الحدود الايرانية

Wednesday, 12 August, 2009

بقلم :خه بات نوزاد

12 آب 2009

 

علم معهد صحافة الحرب والسلام باحتجاز ثلاثة اميركيين لدى الايرانيين بعد ان سلكوا طريقا وعرة باتجاه منطقة حدودية بعيدة والتي نادرا مايسلكها السواح وحتى السكان المحليين.

 

يقول سكان احمد اوا ، وهي منتجع سياحي ف كردستان العراقحيث شوهد السياح لاخر مرة ، بان المنطقة التي عبر اليها السياح بالصدفة تبعد مسافة ساعات اعلى الجبل ، حيث انها منطقة غير ماهولة يرتادها المهربون غالبا.

 

يقول السكان المحليون بان قلة من سكان المنطقة يعمدون الى تسلق جبل مجدب ومليئ بالصخور من دون مساعدة مرشد لخوفهم من الضياع. حيث لاتزال الالغام الارضية التي زرعت ابان الحرب العراقية-الايرانية في الممرات الجبلية الضيقة تشكل مصدرا للخطر على حد قولهم.

 

محمد صابر ، احد سكان منتجع احمد اوا  والتي تبعد مسافة 100 كم شرق مدينة السليمانية يقول " ان هذا الجبل ليس بالاختيار الجيد للسياحة والنزهات" ..." لقد كانت هناك ثكنات (عسكرية) على الجبل في الماضي . لااحد من السياح يتوجه الى تلك الاعالي".

 

اما خيوان نور الدين علاء ، البالغ من العمر 20 عاما ويملك موقفا للسيارات لخدمة السياح في احمد اوا فيقول " رغم انني من سكنة المنطقة الا انني لاازال غير قادر على الوصول (الى الحدود)" ..." ليس لدي ادنى شك بان احد ما ارشدهم الى الطريق".

 

  هذا وقد اعلنت وسائل اعلام الامركية بانه تم اعتقال الاميركان الثلاثة ، شاين بور 27، سارة شورد 30، و جوشوا فاتال 27، من قبل حرس الحدود الايرانيين بتهمة العبور الى ايران  بطريقة غير شرعية في الحادي والثلاثين من تموز.

 

يظهر ان الثلاثة سافروا الى كردستان العراق لقضاء اجازة قصيرة بعد عودتهم من دمشق في وقت سابق من الاسبوع حيث وصلوا الى مدينة السليمانية في التاسع والعشرين من شهر تموز ، كما صرح شون مكفسيل ، الذى سافر مع الثلاثة لحين وصولهم الى كردستان العراق غير انه لم يرافقهم الى  احمد اوا بسبب مرضه.

 

تم نشر تصريح مكفيسيل على موقع مجلة الامة ، وهي مجلة اميركية ذات اتجاه يساري. وقد كان بور ، الذي عمل صحفيا حرا ، قد كتب قصة من بغداد ونشرها على صفحات مجلة الامة في شهر حزيران.

 

يقول مكفيسيل بانهم قرروا زيارة احمد اوا بعد الاستفسار من السكان المحليين في السليمانية عن " اماكن جيدة لاستكشاف التضاريس الجبلية". وطبقا لتصريح مكفيسيل، فقد اعتقد بان احمد اوا كان " بعيدا عن نوع من انواع الخطر" حث لم يكن على دراية بان القربة كانت قريبة من الحدود الايرانية.

 

ويواصل مكفيسيل حديثه بالقول بانه كان على اتصال مستمر مع اصدقائه، حيث ذهبوا الى احمد اوا في الثلاثين من تموز وخيموا على سفح الجبل في تلك الليلة. في  اليوم التالي ، وتحديدا عند الساعة 1.30 بعد الظهر تلقى مكفيسيل الى كان لايزال في احد فنادق السليمانية اتصالا من صديقه بور ليخبره بانه قد تم  القبض عليهم وان عليه ان يتصل بالسفارة الاميركية.

 

وفي صلة بالموضوع قال اللواء احمد غريب،قائد قوات حرس الحدود في السليمانية ، بان قوات الحدود العراقية عثرت على الممتلكات الشخصية التي تعود للاميركين بضمنها كتاب، دفتر ملاحظات، وبطانية على بعد امتار قليلة من الحدود الايرانية.

 

هذا وقد اعلنت الصحافة الايرانية الاسبوع الفائت بان الاميركيين اعتقلوا بتهمة عبور الحدود بصورة غير شرعية، حيث قال احد اعضاء البرلمانيين الايرانيين بانهم قد يقاضون بتهمة التجسس.

 

لم تؤكد الحكومة الايرانية مسالة الاعتقال للحكومة المركزية في بغداد او حكومة اقليم كردستان، كما جاء على لسان فلاح مصطفى مسؤوول العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم. حيث قال بانه يعمل بالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية في بغداد والقنصلية الايرانية في اربيل لتحديد مكان تواجد الاميركيين.

 

تتمتع كل من حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية العراقية بعلاقات طيبة مع كل من ايران والولايات المتحدة الاميركية. بينما تفتقر كل من طهران وواشنطن للعلاقات الدبلوماسية فيما بينهم.

 

يقول مصطفى ان حكومة الاقليم على اتصال مع الحكومة الاميركية حول القضية، بوصفها " قضية انسانية".

 

حيث علق بالقول " نريد ايجاد حل لهذه القضية".

 

حيث قارن الاميركان المحتجزين بالصحفيين الاميركان الذين حكم عليهم ب 12 عاما مع الاشغال الشاقة لدخول كوريا الشمالية بطريقة غير شرعية من هذا العام. الا انه تم اعفائهم واعادتهم الى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الاسبوع.

 

يزور كل من الكرد ، العرب، والاجانب مصيف احمد اوا لمناظره الجبلية الخلابة ، هواءه المنعش، والشلالات المحاذية.غير ان موقعه في شرقي كردستان العراق جعله اقل شعبية من المصايف الجبلية الواقعة في المركز.

 

معظم زوار احمد اوا لايغامرون بالاتجاه بعيدا عن الشلالات الخلابة، ومرافق المنطقة الجذابة. حيث يعتبر المشي احد الرياضات غير الشعبية في كردستان العراق ، وخصوصا في المناطق القريبة من الحدود الايرانية المليئة بالالغام.

 

يقول السكان المحليون انه بعد اجتياز الشلالات يصبح الجبل شاهقا حيث  لاتوجد طرق المعبدة اومصادر ماء.

 

تقع ايران على قمة الجبل. يقول سكان المنطقة ، الذين لديهم عوائل في الجانب الاخر من الجبل، بانهم يتجنبون الجبل لطرقه الوعرة ، التي يصعب التنقل بها او تسلقها.

 

 

 يقول السكان المحليون ان  الالغام الارضية  تقع خارج حدود الطريق ، التي تشكلت عندما كان السكان المحليون يعون خيولهم على الجبال وتهريب الوقود من ايران الى العراق من قبل المهربين في الشتاء. حيث تعاني الحدود من ضعف الترسيم على حد قولهم.

 

يقول صابر ، من سكنة احمد اوا " لقد كان هناك سلك شائك في الماضي ، غير انه اختفى". واضاف " من السهل اجتياز الحدود سهوا. حيث اعتادت قوات الحدود الايرانية على اعتقال المتجاوزين، غير انه لايذهب العديد من الناس الى هنالك الان واذا مافعلوا ذلك فسيكونون معتادين على المنطقة لتجنب الاعتقال".

يقول عمال السياحة في مصيف احمد اوا بانهم يتذكرون الاميركيين الذين جائوا هناك غير انهم لم تكن لهم علاقة بهم الا النزر اليسير.

يقول بهمن محسن فائق ، بان الاميركان الثلاثة قصدوا محله الصغير في احمد اوا حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر باحثين عن شيء ما، غير ان حاجز اللغة منعه من فهم مايحتاجون اليه. فسكان المنطقة هناك يتكلمون الكردية.

اما صهيب عباس حمة سعيد ، الذي يدير مقهى صغير على احد الجسور الواقعة بالقرب من الشلالات، فقد بين بان الاميركان ارتشفوا الشاي ووقفو على الجسر لمدة قليلة بعد ان تجاوزت الساعة العاشرة منتصف الليل قبل ان يختفوا. ويقول حمة سعيد ان شرود ( احد الامركيين) كان يتكلم العربية بلغة ضعيفة.

يقول كل من فائق وحمة سعيد بانهم لايتذكرون ان الاميركان كان يحملون شيئا معهم.

معظم السياح يبدون اعجابهم بالشلالات والنزهات على جانب الطريق. 

قد تكون مناظر كردستان العراق خلابة بنظر الاجانب ، غير ان السفرات التي تنطوي على المغامرة لم تكن امرا مالوفا في المنطقة. فبالنسبة للعراقيين الكرد ، تمثل الجبال مواقع لمعارك ماضية، وليست اماكن للاستكشاف  سيرا على الاقدام لقضاء وقت الفراغ.

يشكك بعض سكان احمد اوا بان الاميركان لم يكونوا مجرد سائحين ابرياء ، وذلك لانهم غامروا بالذهاب لوحدهم بعيدا عن المناطق التي يقصدها معظم السياح.

حيث يقول صابر " ان احمد اوا دائما ماتكون ملئية بالاجانب والاميركيين" ..." غير انهم لايتسلقون الجبل".

اما في تقارير خاصة بالصحافة الاميركية ، فقد وصف عوائل واصدقاء الاميركيين الثلاثة بانهم مغامرون ومولعون بالشرق الاوسط. 

يقول مكفيسيل ان باور يعمل كصحفي حر ويدرس اللغات، وشرود هو مدرس لغة انكليزية في سوريا ، اما فاتال فتعمل على تنسيق وادارة رحلات الطلاب البديلين. ومن جانب اخر فقد كتب باور على موقعه الالكتروني بانه طليق في اللغة العربية.

واضاف مكفيسيل في تصريحه : " اتمنى انه يفهم السكان وجود اصدقائي في المنطقة  لاسبابه الحقيقة : لقد كان ذلك غلطة بسيطة ومؤسفة للغاية".

 هذا وقد ناشدت وزارة الخارجية الاميركية حول اية معلومات عن الاميركان المفقودين.

يقول احد الصحفيين الايرانيين في طهران والذي طلب عدم الكشف عن اسمه بانه يعتقد انه سيتم اطلاق سراح الاميركان اذا ماقرت السلطات بانهم عبروا الحدود عن طريق الخطأ. وتكهن بان يلعب اطلاق سراحهم دورا في " تخفيف وطأة العلاقات" بين ايران والولايات المتحدة الاميركية. 

وواصل الصحفي حديثه " لاتريد ايران خلق مشاكل اخرى باحتجاز الاميركان الثلاثة".

في الليلة التي تم الابلاغ بها عن فقدان الاميركان ، حامت الطائرات الاميركية فوق مصيف احمد اوا والبلدة القريبة منه –حلبجة- . كما نصبت نقاط التفتيش وقامت القوات الكردية بتفتيش الجبل.

تعد الحملات الامنية شيئا نادرا في شمال العراق ، خصوصا ان المنطقة ضلت بعيدة عن موجة العنف  التي عصفت بالكثير من مناطق البلاد. 

يقول مسؤؤولوا القوات الامنية والحكومية في حكومة اقليم كردستان بانه لم يتم تعزيز دوريات الحدود منذ الحادث الا ان الشرطة في بلدة كورميل ، وهي البلدة الرئيسية الواقعة قرب احمد اوا، حذرت مراسل معهد صحافة الحرب والسلام عدم المغامرة بتخطي منطقة السياح والذهاب بالقرب من الحدود.

يقول السكان المحليون ان احمد اوا منطقة هادئة حاليا.

يقول عفان صدقي الذي يبيع ادوات التزحلف للسياح في احمد اوا وبعض الاشياء الاخرى : " لااعتقد ان  الحادثة ستؤثر على السياحة في المنطقة".

كتابة / خه بات نوزاد ، الصحفي المتدرب في معهد صحافة الحرب والسلام من حلبجة.

ترجمة : فرح علي

Frontline Updates
Support local journalists