رجال الدين المتنافسون يوحدون قواهم
أتباع رجال الدين الشيعة المتنافسين يجدون أرضية مشتركة خلال المسيرات الاحتجاجية هذا الأسبوع
رجال الدين المتنافسون يوحدون قواهم
أتباع رجال الدين الشيعة المتنافسين يجدون أرضية مشتركة خلال المسيرات الاحتجاجية هذا الأسبوع
كان الرجال الذين يحملون صور الشهيد آية الله محمد صادق الصدر وصور ابنه ـ مقتدى ـ يسيرون بين المحتشدين في المظاهرات التي خرجت هذا الأسبوع دعماً لآية الله علي السيستاني ومساندة لدعوته من أجل انتخابات مباشرة للحكومة العراقية المقبلة. وتجاوزاًً للخلافات القديمة, أجمع المتظاهرون على مطالب الشيعة المشتركة بشأن الانتخابات العامة, والمندوبين للمؤتمر الدستوري, ومحاكمة صدام حسين كمجرم حرب, وعدم استخدام الفدرالية كورقة توت لتغطية الجهود الغامضة لتقسيم العراق.
كان هذا تطوراً بارزاً, آخذين في الاعتبار التنافس بين الصدر و السيستاني, الذي يرجع إلى ما قبل عقد من الزمن. في ذلك الوقت, كان أتباع الطرفين ينتقدان بعضهما بشدة كما تقع بينهما أحياناً مصادمات مسلحة .
وفي شهر تشرين الأول الماضي, ذكر أن أتباع الصدر اشتبكوا في عملية إطلاق نار مع حراس مؤيدين للسيستاني في مدينة كربلاء المقدسة. وكان أتباع الصدر قد اتهموا بمحاولة الاستيلاء على مرقد الإمام الحسين, أحد أهم المواقع قدسية في الإسلام الشيعي.
وتعود الخلافات بين الطرفين إلى أيام محمد صادق الصدر, والد مقتدى. لقد شجع محمد صادق الصدر الشيعة لينخرطوا في جماعات لأداء صلوات الجمعة. هذا الموقف وغيره من المواقف المناهضة لمحاولات صدام حسين لاضطهاد المذهب الشيعي. ويعتقد أن تلك المواقف هي السبب وراء قيام مجهولين باغتيال محمد صادق الصدر عام 1999.
وعلى النقيض من ذلك, كان ينظر إلى السيستاني كشخص مسالم وغير راغب في تبني أية مواقف سياسية ضد النظام. هذا الموقف استمر حتى ما بعد الحرب الأخيرة, حيث اتخذ السيستاني موقفاً حيادياً نسبياً إزاء قوات التحالف .
وعلى العكس من ذلك, دان مقتدى الصدر علانية مجلس الحكم بكونه غير شرعي. وأسس ميليشيات (جيش المهدي) الذي هدد بالعصيان ضد قوات التحالف.
ثمة أيضاً خلافات في الأسلوب بين الرجلين, إن السيستاني البالغ من العمر 75 عاماً هو علامة ديني محترم, لم يغادر بيته طول 12 سنة, ولد في إيران ويتحدث العربية بلكنة فارسية, وحتى وقت قريب, أظهر اهتماما قليلاً جداً بالحملات السياسية.
بينما ذكر أن مقتدى الصدر الذي يبلغ من العمر 30 عاماً قد يكون علامة دينياً صغيراً بالمقارنة, لكنه يعد حالياً زعيماً سياسياً ماهراً. ويحافظ مقتدى الآن, كرئيس, على شبكة واسعة من الجوامع التي بناها في الأصل والده.
ومهما كانت خلافاتهم السابقة, فإن ممثلين عن الزعيمين فخورون بوحدتهم التي تبلورت مؤخراً والتي أثيرت بشكل كامل من خلال نشاط السيستاني الجديد في المواقع المشتركة عبر الطيف السياسي للشيعة.
قال الشيخ ظافر القيسي ممثل السيستاني في منطقة البياع جنوب غربي بغداد " إن المظاهرات وجميع سكان هذه المنطقة متحدون خلف مطالبهم ـ على الرغم من الطارئين المفسدين الذين يحاولون تدمير الإسلام, والذين يراهنون على الخلافات بين الأديان ".
ويقول الشيخ علي اليعقوبي, أحد مؤيدي الصدر في مدينة الصدر التي سميت تيمناً باسم القتيل محمد صادق الصدر, " لقد رسمت المسيرة الصورة أمام العالم أجمع. لا توجد خلافات بين الشيعة والسنة أو بين الشيعة والشيعة, عندما يتعلق الأمر بمستقبل العراق ".
وردد المتظاهرون هتاف " نعم .. نعم للإسلام " تماماً كما يفعلون دائماً. ولكن التحالف القوي الجديد بين أتباع الصدر و السيستاني ربما يكون قد أضفى لمسة خاصة من الحماس على هتافات هذا الأسبوع.
محمد فوزي صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد