قوة الشرطة الجديدة تواجه الصعوبات في عملها

بقلم : أيوب نوري –بغداد-(تقرير الأزمة العراقية المرقم 27،10،أيلول 2003)

قوة الشرطة الجديدة تواجه الصعوبات في عملها

بقلم : أيوب نوري –بغداد-(تقرير الأزمة العراقية المرقم 27،10،أيلول 2003)

Tuesday, 22 February, 2005

بعد سقوط نظام صدام حسين في الربيع الماضي ،استطاع شمال نوري العودة إلى مدينة كركوك ، التي اجبر على تركها من التسعينات كونه كرديا . ولرغبته وحماسه لخدمة مدينته ، فقد التحق بقوات الشرطة ولكن "فرحتي لم تدم طويلا ، لقد بدأت أواجه المشاكل" قال شمال.


نوري ومعه 30.000 من قوات الشرطة الأقوياء يقولون انهم مصابون بالاحباط وذلك بسبب خليط من المشاكل والمعوقات ومنها التدخل الأمريكي في عملهم كشرطة ، وقلة الاحترام من قبل العامة ، وقلة التجهيزات . في حين لا تزال مدن كثيرة مثل بغداد يمارس فيها سرقة السيارات وعمليات الاختطاف والسرقة.


إن تفجير مركز الشرطة في بغداد في 3 أيلول ، والذي أسفر عن مقتل ضابط وجرح 13 آخرين، قد يلقي الضوء على إحدى شكاوى نوري و هي التدخل الأمريكي في عملهم .


"إننا كثيرا ما نلقي القبض على الفدائيين وعلى عناصر بعثية تحاول العبث بالأمن والنظام ، لكننا مجبرون على تسليمهم إلى القوات الأمريكية التي غالبا ما تطلق سراحهم ليعودوا إلى تهديد الضباط الذين اعتقلوهم وهو يعتقد إن تفجير المركز هو من عمل أحد هؤلاء" ، يقول نوري .


والشرطة تعاني أيضا من عدم وجود غطاء شرعي لهم بين الناس . فبعدم وجود حكومة رسمية تبدو الشرطة وكأنها تعمل لنفسها أو للأمريكان ، و ليس لحكومة عراقية حقيقية.


ورغم إن مجلس الحكم قد قام بتعيين 25 وزيراً في 3 أيلول ، إلا إن ذلك لا يبدو إجراءاً " عملياً " طالما لا توجد وزارات فاعلة.


يقول ثامر مجيد الذي يسوق شاحنة صغيرة أن " الرداء الوسخ يجب غسله أو التخلص منه ، والشرطة العراقية نزعت ذلك الرداء المتسخ بالوحشية "، و يرى أن "الشرطة تريد خدمتنا بشكل نظيف لكن الناس لا تعطيهم الفرصة لذلك."


العامل الآخر الذي يقوض شرعية الشرطة هو عدم خوف العراقيين منهم وذلك لانهم غير مجازين بأن يتبعوا نفس أسلوب الشرطة في زمن النظام القديم - التي بسطت الأمن في الشوارع باتباعها وسائل وحشية مثل التعذيب.


ورغم إن معظم أفراد الشرطة هم من شرطة النظام السابق ، إلا إن الأمريكان أخضعوهم لبرامج تدريبية لتعليمهم احترام حقوق الإنسان ، وهو أمر استحسنه الكثير من الضباط .


"لقد سررت بانضمامي إلى الدورة ، على الإنسان دوما إن يكتسب خبرات جديدة " يقول الرقيب مصطفى مظهر، الذي أمضى 14 سنة في الشرطة في ظل النظام السابق . انه واحد من الـ250 متدربا الذين أنهوا دورتهم التدريبية في 4 أيلول في بغداد . " لقد تعلمت أشياء كثيرة لم اسمع بها خلال عملي أيام صدام " .


ومظهر يشعر بالجميل والعرفان لان راتبه الشهري اصبح 120 دولار مقارنة بما كان يتقاضاها أيام صدام – ثلاثة إلى خمسة دولارات.


في نفس الوقت الذي لا تخاف الناس من الشرطة ، فهم يعتقدون بان مستوى تأهيلهم يحتاج المزيد .


"أرى أشياء كثيرة في الشرطة الجديدة تثير استغرابي" تقول ساز جمال التي تخشى إن يتعرض محل عملها لهجوم من قبل مسلحين وتطلب حماية الشرطة لها . " إنني اشك بأن الخلفية الاجتماعية والثقافية و التعليمية لهؤلاء قد أخذت بالاعتبار عند تجنيدهم للشرطة".


اضطر الكثير من العاطلين العراقيين للانخراط في سلك الشرطة وذلك لارتفاع معدل البطالة . فخلال احتفال تخرج الدورة التدريبية في 4 أيلول ، تجمع اكثر من 100 رجل خلف الأسلاك الشائكة للبوابة الرئيسية وذلك للاستفسار من المسؤولين المحليين و والأمريكان ذوي الرتب العالية عن مصير طلباتهم التي قدموها منذ اكثر من شهر.


" كنت جنديا في الجيش العراقي، ومنذ حله والى الآن أنا دون عمل" يقول كاظم محمد


" الأمريكان يجلبون شرطة من بلدان أخرى ، ويتركونا نحن العراقيين في الشوارع دون عمل" .


المشكلة الأخرى التي تواجه الشرطة هي عدم وجود الموارد الكافية لهم. كثير من المجندين المتحمسين لما تعلموه في الدورة ، قد اصطدموا بالواقع بعد إنزالهم للشارع وعدم احترام الناس لهم.


" أنا لست مرتاحا من ما أقوم به " قال أحد الضباط في شوارع النجف ، الذين يشكو هو وزملائه من عدم استلام الزي الموحد والسلاح الذي وعدهم به الأمريكان. " كل ما احمله من سلاح هو هذه الهراوه التي اشتريتها من مالي الخاص" . ويضيف انه محبط جداً لأنه يعمل لساعتين فقط ثم يذهب إلى البيت تاركاً الشارع إلى الناس طيبهم وخبيثهم .


أيوب نوري : مراسل عراقي مستقل .


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists