نقود الدم
يبيع البائسون من العراقيين دمائهم الى وكلاء غامضين
نقود الدم
يبيع البائسون من العراقيين دمائهم الى وكلاء غامضين
واقفا في الطابور امام مصرف الدم، همس سالم احمد بصوت متقطع الى احد السماسرة مستفسرا عن المبلغ الذي سيدفعه له لقاء التبرع بالدم.
قال احمد العاطل عن العمل انه مضطر لبيع دمه لانه المعيل الوحيد لعائلة مكونة من 11 نسمة واب وام مرضى.
"البطالة والوضع الاقتصادي المتردي قاداني الى هذا، انا لا املك شيئا في جيبي عدا بعض المال الذي يكاد يكفي للمواصلات" قال حامل الشهادة الجامعية في الادارة والاقتصاد.
ارتفاع معدل البطالة قاد بعض العراقيين لبيع دمائهم الى بعض السماسرة الذين يبيعون الدم لمن هم بحاجة اليه.
يتم الاتفاق كالتالي: تتصل عائلة المريض بالسمسار وتخبره عن فصيلة الدم والكمية المطلوبة. يجد السمسار متبرعا من نفس صنف الدم يذهب الى مصرف الدم للتبرع بدمه لصالح ذلك المريض.
يتم بيع عبومة من 350 سي سي الى السمسار مقابل 10 دولارات، ثم يقوم ببيغها مقابل خمسة اضعاف سعرها. الطلب المتزايد على الدم هو بسبب عدم توفر المخزون منه بشكل كافي.
قال عمر نجيب وهو عاطل عن العمل ايضا انخ بعد ان باع معظم اثاثه، لم يكن امامه من خيار سوى بيع دمه. "عندي طفلة مريضة بحاجة الى الدواء، لقد تعبت من البحث عن عمل دون جدوى" اضاف عمروهو ضابط سابق في الجيش في زمن صدام حسين.
عبد الوهاب امين, صاخب محل تجاري تحطم بفعل انفجار سيارة مفخخة, لا يملك المال الكافي لاصلاح المحل، لذا فهو يبيع دمه للحصول على المال من اجل المعيشة ودفع الايجار.
"قد ابيع كليتي ايضا, المعيشة صعبة جدا, وليس امامي خيار غير هذا" اضاف امين.
قال امير صالح, سمسار دم، ان موجة العنف ادت الى ارتفاع اسعار الدم؛ " كلما كان هناك المزيد من التفجيرات, يأتي اقارب الضحايا لشراء الدم" اضاف صالح.
قالت مها محمود اخصائية نسائية وتوليد ان عوائل المرضى لا يجيبون عن اسئلتها عن مصدر الدم الذي يجلبوه لمرضاهم مم دعاها الى ترك تلك الاسئلة لان مسؤوليتها هي في انقاذ حياة مرضاها.
حذر الدكتور احمد سعيد من خطورة اعطاء الدم بكميات كبيرة. " ان المتبرعين بفترات قصيرة يجازفون بحياتهم".
بعض الناس اضطرتهم ظروفهم الصعبة لبيع دمائهم؛ نزار مأمون من عائلة ثرية افلست بعد خطف والده ومطالبة الخاطفين بفدية كبيرة. انه يبيع دمه الان لمساعدة عائلته.
"عندي اخوات في السنة الاخيرة من الدراسة، اسعى جاهدا لتوفير النقود لهن" قال نزار.
سحر الحيدري: متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في الموصل