مصادرات السلاح تثير الغضب

يقول أصحاب الأسلحة المجازة ان قوات التحالف تستولي على أسلحتهم وترفض اعادتها اليهم

مصادرات السلاح تثير الغضب

يقول أصحاب الأسلحة المجازة ان قوات التحالف تستولي على أسلحتهم وترفض اعادتها اليهم

Tuesday, 22 February, 2005

أمام نقطة التفتيش العسكرية الأمريكية التي تؤدي الى الموقع رقم (100), وهو رمز لقاعدة عسكرية أمريكية غير نظامية تقع في غرب بغداد, وقف مهند الدليمي غاضباً للمرة الثالثة وهو يحاول ان يسترجع بندقيته الكلاشينكوف التي قال ان لديه اجازة لحملها.


لقد حصل العديد من العراقيين وبسبب الظروف غير المستقرة التي تسود العراق حالياً على تراخيص رسمية لحيازة الأسلحة لغرض الدفاع عن أنفسهم. لكن العديد باتوا يشتكون لأنهم يتعرضون للمعاملة وكأن أسلحتهم غير قانونية, كما يواجهون جداراً من البيروقراطية عندما يحاولون استعادة أسلحتهم المصادرة.


وفي حالة الدليمي, فهو يقول ان طبيعة عمله كحارس في البنك تملي عليه كأمر أساسي ان يحمل بندقية هجومية, ولهذا فقد أصدرت له قوات التحالف اجازة لحمل السلاح.


وعلى وفق ما يذكره الدليمي, فقد أخرج الجنود الأمريكان بندقيته من سيارته واستولوا عليها وذلك عندما وصلوا الى حفل زفاف أخيه لمصادرة الأسلحة التي كانت تستخدم لاطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بالزفاف. حاول جاهداً ان يوضح لهم بانه مخول بحيازة السلاح كما انه لم يطلق أية رصاصة في الهواء.


وقال ان احد الجنود الأمريكان أخبره بان لا يقلق مؤكداً له ان بمقدوره مراجعة الموقع رقم (100) لاستعادة كل من بندقيته واجازة السلاح التي صودرت هي الأخرى.


وتمتم الدليمي متذمراً "أكره الانتظار", وكان عليه ان ينتظر لساعتين في كل مرة من زيارتيه السابقتين. وفي كلتا المناسبتين أبلغوه انهم لم يستطيعوا ايجاد الضابط المسؤول, وان عليه ان يعود مرة أخرى في يوم آخر.


ألا أن الأمريكان أخبروه هذه المرة انه لا توجد لديهم أية معلومات عن بندقيته او اجازته.


لقد تحرك التحالف بعد فترة قصيرة من سقوط نظام صدام حسين, لخفض عدد الأسلحة التي بحوزة المدنيين العراقيين. وتنقلت القوات الأمريكية من بيت الى بيت تصادر الأسلحة. ثم منع المدنيون من حمل الأسلحة في الشوارع.


مع ذلك, فان التحالف, وبعد ان اشتكى العراقيون معبرين عن حاجتهم الى الأسلحة للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم في ظل الفوضى السائدة ما بعد الحرب, عاد وسمح لكل منزل بحصة صغيرة من الأسلحة, وأصدر اجازات للحراس والآخرين الذين اثبتوا حاجتهم لحمل الأسلحة خارج بيوتهم.


ويقول العراقيون ان التحالف يبدو حالياً وكأنه يقوض النظام نفسه الذي وضعه, لأن قواته تسلب في هذه العملية ما يؤمن العراقيون انه حقهم الأساسي في حماية أنفسهم.


وتساءل حيدر عبد الفتاح الذي أخذت القوات الأمريكية سلاحه عندما فتشوا المدرسة التي يعمل فيها كحارس, "لماذا يمنحوننا الاجازة اذا كان الأمريكان لا يحترمونها".


وقد طلب من حيدر أيضاً ان يراجع الموقع (100), ولكنه لم يتمكن من استعادة بندقيته على الرغم من مراجعاته المتكررة حتى أضطر أخيراً الى شراء بندقية جديدة من السوق السوداء لكي يتمكن من مواصلة عمله.


ان العديد من الأشخاص الذين التقى بهم معهد صحافة الحرب والسلام ذكروا انهم أبلغوا بان القوات الأمريكية التي أخذت أسلحتهم ستعيدها اليهم في غضون أيام قليلة بعد تدقيق الاجازات. ألا أن الأسلحة لم تظهر من جديد مطلقاً.


وقال آخرون أنهم قد ضللوا بمراجعتهم للمكان الخطأ للمطالبة باسترجاع أسلحتهم.


وقال عزيز كريم, الذي صودر منه مسدسه عند احدى نقاط التفتيش على طريق بغداد ـ عمان السريع "أعرف جيداً انني لن أستعيد سلاحي أبداً".


ويؤكد انه يحتاج الى السلاح عندما يرافق قوافل الشاحنات التي تنقل حمولات بقيمة (150) ألف دولار أمريكي على الطريق السريع من عمان الى بغداد المليء بالعصابات القاتلة.


وقال عزيز ان الجنود الأمريكان أبلغوه ان بمقدوره استرجاع سلاحه واجازته من سجن ابو غريب. وأضاف بانه قد ذهب الى هناك مرات عديدة قبل ان يبلغ بعد ذلك بمراجعة الموقع رقم (100).


من جانب آخر قال احد الجنود الأمريكان الذي يعمل في مركز المعلومات الصحفية للتحالف رداً على سؤال لمعهد صحافة الحرب والسلام بشأن المصادرات, "لا تعليق".


اما الجندي الأمريكي الذي يشرف على نقطة التفتيش في حي الجامعة غربي بغداد, والذي امتنع عن ذكر اسمه, فقد أشار الى ان مصادرة الأسلحة المجازة هي في الحقيقة ممارسة شائعة. واستطرد قائلاً "نحن لا يهمنا ان كان السلاح مجازاً ام غير مجاز. فاذا ما ساورنا الشك بحامل السلاح لأي سبب كان, فاننا نصادر سلاحه, ولن نعيده اليه مرة أخرى حتى لو انصل بنا".


*محمد فوزي ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد

h


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists