معنى ضائع أثناء الترجمة: العراق غاضب لتصريحات " الهيمنة الايرانية"

جدل دائر لمجرد التلميح للسيطرة الخارجية الايرانية على العراق، بالرغم من اصرار مسؤوليهم ان تصريحاتهم قد حرفت.

معنى ضائع أثناء الترجمة: العراق غاضب لتصريحات " الهيمنة الايرانية"

جدل دائر لمجرد التلميح للسيطرة الخارجية الايرانية على العراق، بالرغم من اصرار مسؤوليهم ان تصريحاتهم قد حرفت.

اثارت تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني الذي تفاخر بهيمنته على دول الجوار جدلا واسعا في الاوساط العراقية. عكست الجدية التي تم التعامل بها مع الموضوع، الحساسية الكبيرة المتعلقة بقضايا السيادة عقب انسحاب القوات العسكرية الأميركية بحسب رأي المحللين.

تحركت طهران بسرعة لنفي تصريحات نسبت لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والتي قال فيها بوضوح بان كل من العراق وجنوب لبنان خاضعان للهيمنة الإيرانية، ومؤكدة على انه تم تحرفيها وترجمتها بصورة خاطئة.

قالت السفارة الإيرانية في بغداد وفي بيان تلقى معهد صحافة الحرب والسلام نسخة منه في 21 من كانون الثاني " هذه تصريحات كاذبة. لااساس لها من الصحة وتسعى الى تحقيق اهداف ملتوية."

اما غضنفر روكنابادي، السفير الايراني في لبنان، فقال بان تصريحات سليماني قد ترجمت بالخطأ.

حيث صرح لجريدة السفير" التصريحات الاصلية للجنرال قاسم سليماني قال فيها بان العديد من دول المنطقة متأثرة بالثورة الإسلامية في إيران،" ويضيف، "وللأسف الشديد، فقد تم تحريف تصريحاته عن عمد."

رغم ذلك، عمت أرجاء العراق احتجاجات حاشدة ، عبر فيها سنة وكرد وبعض المسؤولين الشيعة رفضهم لأي إشارة على خضوع العراق للهيمنة الايرانية.

اصدرت هيئة علماء المسلمين، احدى الهيئات السنية البارزة في العراق، تصريحا حذرت فيه " من خطر عظيم"  قادم من ايران، ودعت الناس " للتعامل بصورة جادة مع هذا الخطر المحدق الذي من الممكن ان يكلف دماء العراقيين."

 اما القائمة العراقية السنية فقد انتقدت ايضا من جانبها هذه الادعاءات، حيث قالت النائبة ناهدة الدايني للمعهد، انه في الوقت الذي تؤثر فيه ايران على العراق، الا ان مثل هذه التصريحات  "مبالغة ومستفزة."

فطهران ، كما أضافت الدايني، " لا تهيمن على العراق بصورة كاملة كما جاء في التصريحات الايرانية، فالعراق بلد قوي."

عن ذلك يقول فرهاد الاتروشي من القائمة الكردية، "لن نقبل بالإساءة إلى سيادة العراق واستقلاله."

اما  النائب علي التميمي عن القائمة الصدرية فقال، "نرفض أي شكل من إشكال التدخل في شؤون العراق ومن أية جهة كانت، سواء كانت السعودية، تركيا، او ايران. لم نستسلم لأي تدخل أجنبي-وقد أخرجنا المحتل الأميركي من بلدنا، ولن نسمح لأحد أخر بالدخول."

وفي مواجهة مثل هذه الاحتجاجات، حاول النائب علي العلاق،عن كتلة القانون، صب الزيت على النار من خلال اشارته لانكار الجانب الايراني للتصريحات التي ادلى بها سليماني.

حيث علق بقوله، "لست مدافعا عن الموقف الإيراني، الا أنهم أنكروا التصريحات," ويضيف، "علينا نحن السياسيين التعامل مع هذه القضايا بحكمة، وليس من خلال التصريحات المثيرة للتوتر."  مستدركا، "في كل الأحوال، نحن نرفض أي تدخل من اى دولة كانت في العالم. فالعراقيون قادرون على بناء وطنهم بانفسهم. ولسنا بحاجة الى تدخل الاخرين."

لم ترد الحكومة العراقية على التصريحات المزعومة بصورة مباشرة، رغم أن تصريح وزارة الخارجية أكد على ضرورة قيام دول اقليمية، "خصوصا تركيا،ايران، وبعض الدول العربية، بأحترام سيادة واستقلال العراق" في اعقاب الانسحاب الاميركي من العراق نهاية العالم الحالي.

تحسين الشيخلي، نائب المتحدث باسم الحكومة العراقية، صرح، " لن نسمح لاي احد بالتدخل في شؤوننا الداخلية،" من دون الاشارة الى تصريحات سليماني.

بالنسبة لباسم الشيخ، محلل سياسي من بغداد، فان التاثير الايراني- سواء كان منظورا او واقعيا- هو نتيجة طبيعية لبلدين متجاورين باغلبية شيعية.

حيث عقب بالقول، "إن ذلك يجعل إيران تشعر انه من السهل الهيمنة على هذا البلد،" ويواصل قوله: "هناك دلائل على محاولات ايران التدخل في شؤون العراق. وعليه فان من واجب الحكومة العراقية ايقاف اي نوع من انواع التدخل."

انس البدير- صحفي عراقي في بغداد.

 عبيرمحمد محررة معهد صحافة الحرب والسلام/العراق


Diplomacy
Frontline Updates
Support local journalists