مدينة الصدر تنقسم تجاه التمرد
تختلف الآراء ازاء عدالة التمرد في حين تبكي العوائل موتاها
مدينة الصدر تنقسم تجاه التمرد
تختلف الآراء ازاء عدالة التمرد في حين تبكي العوائل موتاها
في الاسبوع الماضي، وقف أربعة ضباط سابقون في الأمن العراقي من منطقة الأعظمية، يشرفون على عملية زرع الألغام على طول أحد الشوارع في مدينة الصدر، حيث تندلع الانتفاضة الشيعية بقيادة أتباع رجل الدين مقتدى الصدر منذ اسبوعين.
وقال أحدهم وهو يحمل في يده مفجراً عن بعد "لقد تدربنا على حرب الشوارع كثيراً في عام 1988 (أثناء الحرب الايرانية العراقية) وتسلمنا الكثير من الألغام واحتفظنا بها، وها قد حان الوقت الآن لاستخدامها."
وقال الضابط وهو يرتدي ملابس مدنية بدلاً من زيه العسكري السابق ليضمن عدم التقاط القناصة الأمريكان له "لا فرق بين السنة والشيعة. نحن لا ندافع عن مدينة الصدر فقط، نحن ندافع عن العراق كله."
وعلى الرغم من توقف القتال في مدينة النجف الأشرف ـ مركز الانتفاضة، فقد استمر أعضاء جيش المهدي الموالين لمقتدى الصدر في استعداداتهم لمهاجمة أية قوات تدخل مدينتهم سواء كانت أمريكية أم تابعة للحكومة العراقية المؤقتة.
وقال أحد قادة جيش المهدي ويدعى سيد محمد في حديث هاتفي مع مندوب معهد صحافة الحرب والسلام بتاريخ 20/ 8/ 2004 "لن نوقف القتال مالم نتسلم أوامر من النجف."
ووصف سيد محمد نفسه كقائد لسرية المعلم الصدر، تيمناً باسم الأخ الأكبر لمقتدى الذي قتله الى جانب والدهما وكلاء مفترضون للمخابرات عام 1999.
وقال "اذا تعرض مقتدى للأذى، سنشعل النار في بغداد كلها. سوف ننقل القتال من مدينة الصدر، ونفجر جميع الدوائر التي تتعاون مع الاحتلال. ولدينا الكثير على استعداد للاستشهاد."
ان تجدد القتال بالنسبة للعديد من المواطنين سيكون بمثابة الفرصة للانتقام لأقاربهم الذين قتلوا في المصادمات.
وقال حماد عبد الله الفريجي وعمره (56) سنة والذي فقد ابنه البالغ من العمر (18) سنة في 9/ 8 "انا سعيد لموت ابني دفاعاً عن وطنه ضد اليهود والكفرة. تسلمنا جثته بينما كنا نعزف موسيقى شعبية لأننا على يقين أنه سيذهب الى الجنة ليكون مع والد مقتدى، محمد صادق الصدر."
وفقد حسين كاظم وعمره (35) سنة أخاه محمد البالغ من العمر (21) سنة في اليوم نفسه، وقال "أشعر بالسعادة لأن أخي قاتل بشرف ومات بشجاعة. سأنتقم لأخي، وقد التحقت بمجموعة الشهداء، انا مستعد لتفجير نفسي في أي وقت."
في غضون ذلك، قال سهيل الربيعي وعمره (26) سنة، انه سيثأر لأخيه جاسم حتى لو نجحت مبادرة وقف اطلاق النار التي تقدم بها المؤتمر الوطني العراقي، الذي اجتمع في بغداد للأيام 15 ـ 19 آب. وقال "ان دم أخي لن يذهب هدراً هكذا. سأنتقم لأخي حتى لو نجح المؤتمر الوطني في حل الأزمة بفرض وقف اطلاق النار بين جيش المهدي وقوات الاحتلال."
مع ذلك، فان بعض مواطني مدينة الصدر يلقون باللائمة على حركة الصدر لموت أقاربهم. وقال عزيز شاكر وعمره (66) سنة والذي فقد ابنه أمير البالغ من العمر (18) سنة في 8/ آب "ان جيش المهدي هو المسؤول عن مقتل ابني. لقد غرروا به لأنه مراهق. أقنعوه بالقتال ببندقية قديمة ضد قوة عظمى."
ويعارض آخرون الصدريين لأنهم دمروا الحياة الاقتصادية للمدينة.
وقال علي رزاق وهو حلاق عمره (24) سنة في شارع الفلاح في مدينة الصدر "ستحل المجاعة بعائلتي اذا ما استمرت الأوضاع على هذه الشاكلة. لقد توقفنا عن العمل لمدة (6) أيام أثناء حظر التجوال الذي فرضه جيش المهدي. نحن نرفض الاحتلال, لكننا نرفض مقاتلتهم بهذه الطريقة."
*عقيل جبار ـ بغداد