عمالة الاطفال لاعالة عوائلهم
العوائل الفاقدة لرب الاسرة ترسل اولادها بعمر الثمان سنوات للعمل في الشوارع
عمالة الاطفال لاعالة عوائلهم
العوائل الفاقدة لرب الاسرة ترسل اولادها بعمر الثمان سنوات للعمل في الشوارع
ابراهيم اصبح الان رجل العائة بعد ان قتل والده على ايدي القوات الامريكية خلال المواجهات التي تحدث مع المسلحين وكان من الواجب عليه ان يجلب لقمة العيش لوالدته واخواته الصغيرات.
يكسب ابراهيم من عمله هذا حوالي 2000 دينار يوميا من السواق والمارة في الشوارع "كهدية" حيث لايمكن بيع هذه الايات حسب الشريعة الاسلامية من اجل الربح المادي.
لم يكن لابراهيم اي خيار اخر غير ان يعمل لكسب قوت العائلة حيث يقول "امي لاتعمل وعمي لايساعد العائلة باي شيء"
موجة العنف التي اصابت العراق ادت الى قتل العديد من الرجال, حيث وجدت عوائل كثيرة نفسها بدون رجل يعتني بشؤن العائلة، فالرجال يكونون مسؤلين عن شؤون اسرهم حسب التقاليد والاعراف.
الانحدار الذي شهده الاقتصاد العراقي منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين زاد من الامر سوءا مما دفع بالكثير من الاطفال الى ترك مدارسهم من اجل العمل لتوفير مردود مادي لهم ولعوائلهم.
على امتداد العراق يمكن مشاهدة الاطفال وهم يبيعون السكائر والمناديل الورقية والصحف وغيرها من المواد الاخرى.
حمودي عبد الوهاب ابن التاسعة من العمر يعمل ببيع المناديل الورقية في احدى الاشارات المرورية حيث يبيع القطعة الواحدة بمبلغ 450 دينار واحيانا بمبلغ 500 دينار وفي اليام الاقل حظا يستجدي النقود من المار، يجني كحصيلة لهذا العمل ما معدله 1000 دينار يوميا.
حمودي يقول بانه يريد الذهاب الى المدرسة لكن والده منعه منها حيث اجبره واخوته الاربعة على بيع المناديل الورقية في شوارع المدينة".
اما عمر عمار فقد يبدو للوهلة الاولى بانه اكثر حظا من محمد وحمودي حيث انه يكسب ما معدله 2500 الى 3000 دينار في اليوم الواحد وذلك من خلال مسح زجاج السيارات في اليوم الاشد زحمة، اما في الايام الماطرة فان عمر لايكسب اي شيء.
عمر ابن العاشرة من العمر يقول "في اليوم الذي لااجلب فيه النقود الى البيت فان زوج امي يقوم بضربي حيث قام بمنعي من الذهاب الى المدرسة من اجل العمل".
ساري ابراهيم البالغ من العمر 11 عاما يحصل على دخل جيد من خلال بيع السكائر والثقاب في الاشارات المرورية واحيانا يتجول في المقاهي العامة ومقاهي الانترنبت عندما تكون الشوارع اقل ازدحاما حيث يكسب مبلغا يتراوح ما بين 6000 الى 7000 دينار ما عدا شهر رمضان حيث يمتنع الكثيرين عن التدخين.
ساري يقول لقد نسيت اللعب مع باقي الاطفال كون همي الوحيد هو الحصول على المال من اجل لقمة العيش فانا اعمل ما يقارب 12 ساعة خلال اليوم وعندما ارجع الى البيت اكون تعبان جدا".
سلمى دحام 11 عام تتسول على قارعة الطريق وفي بعض الاحيان تبكي عندما تروي لبعض اصحاب السيارات وضع اهلها في البيت حيث تحكي قصة امها المريضة وابوها الذي لايخرج الى العمل الا مرة كل 10 ايام حيث اصبحت سلمى هي المسؤلة عن البيت لانها تكسب 5000 الاف دينار يوميا.
سلمى تقول "امي تحتاج الى المال من اجل جلب الدواء لكني لااستتطيع البقاء في الشارع لفترات طويلة كوني فتاة"
الاطفال الذين يعملون في الشوارع لم يحرموا من حقهم في التعليم فحسب ولكن هم عرضة لمخاطر حقيقية لدى وجودهم هناك, حيث قتل مؤخرا الطفل احمد سعد البالغ من العمر 8 سنوات لدى انفجار سيارة مفخخة في احدى التقاطعات.
الطبيب بدر جمال 44 عاما وصف ظاهرة عمل الاطفال الصغار في الشوارع العراقية بانها "كارثة" وقال "لقد حرم اطفالنا من البيت وهو المكان الذي يجب ان يتواجدو فيه. لكن ماذا يمكننا ان نفعل بعد ان تركت الدولة الاطفال بدون رعاية؟".
قسم الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤن الاجتماعية رفض التعليق على هذه المسألة.
عالم الاجتماع الدكتور هيثم حسن عزى هذه الظاهرة الى انها احدى المخلفات الطبيعية للحروب.
وقال "ان جذور المشكلة هو الانحدار في المستوى المعيشي للعوائل العراقية حيث اجبر الاطفال على ترك مدارسهم من اجل العمل".