الأساتذة العرب يتجهون شمالاً

قد تكتنف المشاكل التدريس في الجامعات الكردية إلا ان الكثير من العرب يفضلون هذا الخيار على البقاء في أماكنهم

الأساتذة العرب يتجهون شمالاً

قد تكتنف المشاكل التدريس في الجامعات الكردية إلا ان الكثير من العرب يفضلون هذا الخيار على البقاء في أماكنهم

Friday, 18 November, 2005

ان عدداً متزايداً من الأساتذة العرب يقبلون على العمل في جامعات كردستان العراق، وهي فرصة لم تكن سانحة لهم في السابق بهذا الشكل الواسع في ظل حكم الرئيس السابق صدام حسين.


ومن المعروف ان كردستان العراق التي تتألف من المحافظات الشمالية الثلاث قد خرجت من قبضة صدام حسين بعد حرب الخليج عام 1991. وتمتعت المنطقة الكردية بالحكم الذاتي ولكن كان من الصعوبة أمام العرب في بقية أنحاء العراق التوجه الى هناك للعمل دون جلب الانتباه البغيض لوكلاء مخابرات صدام.


أما الآن فان الأساتذة العرب يتدفقون على المنطقة الكردية للاستفادة من توفر الأمن النسبي فيها ومن الطلب المتزايد على الكفاءات التدريسية العالية. ويقول المسؤولون في جامعة السليمانية انهم يتعاقدون مع العرب بكثرة لأنهم يعانون من قلة الأساتذة الأكفاء ذوي الخبرة.


ويواجه الأسلتذة في وسط وجنوب العراق منافسة شديدة على فرص محدودة للعمل.


وفي هذا الصدد قال محمد ذنون، مدرس اجتماع في جامعة السليمانية "عندما أنهيت شهادة الماستر، فكرت في التدريس في كردستان لأني لا أجد إلا فرصاً قليلة للعمل في بغداد."


ولكن العرب يقولون انهم في بعض الأحيان يواجهون مشاكل في تدريس الطلاب الأكراد بسبب الحاجز اللغوي.


ويستخدم معظم الأساتذة اللغة العربية كلغة تعليم، مما يوجد مشكلة للطلاب الذين درسوا في مدارس اللغة الكردية وليس لديهم سوى معرفة قليلة باللغة العربية.


وقال همين طاهر، طالب درس الكردية "حاولت مرة ان أتفاهم مع الأستاذ ببعض الكلمات العربية التي أعرفها، لكن زملائي في الصف أخذوا يضحكون مما جعل الأستاذ يطلب مني ترك الصف."


وقال حسن عبد الله الذي يدرس الاجتماع في جامعة السليمانية، لقد شعر بالدهشة عندما لاحظ للمرة الأولى ان الأستاذ يملي مادته التدريسية بالعربية ويخبر الطلاب "يمكنكم الاجابة بالعربية في الامتحانات."


وقال حسن انه اضطر الى الاجابة على أسئلة الامتحانات بالعربي وبالكردي. ثم تساءل هازئاً "هل يقوم الأستاذ بامتحان الناس لتقييمهم او ربما لجعل اطفاله يقيمونهم؟"


وقال الأستاذ وليد ابراهيم انه يستطيع فهم مشاعر الخيبة لدى الطلاب الأكراد، اذ انه كناطق بلغته الأم العربية، قد درس اللغة الكردية لمدة ثلاثة أشهر قبل القدوم الى السليمانية، لكنه ما يزال لا يستطيع الكتابة بالكردية.


وقال ابراهيم لقد وجدت الجامعة حلاً لمشكلة اللغة عندما يتعلق الأمر بتقييم الامتحانات. "لقد شكلنا لجنة من الأساتذة العرب والأكراد. يقوم الأساتذة الأكراد بترجمة الأجوبة الى العربية ونقوم نحن بتقييمها."


وقال أستاذ الاحصاء زكريا يحيى ان أي استاذ جامعي يمكن ان يجد طريقة او أخرى لحل مشكلة اللغة.


لكن زكريا حذر ان المشكلة الأصعب هي مشكلة التمييز ضد العرب. "هذا هو تأثير الاعلام البعثي الذي كرس فكرة ان العرب هم العدو الرئيس للأكراد."


لقد تعرضت الأقلية الكردية للاضطهاد لعدة عقود في ظل حكم البعث وقد أدت التجربة الى انقسامات عميقة بين أكراد وعرب العراق.


من جانب آخر، فقد رحب المسؤولون في الجامعة بالخبرات الجديدة التي وفرها القادمون الجدد. وعلى الرغم من العقبات، فان الكثير من الأساتذة العرب لم يقرروا ان يعودوا ادراجهم حتى لو تحسنت الأوضاع في بقية أنحاء العراق.


وقال زكريا يحيى "حتى لو احتاجت الجامعات في وسط وجنوب العراق للأساتذة، فانني لن أعود."


*وريا حمه طاهر ـ صحفي تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية


Frontline Updates
Support local journalists