العروض الايرانية تقلق السنة

السنة قلقون بشان تأثير طهران قبل إنسحاب القطعات الاميركية

العروض الايرانية تقلق السنة

السنة قلقون بشان تأثير طهران قبل إنسحاب القطعات الاميركية

-الإيرانية التي تزداد دفئاً مازالت تثير التوتر مابين الشيعة والسنة حتى بعد تهدئة الصراع الطائفي المرير في البلاد.



كشفت الزيارة الاخيرة التي قام بها الشخصية الايرانية البارزة اكبر هاشمي رافسنجاني الذي تعهد فيها بمساعدة البلاد التي مزقتها الحرب, كشفت عن اختلافات حادة مابين العراقيين فيما يخص موقفهم تجاه ايران.



فيما قال المحللون بان العلاقات العراقية- الايرانية قابلة للنمو خلال السنين القادمة وبأن ايران ستكون لها تأثير كبير في العراق, خصوصا بعد أن تبدأ الولايات المتحدة بسحب قواتها.



وفيما يتمتع رفسنجاني وبقية القادة الإيرانيين بعلاقات وطيدة مع كبار رجال الشيعة والكرد, فإن العديد من العرب السنة يتهمون طهران بالتدخل بشوؤن العراق ويعملون على تحريض العنف الطائفي الذي شل حركة البلاد بعد غزو الولايات المتحدة الأميركية له عام 2003. بالنسبة لايران, فانها تنفي مثل هذه الادعاءات.



الشكوك حول ايران لم تخمد في صفوف السنة حتى و إن قادة السنة و الشيعة العراقيين حاولوا ان يديروا دفة الحكم سوية.



وعلق حميد فاضل, معاون عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد بالقول "يرى السنة بأن ايران تتبنى أجندة طائفية".



زيارة رفسنجاني مطلع هذا هذا الشهر كانت هي الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979, وجاءت وسط اجراءات أمنية مشددة, مجددة الأمل لدى البعض بان ايران ستستثمر في البنى التحتية المتردية في العراق.



الا انه في الوقت ذاته فان هذه الزيارة اعادت فتح الجروح القديمة بخصوص العلاقات الإيرانية مع جارها وعدوها السابق- مبينة الإنقسام بين العراقيين الذين ينظرون الى إيران على انها إما عدو أو صديق. شغل رفسنجاني منصب رئيس البرلمان الإيراني من 1980-1989 خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية باكملها - وشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية وكالة أواخر الحرب.



رفسنجاني, الرئيس الإيراني الأسبق والذي يرأس الآن هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران, التقى المسوؤلين العراقيين رفيعي المستوى بضمنهم الرئيس جلال طالباني, رئيس الوزراء نوري المالكي, بالإضافة الى آية الله العظمى السيد علي السستاني خلال زيارته مطلع هذا الشهر.



وقد تعهد بمد يد العون في اعادة اعمار العراق واشار الى ان البلدين سيتمتعون بعلاقات اقوى عندما تبدأ الولايات المتحدة بالإنسحاب وتقطع تمويل اعادة بناء العراق خلال العام القادم.



ويذكر ان نائب الرئيس طارق الهاشمي, أحد الشخصيات السنية البارزة, قد رفض استقبال رفسنجاني وامتنع عن حضور مراسيم الترحيب به. وقد اصدر الحزب الاسلامي العراقي الذي يرأسه طارق الهاشمي بيانا يبين فيه بأن رفسنجاني كان "غير مرحب به" بينما صرحت وكالة الانباء الالمانية (دي بي اي) بان المحتجون في المحافظة الأنبار وصفوا رفسنجاني بانه "قاتل العراقيين".



لكن ردة فعل الهاشمي هذه لم تعجب المحللين. حيث قال هادي جلو مرعي, كاتب عمود في صحيفة المدى، "لقد تصرف الهاشمي كسني, وليس كنائب للرئيس". اما فاضل فقد وافقه الرأي بقوله "العلاقات الرسمية يجب ان لا تتاثر بوجهات النظر الشخصية". وواصل قائلا "على العراق ان ينظر للأمام نحو مستقبل أفضل, ولا يستمر بالنظر الى الخلف".



غير ان اسامة النجيفي, عضو البرلمان السني عن قائمة العراقية العلمانية, أبدى معارضته لزيارة رفسنجاني وقال بأن الترحيب بفرش السجادة الحمراء كان "أكثر مما ينبغي" لمثل هذه الشخصية المثيرة للجدل.



واضاف النجيفي بان هناك صراع يختمر الآن حول أي من دول الجوار ستستأثر بالعراق بعد انسحاب القوات الاميركية في العام 2010. وحذر بان ايران ستسعى للتدخل في شوؤن العراق الداخلية.



من جانب آخر، فأن بعض ساسة آخرين كانوا متفائلين بتقارب العلاقات الإيرانية- العراقية, معللين تفاؤلهم بالقول بان ايران قادرة على اعادة بناء اقتصاد العراق والبنى التحتية.



صرح عبد الكريم العنزي, الناطق باسم حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي والذي عمل على توطيد العلاقات مع طهران بعد الثورة الايرانية، بأن زيارات القادة الإيرانيين ستعمل على اندمال آثار الحرب الإيرانية-العراقية. وقد القى باللائمة على نظام حزب البعث بقيادة صدام حسين بايقاد الصراعات مع جيرانه, وقال بأن ايران هي حليف للعراق في الآن.



وواصل قائلا، "كانت ايران هي اول من ساند تغيير (نظام صدام) في العراق, وكانت اول دولة تفتح سفارتها في العراق".



من جانب اخر صرح محللون بان المخاوف السنية بخصوص ايران يمكن ان تذوي قليلا اذا ما اُنتخب رئيس اكثر ليبرالية في الإنتخابات الايرانية المقبلة.



اما صالح المطللك, الذي يرأس جبهة الحوار الوطني التي يقودها السنة, فقد قال بان على الحكومة العراقية ان تقطع علاقاتها مع ايران الى ان تصبح اكثر ديمقراطية. واستمر بالقول بان ايران تريد من بغداد ان تعتمد عليها وحذر من "تحسين العلاقات مع ايران تحت حكم الملالي".



حازم الشرع صحفي متدرب لدى المعهد، مؤيد الكناني من بغداد ساهم في كتابة هذا التقرير من بغداد

Frontline Updates
Support local journalists