العراق:مايس 2008

صحفيو معهد صحافة الحرب والسلام فرع العراق ينالون جائزة رفيعة تمنحها الصحافة الالمانية.

العراق:مايس 2008

صحفيو معهد صحافة الحرب والسلام فرع العراق ينالون جائزة رفيعة تمنحها الصحافة الالمانية.

Friday, 11 July, 2008
.



"انها المرة الاولى التي اقف فيها على المسرح كصحفية" قالت زينب ذلك أمام 1200 ضيف في قاعة شوسبيلهوس (Schauspielhaus) في هامبورغ في التاسع من مايس بمناسبة مهرجان منح جائزة "هنري نانن" التي تعتبر من أكثر الجوائز الصحفية الرفيعة في المانيا. "الصحافة العراقية اصبحت مهنة سرية تقريبا. نحن المراسلين العراقيين نتجنب العلنية و الظهور في عملنا لأن ذلك قد يكلفنا حياتنا".



اختيرت احمد لإستلام جائزة الصحافة الحرة نيابة عن صحفيي معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) في العراق.



في بلد يوصف مرارا و تكرارا بانه المكان الاخطر بالنسبة للصحفيين في العالم، فان احمد التي تدربت في المعهد في السليمانية في شمال العراق قد اختيرت لتمثيل المعهد بسبب صمودها وتفانيها من اجل حرية الصحافة.



لقد عملت طوال الحرب وحتى أثناء وصول العنف الطائفي الى ذروته و أثناء الهجمات و حملات الترويع ضد الصحافيين العراقيين و موظفي الاعلام.



بما أن جوائز هنري نانن تحاكي جائزة بولتزر(Pulitzer Prize)، فإنها تعتبر من أسمى جوائز التكريم للصحافة المطبوعة في ألمانيا.



في كل سنة، تقوم اكبر مطابع اوربا لنشر المجلات و العروفة بكرونر و جار (Gruner and Jahr) ومجلتهم الالمانية الاسبوعية الاخبارية "شتارن" بتكريم الصحافة الراقية في المجلات والصحف الالمانية. ان جائزة حرية الصحافة تمنح لأشخاص لالتزامهم الرائع بقيم الصحافة الحرة.



حضر 1200 من كبار الضيوف السياسيين والمثقفين والاقتصاديين ورجال الاعلام الى جانب صحفيين عالميين مشهورين ليلة منح الجائزة القيمة، وكان من بين الضيوف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي هنأت زينب شخصيا.



تألفت لجنة التحكيم من رؤساء تحرير اكثر المطبوعات الالمانية تأثيرا (بضمنها شبيغل، فوكس، دي تسايت،فرانكفورتر الكيماينا تسايتنك و تسوددويتشه تسايتنك) الى جانب اليزابيث بيوندي محررة التناسق التصميمي في مجلة نيويوركر وكذلك المصورين العالميين المشهورين مارتن شولر(نيو يورك) وثوماس هوبكر( نيو يورك).



كان من بين الذين حصلوا سابقا على جائزة حرية الصحافة هو الصحفي التركي هرانت دنك الذي اغتيل في كانون الثاني 2007، و الصحيفة الروسية المشهورة عالميا نوواجا كازيتا التي ظلت تناضل بشجاعة واصرارمن اجل الصحافة المستقلة ومن اجل حرية التعبير في روسيا.



كانت مقالات احمد وبقية زملائها المتدربين في معهد صحافة الحرب والسلام قد اصبحت مصادر قيمة لوسائل الاعلام الاجنبية، للمنظمات الدولية، ولصناع السياسة بعد ان تضائل عدد الصحفيين الاجانب في العراق بسبب المخاطر الامنية الخطيرة. لذا فان الجائزة ليست لتكريم احمد والتزامها الشخصي، بل انها لكل زملائها المراسلين و لفريق معهد صحافة الحرب والسلام في العراق.



قالت احمد في كلمتها اللتي اثنت فيها على زميلتها المرحومة سحر الحيدري التي اغتيلت في حزيران 2007 من قبل المسلحين في الموصل "طبعا فكرت كثيرا بترك بلدي كما فعل الكثير من الاخرين."



واحمد، كغيرها من الزملاء، كانت تدرك دائما المخاطر التي تكتنف مهنتها. لكنها قالت "لكنني قررت البقاء من اجل إخبار الناس بحقيقة ما يجري في العراق".



كان العمل مع معهد صحافة الحرب والسلام وحضور دوراته التدريبية قد ساعدها على "اكتشاف عالم جديد تماما - عالم الصحافة و فرصة الوصول الى قراء العالم بصوتي."



كانت حفلة منح الجائزة تتويجا رائعا لسفرة طويلة الى المانيا في شهر مايس دامت اسبوعا لثمانية صحفيين عراقيين كان اربعة منهم من متدربي معهد صحافة الحرب والسلام. بعد أن تمت دعوتهم من قبل وزارة الخارجية الالمانية و السفارة الالمانية في بغداد، زار الصحفيون برلين وهامبورغ للاطلاع والتعرف على النظام الفدرالي والبرلماني في ألمانيا. كان برنامج الزيارة المكثف يتضمن لقاءات مع اعضاء البرلمان، الصحافيين، المحللين السياسيين، آثاريين، وصناع السياسة.



امضى الصحافيون بعض الوقت في هامبورغ في مكاتب التحرير لمجلة "شتارن" التي تعاونت مع صحفيين متدربين لدى معهد صحافة الحرب والسلام في عدة مناسبات. في كلية هنري نانن للصحافة المعروفة في هامبورغ، قابل المراسلون العراقيون عددا من الصحفيين ألألمان الشباب وناقشوهم حول اخلاقيات الصحافة ومستقبل الاعلام.



كانت الزيارة فرصة نادرة بالنسبة للطلبة الالمان لمقابلة العراقيين وجها لوجه والتعرف عن كثب على آراء و وجهات نظر مباشرة من العراقيين حول المستجدات الحالية الحاصلة في بغداد.



"كيف يمكنكم التعايش مع الخوف والمخاطرة وانتم تستمرون في كتابة مقالاتكم و عملكم كمراسلين؟" تسائل احد طلبة الصحافة الألمان الذي كان يهمه ان يعرف ذلك.



اجاب احد المراسلين العراقيين "ليس امامنا خيارا آخر. اكيد نشعر بالخوف لكن عليك الخروج وانجاز عملك. و في كل صباح تأمل ان تعود سالما الى بيتك في المساء."



سوزان فيشر: كانت مديرة برنامج العراق للسنوات الثلاث الماضية. رافقت الصحفيين العراقيين في المانيا، وهي تدير الان برنامج المعهد في سوريا.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists