خسارة القلوب والعقول العراقية.

فوضى ما بعد الحرب ملئت الإعلام العربي بسخرية حول النوايا الأمريكية في العراق.

خسارة القلوب والعقول العراقية.

فوضى ما بعد الحرب ملئت الإعلام العربي بسخرية حول النوايا الأمريكية في العراق.

للاعلام العربي، عملية إنزال تمثال صدام حسين في ميدان الفيردوس في بغداد يوم 9 ابريل لم تكن مثل بلغراد. سكان بغداد مدينة والتي يسكنها 5 مليون لم تحرك ساكناً للإنتصار ولا حتى مليون واحد منهم حتى ولا ألف لقد كان هناك وبالكاد 200 شخص في الميدان، ومعظمهم كان صحفيون أجانب في العيون العربية، كانت هذه بمثابة حادثة رتب لها الإعلام الدولي،الذي تحّدى حفنة من الشباب العراقيون لمهاجمة التمثال من أجل الحصول على أول نصر في المعركة من أجل كسب العقول والقلوب العراقية.


اذا لم يعطى " التصريح " لهؤلاء الشبان كاد يوم 9 أبريل ليكون يوم آخر في تقدم الجيش المحتل لبغداد تداخل الواقع بلحظات من النشوة الكاذبة من خلال إسقاط التمثال مع الإدراك ان القتال في بغداد مستمر ويحصد كثيراً من الاصابات العراقية المدنية.


بعد ان شهدت الأزمة الانسانية الفوضوية التي حصلت في بغداد، فإن الرأي العام العربي مقتنع أكثر من ذي قبل ان الشعار الأمريكي – البريطاني لـ " كسب العقول والقلوب العراقية " هو مجرد سخرية ادعاء لخداع الحشود الإعلام العربي يشك في قدرة قوات التحالف لتسويق هذا المفهوم حتى لعامتها بمعزل عن العرب أنفسهم. الشخص ليس بحاجة للمشاهدة أبعد من الصحافة العربية ومحطات التلفزة لمشاهدة الإستحقار والغضب اتجاه جهود "العلاقات العامة" لقوات التحالف.


الاعلام العربي المختلف والذي عرض سيل من الآراء المختلفة منذ زمن سمّى قوات التحالف بالمعتدين الشعب العراقي ينظر اليهم كأمة عربية مضطهدة مثل الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، الذل والحصار الدائم.


من وجهة النظر العربية، لو كان "خطباء-الديمقراطية والحرية" كانوا ليكترثوا للعرب الذين يعيشون تحت الاضطهاد، كانوا ليحرروا الفلسطينيون من أطول احتلال في التاريخ الحديث عوضاً عن ذلك فإنهم يشاهدون الفلسطينيون يقتلون بمال وأسلحة أمريكية.


اليوم الصحف العربية، المحطات الإذاعية، التلفزيون والمحطات الفضائية والانترنت تلعبان محور ارتكاز في بث الموقف المناقض للدعاية الأمريكية – البريطانية.


العرب يحدثون بعضهم البعض في اللغة العربية، التي تملك الآلآف السنين من التاريخ ويتحدثها 300 مليون بشكل يومي. تكشف الصحافة العربية ما تسمية " الكذب المستمر - الاشاعات وسوء الاعلام للقوات الغازية " في الاعلام الدولي.


في اقتباس لها لشاعر عراقي كتبت صحيفة الشرق الأوسط: " تم ازالة كابوس عمره 35 عاماً ليتم استبداله بواحد أسوأ ".


الدعاية الأمريكية البريطانية الرسمية الموجهة للعراقيين مثل حرية التلفزيون، و المحاولات للتأثير على شخصات على الأرض ومحاولة اقناعهم بتقبل "القوات الغازية المحررة" .


خط الحلفاء لكسب العقول والقلوب العراقية يهدف الى الحصول على تغيير دائم في السلوك على الرغم من ذلك فإنه من المستبعد حصول ذلك لأن العراقيين – من بين كل العرب لديهم تاريخ طويل من الدعاية (بروبوجاندا).


في العراق مثل دول عربية وغير عربية أخرى "الدعاية" نشأت كعنصر أساسي في شئون الحرب أصبحت كسلاح هام في الصراع الأيدلوجي، كلاً قبل بدء العدائيات وبعدها".


العقول والقلوب " يوجد لديها وضع خاص في الثقافة العربية، ولا يمكن كسبها وبسهولة، وخصوصاً في لغة أجنبية. في العالم العربي، أمن حاكم تاريخياً عقول مواطنية من خلال الوفاء، الاحترام وطرق أخرى لكسب قلوبهم كان يستعين " بشاعر الدولة".


خلال إجتياحه للكويت في اغسطس عام 1990 لم يجد صدام حسين اي شاعر عربي لحشد الجماهير العربية خلفه في هذه الحرب العراقية، الوضع مختلف: الاعتداءات بقيادة أمريكا على " الشرف العراقي، الأرض والشعب " حصلت على امتعاض عميق اتجاه قوات الحلفاء.


أكثر شاعرين عربين حديثين مشهوريين، الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر السوري أدونيس، نشروا مؤخراً في الصحافة العربية قصيدتين جدليتين قويتين واللتان مدحتا المشاركة العراقية في الثقافة العربية الغنية وفي التراث وقد دعتا الى المؤاخاة والتضامن مع العراق.


في حرب الخليج عام 1991 بعد الاجتياح العراقي للكويت، تم كسر الروح القومية العربية. وشعر العقل العربي بعدم الإحترام، كلا من الاجتياح العراقي لعاصمة دولة عربية أخرى ومن قبل الحقيقة ان " الامبرياليين " قاموا بالهجوم على دولة عربية بارزة من أجل ضمان مصالحهم في المنطقة. وعلى الرغم من ذلك، خلاف ما يحصل حالياً لم يدعم العالم العربي، لم يرمي بثقلة خلف صدام.


اذا كنت تريد حقاً كسب العقول والقلوب العربية للعراقيين، كما تقول الصحافة العربية اليوم، لا تقم بقصفهم، سفحهم، منع المساعدات الطبية من الوصول اليهم، قطع الماء من النهرين الكبيرين وعرض عليهم امدادت محدودة لمياه معدنية مزيفة من خلال هذه الوسائل ما ستأمل اليه قوات التحالف هو قليل من الأمل أكثر من الاسكات المؤقت لبعض المعدات العراقية الجائعة، قبل ان تصبح هذه المعد الجائعة عقول غاضبة.


مسئول الدعاية الكبير لهتلر (جوبيلز) قال بأنه من السهل نسبياً ان تؤثر على مزاج الناس ولكن من الصعب جداً ان تغيير تصرفاتهم. اثبات التغيير في البدء في العراق غير موجود، ومن الصعب التصديق بأن الآتي سيغير شيئاً في المستقبل القريب.


مكرم خوري مخول هو باحث متخصص في الاعلام العربي والثقافة في كلية الدراسات الافريقية والشرقية0


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists