حظوظ سيئة للعائدين الاكراد

تم تشجيع الاكراد من سكان كركوك السابقين على العودة – الا ان تلك العودة شكلت خيبة امل كبيرة للكثير منهم.

حظوظ سيئة للعائدين الاكراد

تم تشجيع الاكراد من سكان كركوك السابقين على العودة – الا ان تلك العودة شكلت خيبة امل كبيرة للكثير منهم.

Thursday, 6 March, 2008
.



الا ان تفاؤلهم بالعودة الى موطنهم السابق بدأ يضعف ويضمحل حيث شعر الكثير منهم بالاحباط لعدم اكتراث المسؤولين المحليين بهم وتقديم المساعدة لهم.



في مدرسة طركاشكان الابتدائية البديلة، هناك 36 طالبا يجلسون في خيمة من القنب.



قال مدير المدرسة احسان شريف،36، "بسبب عامل المكان، يقوم اربعة معلمين بتدريس اربعة دروس مختلفة في وقت واحد"



"يصعب على الطلبة التركيز وستنعكس هذه الظروف بشكل سيء على تعليم الطلبة".



لم يكن التعليم السيء هو فقط ما على العائدين تحمله،وانما هناك الماء والكهرباء والمجاري ايضا. ومع تصاعد العنف في كركوك، فأن امال العوائل العائدة بحياة جديدة قد تبخرت.



تم في عهد صدام تهجير 200.000 عائلة كردية وتركمانية من كركوك واحلال العرب من الجنوب – واغلبهم من الفقراء- مكانهم لاحكام قبضة النظام على المحافظة الغنية بالنفط.



ووفقا للمادة 140 من الدستور العراقي، فأن التصويت سيقرر ما اذا كانت كركوك ستتبع الحكومة المركزية او حكومة اقليم كردستان.



وقبل اجراء التصويت، فأن هناك عملية اعادة توطين تطوعية يتم بموجبها السماح للعائدين الى كركوك واعطائهم مبلغ 10 ملايين دينار عراقي (ما يعادل 8200 دولارا امريكيا) كتعويض، اما الذين بقوا في كركوك اثناء حملة التعريب التي قام بها النظام السابق فسيتم اعطائهم قطعة من الارض ومبلغ 20 مليون دينارا.



عادت مابين 25000-30000 عائلة كردية الى كركوك منذ العام 2003 ، وذلك بحسب دائرة التوطين والتعويض في حكومة الاقليم الكردي التي تقوم بتنسيق عودة الاكراد.



قال السيد راش صادق احد المسؤولين في مجلس محافظة كركوك بان القليل من العرب قد غادروا المدينة ولم يتم حسم قضية اكثر من 2000 قطعة ارض في المحافظة.



واضاف صادق ان العوائل الكردية لم تستلم اي تعويض وسوف لن يكون ذلك ممكنا قبل شباط 2008. اعطي التعويض اولا الى المستوطنين من العرب الذين يجب ان تحل قضاياهم قبل ان يتم تسليم الاكراد العائدين تعويضاتهم وقطع اراضيهم.



قال محمد خليل جبوري احد المسؤولين في محافظة كركوك بان اكثر من 1750 عائلة عربية استلمت التعويضات، وقدمت اكثر من 3500 عائلة اخرى طلبات للعودة الى محافظاتهم الاصلية.



اعادة التوطين سيحدث تغييرا كبيرا في ديموغرافية المحافظة وتمليك الاراضي. ادى العنف والسيارات المفخخة الى عدم استقرار المنطقة مما قاد الى تأجيل الاستفتاء حتى مايس 2008.



بتشجيع من الاحزاب الكردية، بدأ اكراد كركوك بالعودة اليها منذ عام 2003. قام الاغنياء منهم بشراء الاراضي والعقارات، بينما بقي الفقراء منهم يعيشون في المخيمات داخل وخارج المدينة.



تفتقد المخيمات الى البنى التحتية والخدمات الصحية والمدارس والماء والكهرباء والطرق المعبدة والصرف الصحي.



قال رسول عبد الله،48، ممثل اكراد كركوك العائدين الذين يقيمون في ملعب كرة القدم " حين عدنا،لم نكن نتوقع مثل هذه الظروف الصعبة". هناك حوالي 500 عائلة تتخذ من الملعب سكنا لها.



يشكوا الاهالي من ان الحكومة المركزية والحكومة المحلية قد اهملت كركوك ككل، وادى عودة العائدين الى ضغط اضافي على الخدمات التي هي بالاساس محدودة.



قال سامي جمال،44، " لا تكترث الحكومة بالخدمات المقدمة للمدينة، انها تقوم بصرف كميات كبيرة من النقود تحت بند مشاريع الخدمات، لكننا لم نرى النتائج... وكلما يزداد عدد السكان، تقل الخدمات في المدينة".



قال صادق ان مجلس محافظة كركوك والمسؤولين المحليين لا يملكون تمويل كافي لتوفير الخدمات لكل شخص.



قال حبيب روزباياني مدير دائرة التوطين والتعويض ان "الحكومة لا تعطي ارضا كافية للعائدين والمناطق التي يعيشون فيها تفتقر الى الكثير من الخدمات".



قال دلشاد بيروت العضو المستقل في لجنة الاعمار والخدمات العامة التابعة لمجلس محافظة كركوك ان حكومة الاقليم الكردي التي سهلت عودة العوائل الكردية المهجرة تقوم بتوفير الكثير من الدعم –رغم محدوديته - المقدم اليها.



يقول النقاد ان الاحزاب الكردية قد دفعت الاكراد للعودة لاجل السيطرة على المحافظة وعلى موارد النفط فيها. اصدرت مجموعة الازمات الدولية في نيسان تقريرا لحل ازمة كركوك انتقدت فيه السلطات الكردية لاستخدامها دوافع مختلفة، بعضها يصل الى الابتزاز لتشجيع الاكراد المهجرين على العودة الى ديارهم".



اقتبس التقرير مقولة احد اكراد كركوك والذي يعيش في اربيل بأن الحكومة الكردية لم تعطه شهادة ميلاد لابنه المولود حديثا مالم يعود الى كركوك. وقال بأنه لا يرغب بالعودة بسبب سوء الخدمات هناك.



وعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بأعطاء 10000 دولار لكل عائلة تعود للسكن حول كركوك، بينما قام الاتحاد الوطني الكردستاني باعطاء بعض العوائل 5000 دولار.



لكن هناك الكثير من العوائل العائدة لم تستلم شيئا.



قال ريبوار راش،31، احد العائدين الاكراد الذي يعيش في ملعب كرة القدم ان الاحزاب الكردية لم تفي بوعودها التي قطعتها لمساعدة العائدين .



واضاف " قبلنا العيش في هذا المخيم لاننا نحب كركوك. لم يقدم لنا الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الديمقراطي اي دعم مالي".



من بين العائدين الفقراء من لم يعيش بالمخيم بل احتل البنايات الفارغة وقام بالحصول على الماء والكهرباء بصورة غير قانونية، بينما قام بعضهم ببناء بيوت دون تراخيص رسمية.



في العام الماضي مارست الحكومة المحلية الضغط على الذين يسكنون في البنايات الحكومية الا انها تراجعت بعد تدخل الاحزاب الكردية التي تتمتع بنفوذ قوي في كركوك.



عند عودة محمد غريب،35، الى كركوك بعد سنين من المنفى في ايران، فضل بناء بيت دون حصوله على التراخيص لانه لم يجد له مسكنا ومأوى.



" حاولت عدم اللجوء الى الطرق غير القانونية للحصول على قطعة ارض، لكنني اجبرت على ذلك. علينا تدبر امورنا بأنفسنا. بالامكان انتظار الحكومة لو انها تعمل اي شيء، لكنها لا تفعل شيئا".



ساهم يحيى برزانجي في اعداد هذا المقال من السليمانية
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists