احتجاجات تعقب اغتيال طالب

ازدادت حدة التوتر الطائفي في جامعة بغداد بعد اغتيال احد الطلبة الذي اقام حفلا تأييدا للحكومة الجديدة.

احتجاجات تعقب اغتيال طالب

ازدادت حدة التوتر الطائفي في جامعة بغداد بعد اغتيال احد الطلبة الذي اقام حفلا تأييدا للحكومة الجديدة.

Friday, 18 November, 2005

عمت حالة من الغضب معظم طلبة جامعة بغداد لاغتيال احد زملائهم الشيعة مطالبين الاساتذة المرتبطين بالنظام السابق بترك وظائفهم.


في الثامن من مايس الجاري، تظاهر العشرات من الطلبة امام مكتب العميد حميدة سميسم طالبين منها الاستقالة كونها عضوة في حزب البعث. لم يكن بالامكان الوصول اليها لاجراء حوار معها.


ازداد التوتر الطائفي في العراق منذ وصول الشيعي المحكوم بالاعدام سابقا الى سدة الحكم بعد الانتخابات التي جرت في كانون الثاني الماضي، ليحل محل السنة الذين ازدهرت امورهم في ظل النظام السابق.


ظهرت الاحتجاجات بعد اسبوع من مقتل مسار سرحان الذي نظم احتفالية في الثاني من مايس لمناسبة فوز ابراهيم الجعفري – الناطق الرسمي السابق لحزب الدعوة الاسلامية ، اكبر واقدم حركة اسلامية شيعية، بمنصب رئيس الوزراء.


الطالب الضحية - كان له شقيقان تم اعدامهما في ظل النظام السابق – كان من المتحمسين جدا للجعفري.


طالب الصيدلة ذو الاربع وعشرين عاما وجد مقطوع الراس مساء الثاني من مايس بعد ساعات من جداله مع مصطفى الهيتي معاون عميد كلية الصيدلة الذي انتقد بعض تعليقات مسار في الاحتفال.


"الكثير من الاساتذة هم من البعثيين الذين لا يعجبهم الوضع الحالي، خاصة وان احد اقطاب حزب الدعوة المناهض للنظام السابق اصبح رئيسا للوزراء" قال وليد احمد، احد الطلبة المشاركين في التظاهرة.


قال عماد" لم يكن معاون العميد مصطفى الهيتي راضيا عن احتفالنا وقد هدد بطرد سرحان من الكلية"


حطم الطلبة المحتجون مكتب العميد وكسروا النوافذ، وقد جرح حرسه حين حاول الطلبة الغاضبون ضرب معاون العميد نفسه متهمين اياه بالوقوف وراء اغتيال زميلهم. تم استدعاء الشرطة والحرس الوطني للسيطرة على الموقف حيث اطلقوا الكثير من العيارات النارية التحذيرية في الهواء.


لقد تم طرد الهيتي من الكلية لاجل غير محدد، ولم يكن ممكنا الاتصال به والحديث معه.


مدير التخطيط في الجامعة محمد العتابي اقر حدوث جدال بين الطالب ومعاون العميد مستبعدا ان يكون للهيتي يد في مقتل الطالب الذي حضر الهيتي جنازة تشييعه.


"لقد اتهم الطلبة معاون العميد باغتيال زميلهم، لكنني اعتقد ان الاغتيال تم بايدي اولئك الذين يريدون اذكاء الخلاف بين الطلبة ورئاسة الجامعة" اضاف العتابي.


يعتقد العتابي ان مطالبة الطلبة للاساتذة البعثيين بمغادرة الجامعة هو طلب غير منطقي مشيرا الى ان الكثير منهم لم يكونو خدما للنظام حيث تم استثنائهم من عملية اجتثاث البعث الثي اقرتها سلطات الائتلاف المؤقتة بعد الغزو الامريكي للعراق.


بعد اعمال الشغب تلك، اصدر رئيس الجامعة الدكتور موسى جواد الموسوي قرارا بتجميد الدوام لمدة خمسة ايام.


عندها اصدرت وزارة التعليم العالي قرارا منعت بموجبه حمل السلاح داخل الكليات والمعاهد حتى من قبل الشرطة والحرس الوطني، مؤكدة على الطلبة بضرورة احترام الجامعة كمركز للعلم والفكر والثقافة والابتعاد عن السياسة والتناحر الطائفي.


لكن مقتل سرحان والاحتجاجات التي اعقبته قد زادت من حدة التوتر.


كان السياسي الشيعي جواد المالكي قد وعد بتقديم الجناة الى العدالة، مضيفا ان " الطلبة لم يقترفوا ذنبا باحتفالهم للحكومة التي غامروا بدمائهم لانتخابها".


"سوف لن نقف مكتوفي الايدي، سنطارد الجناة ونقبض عليهم".


صفاء المنصور: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد


Frontline Updates
Support local journalists