حلفاء القاعدة ألاكراد يجدون الملاذ في ايران
يبدو ان المتشددين ألاكراد المسلحين الذين طردوا من شمال العراق، يعيدون تنظيم صفوفهم عبر الحدود الايرانية تماما.ً
حلفاء القاعدة ألاكراد يجدون الملاذ في ايران
يبدو ان المتشددين ألاكراد المسلحين الذين طردوا من شمال العراق، يعيدون تنظيم صفوفهم عبر الحدود الايرانية تماما.ً
يقول أهالي كردستان الايرانية ومصادر الأمن العراقية والمسؤولين الايرانيين المحليين ان جماعة أنصار الاسلام الكردية تعيد تنظيم صفوفها في كوردستان الايرانية.
ويبدو ان وجود الجماعة المتطرفة الذي بات سراً مكشوفاً في المدن الصغيرة لهذه المنطقة الجبلية يحظى،على الأقل، برضا السلطات الايرانية.
وذكرت بعض المصادر ان المخابرات الايرانية عرضت على هذه الجماعة خدمات لوجستية، وربما تدريباً عسكرياً أيضاً.
فقد تحدث مندوب معهد صحافة الحرب والسلام الى أحد المسؤولين الايرانيين الذي قال انه تسلم أوامر لمساعدة المقاتلين، اضافة الى الكرد المحليين الذين جندوهم لأغراض التدريب.
وعلى الرغم من الفجوة النظرية بين الاسلام المتطرف للأنصار السنة والاسلام الشيعي لحكومة طهران، فان كلاً من المراقبين العراقيين والايرانيين يعتقدون ان ثمة مجالاً لاقامة تحالف مصلحي بين الجانبين.
تأسست جماعة أنصار الاسلام في أيلول/ 2001 تحت اسم "جند الاسلام" في البداية في كردستان العراق. وكان معظم الأعضاء المؤسسين عراقيين اسلاميين اكراد قاتلوا في أفغانستان ولديهم روابط قوية مع القاعدة.
وعلى وفق ما ذكره الأعضاء المعتقلون في العراق، فان الكثير منهم قد تلقوا تدريب القاعدة في أفغانستان، ثم عادوا الى العراق لشن هجمات ضد الاحزاب الكردية السياسية العلمانية، وبعد ذلك ضد الأهداف الأمريكية في العراق.
وهرب مقاتلو الأنصار من شمال العراق في آذار الماضي بعد ان قصفت صواريخ كروز الأمريكية مقراتهم. واستمرت الهجمات البرية على مواقع الأنصار خلال الحرب، فهرب معظم المقاتلين الناجين، مع ان عددهم (800) تقريباً، باتجاه الشرق الى داخل ايران.
وقالت جولالا صالح من أهالي مدينة "تاويلا" العراقية الواقعة على الحدود العراقية الايرانية، وكانت المركز الأقوى السابق لأنصار الاسلام "عندما كنا نهرب الى ايران اثر القصف الأمريكي، عزلت السلطات الايرانية مقاتلي الأنصار عن عوائلهم وأخذتهم بعيداً في سيارات عسكرية ولم يسمحوا لنا (نحن اللاجئين العاديين) بالعبور الى ايران."
ومثل الكثير من غير الأنصار، الذين وردت أسماؤهم في هذا التقرير، فان جولالا ليس اسمها الحقيقي، وقد غير الاسم من أجل حمايتها.
ان معظم أعضاء الأنصار معروفون، إلا أنهم يستعملون أسماء أخرى غير أسمائهم وتتغير كلما تغيرت أماكنهم.
ويقول أهالي المنطقة ان المسلحين الأنصار وعوائلهم الذين عبروا الحدود يعيشون حالياً في معسكرين عند سفوح جبل ايراني، الأول في قرية "باماراوا"، التي تبعد بمسافة عشرين كلم غربي ماريوان، ومعسكر "دربندي دزلي" الذي يقع على بعد مسافة أطول باتجاه الغرب.
ان المقاتلين الذين يرتدون الرداء ذي الحافات القصيرة ويطيلون لحاهم المشذبة التي يتميز بها المتطرفون السنة، يبدو وجودهم واضحاً في المنطقة، اضافة الى كونهم أجانب.
ان المنطقة معروفة بجمالها الخلاب وقد يكون الأكثر أهمية للمقاتلين الأنصار انها محاطة بالغابات والجبال الوعرة وتقع بالقرب من الحدود العراقية.
ويختلط مقاتلو الأنصار وعوائلهم بسكان القرى المحلية ويتركون الأهالي يشعرون بالخوف والاستياء.
وقالت مام رسول، من أهالي القرية "منذ ان جاء هؤلاء المقاتلون وعوائلهم للعيش هنا، فقد أصبحنا في خوف مستمر. قد تطلق أمريكا صواريخها عليهم او قد يأتي البيشمركة الى هنا للقبض عليهم."
والآخرون مستاؤون من الدعم المالي الواضح الذي يتسلمه المقاتلون الاسلاميون. وقالت غولناز، وهي امرأة عجوز تعيش في قرية "داراناكسا" قرب معسكر الأنصار "دربندي دزلي" "انهم يحصلون على حصص الطعام والنقود كل شهر."
وتقول ان مستوى معيشة جماعة الأنصار أفضل من أهالي القرية القدماء.
وقال مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى انه بينما يعيش جنود الأنصار المشاة في هذه المعسكرات "فان قيادتهم والكتائب في الأحزاب الاسلامية المتطرفة الأخرى ينتشرون في المدن الايرانية االكردية مثل مدن بوكان و سنندج و ماريوان وساكيز."
ويحمل اثنان من الكرد البارزين الذين قدما مؤخراً الى المنطقة الاسمين نفسيهما مثل أعضاء الأنصار العراقيين المعروفين لدى المخابرات العراقية.
وقد تمت مشاهدة الرجلين من قبل السكان المحليين وهما يدخلان الى منزل من ثلاثة طوابق في شارع زريبار في ماريوان الذي يسكنه الكرد العراقيون بلحاهم وسراويلهم ذات الحافات القصيرة. وقد ظل هذا المنزل حتى وقت قريب احد المقرات للأنصار في المدينة.
أما المقر الثاني فانه يقع في بناية مرمرية من طابقين قرب ملعب المدينة.
الشيخ جمال هو أحد قائدين محليين للأنصار، يعيش في منطقة ليلاخ في ماريوان. وقال جيرانه لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام انه أمضى السنوات الخمس الأخيرة في أفغانستان يقاتل مع القاعدة، ويدرس حالياً الأساليب العسكرية للمجندين الجدد في صفوف أنصار الاسلام.
وقال المسؤول الأمني العراقي انهم يعرفون عن الشيخ جمال، إلا انه لا يستطيع التأكيد انه هو مسؤول الأنصار في ماريوان "انهم يستخدمون أسماء غير حقيقية مختلفة في مدن مختلفة ـ بعضهم لديه اسماً معيناً في المدينة واسماً غيره في الجبل."
والقائد الثاني اسمه زريان هاوليري ، الذي يقول عنه المسؤولون العراقيون انه ناشط قيادي في الأنصار من أربيل في العراق. ويعيش حالياً في ماريوان.
ويذكر أهالي المدينة ان كردياً من خارج المدينة بذلك الاسم يملك حالياً محلاً صغيراً في الركن لتصليح الأحذية. وقال صاحب محل قريب أنه لا يعتقد ان هاوليري قد قدم الى ماريوان من أجل العمل "انه لا يعمل معظم الوقت. ويستقبل الكثير من الزوار."
وعلى وفق ما ذكره مسؤول ايراني في وزارة الداخلية، فان هاوليري قد يكون تسلم هوية جديدة من المخابرات الايرانية.
ان المسؤول الذي يعترف بوجود الاسلاميين في المنطقة، ويخشى انهم سيجعلون السكان المحليين متطرفين، أظهر لمندوب معهد الصحافة نسخة من بطاقة هوية ايرانية عليها صورة هاوليري، وهي صادرة عن الحوزة الاسلامية في ايران باسم زريان علي بور, والاسمان الأخيران ايرانيان.
وقال المسؤول انه تلقى أمراً من المخابرات الايرانية لتقديم موافقات خاصة، عادة ما تطلب من الأجانب عند تأجير الدور،واعطائها الى مقاتلين آخرين مشتبة بهم، بما في ذلك اثنان من الأفغان يرتديان الزي السلفي، وقد استأجرا بيتاً من الطابوق الطيني في منطقة مكتظة بأعضاء أنصار الاسلام.
وقال أحد الجيران ان حوالي 15 الى 20 زائرا كانوا يأتون كل ليلة الى الرجلين خلال شهر رمضان، ومعظمهم بلحى طويلة وشراويل كردية قصيرة وهذا ما يتميز به السلفيون أيضاً.
وقال الجار "قد تستمر الاجتماعات حتى منتصف الليل."
وشاهد المسؤول و مندوب معهد الصحافة ـ شاهدوا اسلاميين اكراد ينقلون في سيارات بيكب ايرانية الصنع وسيارات لاندكروز المفضلة لدى ضباط اطلاعات.
والتقى مندوب معهد الصحافة بشاب يدعي انه انضم مؤخراً الى الجماعة في مدينة سنندج مقابل (250) دولاراً أمريكياً في الشهر.
وقال المجند "ان جماعة أنصار الاسلام قادرة على جذب (150 ـ 200) شاب كردي من الأحياء الفقيرة في هذه المدينة." وقال أيضاً انه لا يؤيد نظرية الجماعة ولكنه انضم من أجل المال فقط. وقال أيضاً انه لا يوافق على أساليب الأنصار التي ذكر انها تستغل الناس الفقراء. وأضاف "ان الناس القياديين في الأنصار لا يقومون بهذه الأعمال بأنفسهم بل يطلبون من الجنود المشاة الفقراء ان يقوموا بها."
وأخبرهذا الشاب مندوب معهد الصحافة شريطة ان لا يذكر اسمه، ان فرع الجماعة في سنندج لديه روابط مع جماعة تشكلت حديثاً في الباكستان باسم "تبليغ".
وقال ان قادة الأنصار عندما يشعرون انهم يستطيعون الثقة باحد المجندين، فانهم يرسلونه الى مدينة زاهدان الايرانية على الحدود الباكستانية للتدريب العسكري والسياسي ـ وبينما لم يذهب هو حتى الآن ـ فان (35) مجنداً جديداً قد غادروا للتدريب في معسكرين في شهر مايس.
اما المسؤول المحلي في وزارة الداخلية الايرانية، فقد ذكر ايضاً ان المقاتلين يرسلون للتدريب في بلوشستان وهي المنطقة الايرانية التي تقع فيها مدينة زاهدان.
ويقول أحد الصحفيين الايرانيين ممن غطوا بكثافة شؤون المقاتلين في أفغانستان، ان المسلحين الكرد، قبل الاطاحة بنظام طالبان، كانوا يتلقون تدريباتهم في مدينة هيرات الأفغانية.
ويضيف، ان الايرانيين بعد عام 2001 سمحوا للهاربين من تنظيم القاعدة الاستقرار في معسكرين على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية, ويقع احدهما قرب زاهدان.
وقد اقترن وجود الأنصار في كردستان الايرانية مع نمو التطرف السني في المنطقة.
والملا محمد هو أحد أهم رجال الدين البارزين في قرية "ياكشاوا" قرب مدينة "بوكان".
ويشير الأهالي الى رجل الدين الكردي الايراني هذا كزعيم للأنصار هنا.
ان ملا محمد واعظ يتمتع بشعبية، ويقول شاب من موظفي الحكومة دأب على حضور خطب الملا محمد بانتظام، انه يفهم الاسلام "أفضل من أي شخص آخر" ويمكنه شرح الأشياء بكل
وضوح.
وقال الموظف الحكومي "انه يهاجم الأحزاب الكردية العلمانية في كل من العراق وايران، ويقول ان الجهاد هو الطريق الصحيح الوحيد للاسلام."
ويحافظ الأنصار أيضاً على ما يبدو دوائر اعلامية في ماريوان. ان الصلاة والخطب لقادة الأنصار والسنة المتطرفين الآخرين تباع في تسجيلات في محلات المدينة.
ويبيع "ستوديو صوت الاسلام" وهو محل تسجيلات في المدينة أقراص مدمجة "سيديات" تتضمن خطب الملا كريكار، قائد الأنصار و اسامة بن لادن و الملا عمر زعيم طالبان و علي باقر قائد الجماعة الاسلامية الكردية العراقية والملالي المتشددين الآخرين.
ويبيع المحل أيضاً أشرطة فيديو وأقراص تحتوي على تسجيلات للمعارك التي خاضها الأنصار في كردستان العراق.
وفي عدد من المكتبات، تجد بعض أهم الكتب البارزة وتشمل سيرة حياة بن لادن والملا عمر التي طبعتها وزارة الثقافة الايرانية في بداية عام 2003، ثم عادت ومنعتها في منتصف العام نفسه، إلا أن بعض النسخ منها ما تزال منتشرة.
بقلم مندوبوا معهد صحافة الحرب والسلام في ايران و ماريوان و بيارة.