دروس جديدة للعهد الجديد :

بقلم: أيوب نوري-بغداد- 0

دروس جديدة للعهد الجديد :

بقلم: أيوب نوري-بغداد- 0

Tuesday, 22 February, 2005

عندما يرجع الأطفال إلى مدارسهم في الأول من تشرين الأول سيجدون بعض التغييرات في المناهج التي كانوا يتعلمونها في السابق .


المناهج الدراسية ستخلو من سمات وصور صدام وسوف لن تحتوي على الإشارات المطولة عنه " بطل الأمة العربية " ، " فارس العرب "و" منقذ العالم الإسلامي "


قال علاء عجين الطالب في المعهد التقني ببغداد, في الماضي كان يفرض علينا أن نحفظ 100 قول من أقوال صدام لمناقشتها في الصف .


تحت حكم النظام السابق كانت أيدلوجيات حزب البعث النظام الغذائي الفكري للتلاميذ الذي يشجعهم على التضحية بأنفسهم لصدام


وفقاً لمنظمة اليونسيف العالمية جميع المناهج الدراسية يجب أن تتغير وحتى العلمية منها التي كانت ملوثة لأنها وسيلة للدعاية كمنهج الرياضيات تقصد بان تحتوي التمارين فيه على صورة صدام .


قال السيد فؤاد حسين وهو مشرف تربوي لوزارة التربية العراقية (" في المستقبل ستتحدث كتب التاريخ العراقي عن صدام كدكتاتور ، الرجل الذي قتل ملايين الناس" قال المتحدث باسم اليونسيف" جيفري كيلي " ما نريد عمله هو تعليم مشترك ، يحث الأطفال على حل المشكلة وبذلك سيتطورون في جميع أنواع المهارات وليس فقط الحفظ .


تحت رعاية برنامج اليونسكو واليونسيف المناهج المدرسية من القيم المدنية إلى اللغة الإنكليزية قد غيرت لتعكس عراق ما بعد صدام . اكثر من 70 مليون كتاب تطبع في الأردن والعراق وستكون جاهزة بداية العام الدراسي الجديد في العراق .


سيكون التأكيد في السنة الأولى وببساطة عن التخلص من أيدلوجية حزب البعث والمواد القديمة وفيما بعد ستغير كليا وتحدث .


في بداية هذه السنة المدارس الابتدائية ستتضمن دروس جديدة عن حقوق الإنسان الأساسية والوعي تجاه حقول الألغام .


سيتعلم الأطفال على سبيل المثال كيف يتعرفون على حقول الألغام وماذا يفعلون إذا تخطى صديق على مادة متفجرة . دروس حقوق الإنسان ستناقش البيان العالمي عن حقوق الإنسان ، اتفاقية جنيف وتاريخ مختلف الكيانات الدولية التي لا يدركها الناس تحت نظام صدام ، مثال على ذلك محكمة القانون الدولي .


عمل العراقي بعناية مع الأمم المتحدة لإعداد تغيرات المناهج المدرسية تم تغيير الكتب وأصبحت خالية من سيطرة النظام .


في المنطقة الكردية التي كانت متحررة من سيطرة النظام تم تغيير الكتب وأصبحت خالية من سيطرة النظام منذ عام 1991 وعملوا على تغيير مناهجهم من سنين مضت . إن إضافة مواضيع حقوق الإنسان والوعي عن الألغام إلى مناهج المدارس الابتدائية مثلاً كان اقتراحا من مسؤولين وزارة التعليم الكردية .


وفي غضون ذلك كان من مجموع 365.000 مدرس 12.000 منهم طردوا بسبب علاقتهم بحزب البعث . طرد بعد الحرب الكثير من أعضاء وزارة التربية . المدرسين الذين بقوا وجدوا رواتبهم قد ارتفعت من 5-8 دولارات في الشهر أي 60-300 دولار في الشهر . ستدرب اليونسيف 2000 مدرس كل شهر تقريباً في بداية تشرين الأول على نظريات وطرق تربوية حديثة .


نظام المدارس الموجهة دعائيا كان في زمن نظام صدام.وائل مهدي سيبدأ سنته الثانية في المدرسة الإعدادية في تشرين الأول يقول في درس الجغرافيا كان عليه أن يحفظ مشاريع صدام العظيمة التي جميعها تحتوي على اسمه على سبيل المثال نهر صدام وسد صدام .


يعرف الطلاب انه قد طلب من مدرسهم أن يكون 75% من أسئلة الامتحان عن هذه المشاريع . يقول مهدي لذلك عندما تحفظ أسماء أماكن صدام ستحصل على درجة النجاح ولا تزعج نفسك بتعلم الباقي .


بشكل عام لم يكن يسمح للطلاب أن يعلقوا في الصف إلا على مدح صدام وانتصارات العراق العديدة على أعداءه


يقول العديد من المدرسين إن هذه الأساليب والتقنيات التعليمية لم تنجح في كسب قلوب الناس لان الكثير منهم يعرف ما هي اللعبة .


ولكن قالوا إن صدام كان ناجحاً في عزل الشعب العراقي عن العالم الخارجي . العالم الذي يطرح في المحاضرات والجماهير كان ضيقاً ومحدوداً وترك العراقيين يعرفون القليل عن ماذا يدور خارج حدود بلادهم .


يؤيد الطلاب بشكل واسع التغيير في نظام التعليم ولكن حذروا من أن المناهج الدراسية المستقبلية قد تؤدي إلى اتجاه سلبي ما لم يستقر بلدهم .


يقول مهدي سعيد " الأمريكيون الآن محررين " ولكن سلوكهم في هذا البلد سيحكم عليه في كتب تاريخ المستقبل العراقي "


أيوب نوري: صحفي يعيش في بغداد


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists