استخدام التلفون النقال لارسال رسائل التهديد

التلفونات الخلوية الحديثة قد تكون سهلة ومريحة، لكن الكثير من العراقيين تركوها لانها لا تجلب سوى الاخبار السيئة.

استخدام التلفون النقال لارسال رسائل التهديد

التلفونات الخلوية الحديثة قد تكون سهلة ومريحة، لكن الكثير من العراقيين تركوها لانها لا تجلب سوى الاخبار السيئة.

Monday, 18 September, 2006
.



يرسل المسلحون رسائل نصية لتحذير الناس بترك وظائفهم، بينما يستعمله الخاطفون للاتصال واستلام طلباتهم من الفدية.



اشترى حسن هاشم،40، تاجر من بغداد، تلفونات محمولة لكل العائلة بعد ان صارت متوفرة في العراق. ولكن بعد ان امضى اياما يتباحث في التلفون مع المجرمين من اجل اطلاق سراح اخيه الذي اختطف قبل خمسة اشهر، اصبح الان مشمئزا منها.



اعطى هاشم 15000,00 دولارا لاسترجاع اخيه، لكنه استلم مكالمة اخرى تخبره بالعثور على جثته.من يومها، تركت العائلة استعمال التلفونات.



قال هاشم"لم تجلب لنا هذه التلفونات أي شيء جيد. اعتدت العيش دون تلفون خلوي، وأحسست بالأمان لان الخطوط الأرضية كانت مراقبة بشدة. باستطاعة أي واحد الآن استعمال التلفون لتنفيذ جريمة او خدعة".



كان العراق اخر دولة عربية في الشرق الاوسط تصلها شبكة التلفون النقال. في زمن صدام، كانت هناك الخطوط الارضية فقط مسموح بها، والاتصالات الدولية تمر عبر البدالات الحكومية ليسهل على الدولة مراقبة المكالمات.



بدأت الخدمات الخلوية في كانون الثاني من عام 2004 بعدد محدود من الخطوط. بعد ذلك، صار الناس مستعدون لدفع 1000دولار لشريحة الخلوي، والتي كانت في حينها هي المفضلة على الاتصال عبر الأقمار الصناعية التي كانت الوسيلة الوحيدة للاتصال بالخارج في حينها.



كانت الاجهزة الخلوية غالية،حيث كان أرخصها ب120 دولارا، والتي تعتبر مبلغا كبيرا في بلد معدل الراتب الشهري فيه بين 200-350 دولارا.



ادت المنافسة الى انخفاض الاسعار، واصبح ثمن التلفون الخلوي الان 40 دولارا، ولكن رغم ذلك، فان اعدادا كبيرة من العراقيين تخلت عن التلفونات المحمولة وعادت الى التلفونات الارضية القديمة.



العزوف وقلة الطلب سببها الاستعمال الواسع لتكنولوجيا المحمول من قبل الخاطفين والمبتزين.



غير محمد ياسر ،27، موظف في وزارة الدفاع رقم تلفونه ثلاث مرات بعد استلامه تهديدات عبر الرسائل النصية تحذره بترك وظيفته.



"انه امر جيد ان يكون لنا جميعا وسائل الاتصال هذه والتي كانت ممنوعة في زمن صدام. لكن هذه التقنية اصبحت خطرة عندما يستعملها المسلحون لغاياتهم الخاصة" اضاف ياسر.



ليس لديه فكرة عن كيفية ايقاف رسائل التهديد، قائلا انه وفي كل مرة يغير شريحة التلفون، يعاودون تهديده بعد ايام قليلة.



كارتات التلفون المدفوعة الثمن مسبقا تعني تعرض الخاطفين والمسلحين الى قلة احتمالية القبض عليهم، وبحسب احد موظفي الدائرة القانونية في شركة عراقنا للاتصالات، فانه من السهل الحصول على المستمسكات والوثائق المزورة.



قال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "الناس ذوو النوايا الخبيثة لا يعطون اسمائهم وعناوينهم الحقيقية عند التسجيل. انهم يتفقون مع الوكيل الذي يبيع التلفونات باعطائه معلومات خاطئة كي لا تتمكن القوات الامنية من ملاحقتهم".



وتتوفر شرائح التلفون في السوق السوداء حين ليست هناك حاجة لتقديم الوثائق والمستمسكات.



من الحيل المعروفة الاخرى هي شراء التلفون والوعد بتقديم الوثائق لاحقا. يتم الغاء العقد بعد شهر اذا لم يقدم العميل الاوراق المناسبة المطلوبة، ولكن بحسب احمد عماد، وكيل بيع تلفونات شرقي بغداد، "انها فترة طويلة كافية للجماعة المسلحة بالقيام بخطف وابتزاز الناس".



لتجنب التهديدات، بعض العراقيين لا يردون الا على الارقام التي يعرفونها.



البعض الاخر لا يستعمل التلفوم نهائيا، لان النظر اليها يجلب الذكريات الحزينة للاقرباء والاصدقاء الذين قتلوا.



"كلما اريد الاتصال باحد، ارى اسماء اصدقائي الموتى في سجل تلفوني. عندها اترك عملي وابدأ تذكر الوقت الذي قضيناه معا، فاجهش بالبكاء" قال احمد نبيل،22، طالب اعلام فقد اخويه واثنين من اصدقائه في اعمال العنف.



"لا استطيع النظر الى برقياتي ايضا، لانهم اعتادوا ان يرسلوا لي الرسائل الجيدة والنكات التي تجعلني الان ابكي".



اوس التميمي: مراسل معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists