الطلبة الكورد يخشون على أمنهم
لم تعد الدراسة في الجامعات العراقية حركة ايجابية لبناء المستقبل المهني
الطلبة الكورد يخشون على أمنهم
لم تعد الدراسة في الجامعات العراقية حركة ايجابية لبناء المستقبل المهني
لقد دفع الوضع الأمني المتدهور في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق بالكثير من الطلبة الكورد الى الانتقال الى الجامعات الموجودة داخل كوردستان العراقية بعد تلقيهم سلسلة من التهديدات.
ونتيجة للمخاوف الناجمة عن ذلك, فقد أصدرت وزارة التعليم العالي في كوردستان مؤخراً قراراً يسمح للطلبة الذين تخرجوا من أية اعدادية في المنطقة بالانتقال الى الجامعات المحلية.
بعد سقوط نظام البعث في نيسان/ 2003, أصدرت وزارتا التعليم العالي الكوردية والعراقية قانوناً بتخصيص 5% من المقاعد الدراسية في الجامعات الوسطى والجنوبية للطلبة الكورد, مع النسبة نفسها للطلبة العرب الذين يرغبون في الدراسة في جامعات كوردستان العراقية.ونتيجة لذلك, فقد قدم ما يقارب (4) آلاف طالب كوردي للدراسة في الجامعات العراقية للسنة الدراسية 2003/ 2004, وقد جرى قبولهم.
على كل حال, فان الوضع الأمني المتدهور هذه السنة, قد جعل عدد المتقدمين ينخفض الى (186) طالباً فقط. وبينما عاد بعض الطلبة الى الجنوب ليواصلوا دراساتهم عندما بدأت السنة الدراسية في تشرين الأول الماضي, فان عدداً كبيراً اختار ان يتمتع باجازة اجبارية لمدة سنة بدلاً من مواصلة الدراسة.
وقال طالب القانون غوران حمه قادر في جامعة تكريت في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد, وهي منطقة معروفة بوجود أقارب صدام حسين ومؤيديه, "ان تكريت منطقة ساخنة, ولكني لحسن الحظ لم أحترق حتى الآن. أشعر بالخوف دائماً وبكثير من الحقد الذي يظهره العرب نحو الكورد. انهم مازالوا يقولون (باننا) ساهمنا في سقوط صدام."
وعاد غوران الى جامعة تكريت منذ شهرين, إلا انه يرغب الآن في تأجيل بقية دراساته لهذه السنة قائلاً "كلما عدت الى كوردستان في العطل الاسبوعية, تطلب عائلتي مني ان أؤجل هذه السنة حتى تهدأ الأمور."
وكان الطالب صفر سيد علي يدرس اللغة العربية في جامعة بغداد, إلا انه قرر ان يغادر بعد تسلمه رسالة ظهرت على لوحة الاعلانات في الكلية تصف الطلبة الكورد كعملاء لأمريكا واسرائيل ويجب ان تقطع رؤوسهم.
وقال "لم نكن نشعر بالأمان في أي مكان. ان المكان نفسه الذي نعيش فيه كان هدفاً للأمريكان, في حين كنا نتعرض لتهديدات المجموعات البعثية في الكلية وفي الشوارع."
وقالت تارا عمر, مديرة مكتب التسجيل في جامعة السليمانية في حديث مع مندوب معهد صحافة الحرب والسلام "لا توجد لدينا أرقاماً نهائية عن عدد الطلبة الذين تمتعوا بعرض النقل هذا, انها عملية مستمرة, ولكن حتى الآن فان هناك ما يقلرب (300) طالب تم نقلهم."
وقال الطلاب الذين نقلوا دراساتهم انهم كانوا مسرورين بالقرار. وقال راكو عبد القادرالذي كان يدرس الطب هناك "لقد انتهيت من بغداد. كانت حياتنا هناك في خطر."
مع ذلك, لم يستفد الطلاب جميعهم من القرار. وعلى سبيل المثال, فان الطالب ديار حسن الذي يدرس الطب في جامعة الأنبار في محافظة الأنبار غربي العراق, كان قد نشاً في خانقين التي تقع خارج "الخط الأخضر" وتعود ادارياً الى محافظة ديالى شرقي العراق, وهو لم يلتحق بالدراسة منذ بدء الدوام بسبب الوضع الأمني في المحافظة. وأخبر مندوب معهد صحافة الحرب والسلام قائلاً "اذا لم تقبلني جامعة السليمانية, فانني سأضطر الى التأجيل لهذه السنة. ويفضل والدي ان أبقى في البيت دون عمل أي شيء على ان أضع نفسي في الخطر."
وعلى ديار ان ينتظر الآن فيما اذا كان طلبه سيقبل, لكنه يقول انه لا يرغب في العودة ليدرس مع العرب الذين نشأ معهم, "اريد ان أبقى الى جانب أخوتي الكورد وفي وطني."
*أيوب كريم ـ السليمانية