التخطيط لإعادة الإعمار

فرصة تاريخية تلوح بالمجيء ولكن الخطط الأمريكية لإعادة بناء العراق بعد صدام غير واضحة.

التخطيط لإعادة الإعمار

فرصة تاريخية تلوح بالمجيء ولكن الخطط الأمريكية لإعادة بناء العراق بعد صدام غير واضحة.

Tuesday, 22 February, 2005

أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن الحرب على العراق هي من أجل التحرير وليس الاحتلال، هذا وقد وعد بأنه في مرحلة تحرير العراق وشعبه فإن الولايات المتحدة ستبني بشكل أفضل أرض حرة من صدام، ولكن بينما قرار واشنطن للتدمير واضح جلي، فإن رؤيتها لإعادة الإعمار طويلة.


حتى بينما تتساقط القنابل الأمريكية علي بغداد، فإن حكومة بوش تقول بأنها تخطط بشكل مكثف لإعادة الإعمار، تعمل في إتجاه تحويل العراق ما بعد – صدام، بالرغم من ذلك الطائرات الأمريكية لا تسير حسب المخطط . الولايات المتحدة كانت متأكدة بأن الشعب العراقي سيتصدى للديكتاتور، ولكن صدام حسين ونظامه هم استطاعوا جذب القومية العراقية والشعب تجاوب مع دفعه ليس بسبب حبهم لصدام ولكن من أجل حبهم لبلادهم وهم لا يريدون أغراب في بلادهم.


يبدو بأنه في المحتوم في النهاية أن تفوز الولايات المتحدة على العراق الذي تشهده الحرب والعقوبات، ولكن الفوز الحقيقي سيأتي فقط مع الدليل الذي سيجعل العراق في وضع أفضل ما كانت عليه في السابق – وعمل ذلك دون استبعاد الشعوب في المنطقة .


إعادة إعمار العراق لن يحدد فقط مستقبل العراق، ولكن أيضاً المستقبل السياسي للرئيس بوش ومستقبل السياسة الدولية، الحرب الناجحة هي حرب فيها أقل عدد ممكن من الضحايا والدمار يتبعها مباشرة جهود متعددة الأطراف لإعادة البناء قبل أن يستقر الغبار عن آخر قنبلة سقطت، النجاح في العراق سيظهر شيئاً عن القصة الأمريكية وكيف سيتم استخدامها في العالم.


يوم 25-3-03 قدم الرئيس بوش بشكل رسمي تفاصيل طرد بـ 74.7 بليون دولار بناءاً على مكتب الميزانية في البيت الأبيض، فإنه على الأقل 53.4$ مليون من المبلغ المذكور هم للحملة العسكرية في بغداد، وقد قال مسؤولون في وزارة الدفاع في وقت سابق بأن المعركة تكلفهم 500$ مليون دولار يومياً، المساعدات العسكرية تشمل أيضاً 1.4$بليون مساعدات لدول معارضة للعراق وتقوم بمساعدة الولايات المتحدة ، 1.7$ بليون لإعادة الإعمار، 543$ مليون للمساعدات الإنسانية واحتياجات أخرى في العراق.


وتحدثت دائرة الخزينة عن البنية عن استخدام عائدات إنتاج النفط العراقي للمساعدة في الجهود لإعادة بناء البلد. كما تتأمل حكومة بوش بأن يتم إستخدام 1.4$ بليون دولار أموال تم تجميدها في بنوك أمريكية منذ حرب الخليج الأولى.


هدف وزارة الخارجية هو خلق الاستقرار مع إشراف الأمم المتحدة وأمريكا على العراق أثناء عملية إعادة البناء، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يفضل هذا الاتجاه، والذي يشعر بأنه سيجلب كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا للعمل معاً مجدداً.


وزارة الدفاع، من جانبها تؤيد احتلال عسكري أمريكي كلما تطلبت بحاجة لذلك وترغب في نقل قواعدها في الشرق الأوسط من المملكة العربية السعودية إلى العراق مع نقل القوة بشكل تدريجي إلى عراقيون "أصدقاء واشنطن" منتخبون.


قد قامت وزارة الخارجية بوضع قائمة لعراقيين يعيشون في المنفى ومعظمهم "خبراء في التنظيم الصناعي" ويعيشون في الولايات المتحدة، وقد طلب منهم التوجه إلى بغداد وشغل "الوجه الجديد" لحكومة بغداد الجديدة في أقرب فرصة ممكنة بعد سقوط نظام صدام.


هناك خطط أمريكية لتقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق لأهداف إدارية، سلطة مؤقتة عراقية وافق عليها الرئيس بوش يوم 15/3/2003 والتي تضم عراقيين من مختلف المجموعات الدينية، العراقية، والقبائل، والتي ستأخذ السيطرة على الحكومة بشكل تدريجي والتي ستساعد في النهاية على إرساء مسودة للدستور الجديد. خلال هذه الفترة الانتقالية، المخططات الأمريكية هي استبدال الدينار العراقي بالدولار وستكون القوات الأمريكية العسكرية – لديها الأولوية لإدارة العراق.


في هذه الأثناء فقد قامت الإدارة بتعيين عدة عراقيين من الذين يعيشون في المنفى الذين يخططون للذهاب :إلى العراق في اللحظة التي ينتهي فيها النظام لفترات متعاقبة تتراوح من 90 إلى 180 يوم، بالإضافة إلى ذلك فقد تم الأخذ بالحسبان بعض المتطوعون لفترات أقل. هؤلاء العراقيون سيساعدون في الفترات المبكرة من إعادة الإعمار، الاتصالات والمساعدات الإنسانية.


أما وحدات الشئون المدنية الأمريكية فستنضم للقوات الأمريكية في العراق بعد الحرب وحدات الشؤون المدنية ستساعد القوات العسكريين على العمل مع المدنيين والسلطات المدنية، سيقومون بالمساعدة في حالات الكوارث ومساندة العمليات العسكرية منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية NGO’s غير متأكدين من دورهم في إعادة إعمار العراق. الرئيس بوش يخطط لتقييد عمل الأمم المتحدة والمنظمات الغير حكومية ومؤسسات تنموية أخرى في جهود لبناء الطرق، المدارس، المستشفيات ومبان أخرى، عقود لإعادة البناء بقيمة أكثر من 1.5$ بليون دولار قم تم عرضها بالفعل على شركات خاصة أمريكية، ومن المتوقع أن يقوم البنتاغون والمنظمة الأمريكية لتنمية العالمية باختيار المتعهد الرئيسي لمهمة تقيم بـ 900$ مليون لإعادة بناء البنية التحتية العراقية.


كيلوغ براون ورووت، شركة تابعة لهاليبرتون، منحوا العقد للإشراف على عمليات إخماد الحريق في مصافي البترول العراقية. نائب الرئيس ريك تشيني شغل منصب الرئيس التنفيذي لهاليبرتون بين 2000-1995، وهي تشكل واحدة من أكبر المزودين الدوليين للمعدات والخدمات في صناعة البترول، شركة هاليبرتون كانت بحاجة إلى رئيس الذي يضمن لها دعم الحكومة الكامل، ويقدر راتب تشيني عام 2000 من شركة هاليبرتون بـ635، 086، 36 دولار.


من السخرية، تحت إدارة تشيني، هاليبرتون أصبحت أكبر متعاقد نفط مع العراق، تبيع أكثر من 73$ مليون من البضائع والخدمات لنظام صدام حسين.


ولحظة ما يتم إزالة نظام صدام حسين من السلطة، فإن هناك فرصة تاريخية ستفتح لإعادة بناء العراق وإعادة له مجده القديم. وهذا يتطلب التزام من الولايات المتحدة كما من المجتمع الدولي، يجب على الولايات المتحدة أن تكون قاسية في أمنها والدعم المالي، يجب على هذا الدعم أن يتوسع إلى ما بعد الأبعاد العسكرية ليشمل الاقتصاد، الصحة، الممؤسسات الإنسانية، السياسة، وجهود مدنيين لإعادة إحياء وبناء، ولمساعدتها لمساعدة نفسها وشعبها المحب.


غيدة الجبوري هي عراقية-أمريكية، محامية تعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية على مشروع مستقبل العراق.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists