التجارة الخطرة

تخاف بائعات الهوى الان على حياتهن بعد ان كان نظام صدام يوفر لهن الحماية

التجارة الخطرة

تخاف بائعات الهوى الان على حياتهن بعد ان كان نظام صدام يوفر لهن الحماية

Thursday, 8 December, 2005
. لكن الاسعار التي تتقاضاها عن بيع الفواكه والخضروات تبدو اسعار عالية جدا.

قالت ببرود لمراسل معهدنا ان كيلو الطماطه ب 20000 دينار اي ما يعادل 13 دولارا امريكيا، وكيلو التفاح ب 25000 دينارا.

التفتت بعد ذلك الى فتاتين بعمر 18 الى 25 عاما تعملان معها في السوق. كانت البضاعة غطاء لعملها الاصلي، فالبنات هن بضاعتها الحقيقية.

لا احد يعلم عدد المومسات اللاتي يعملن في بغداد ولا عدد اللاتي قتلن او تم تهديدهن. تقول الوجهاء والشرطة ان الدعارة قد تغيرت في العاصمة وهي تمارس بشكل سري وفي الاقبية.

السيدة جبار،50، مارست الدعارة لعقد من الزمان وهي تمارس عملها احيانا بشكل علني.

كان البعثيون يوفرون الحماية لهن في زمن النظام السابق الذي وصفته ب"الجنة" حيث كن يلعبن بالفلوس.

الان، قل سعرهن وارتفعت نسبة الخطر عليهن. اجبرهن تردي الوضع الامني وسلطة الاسلاميين المتزايدة على ترك اماكن عملهن في الكمالية وابو غريب خارج بغداد والانتقال الى المناطق المزدحمة وخاصة منطقة بوابة بغداد.

كانت المومس تحصل على 700 دولار ايام صدام، اما الان فهي تناضل للحصول على 100 دولارمن سبعة زبائن لان الوضع الامني متردي والدخول متدهورة. الجميلات حصلن على فرصة عمل في الخليج وسوريا حيث يحصلن على مردود مالي جيد اضافة الى العمل في ظروف امنة.



تقول جبار انها تركت الكمالية بعد تلقيها انذارين بالقتل وبعد سماعها عن زميلات لها تم قتلهن. لاتزال تخشى الاسلاميين ان يقتلوها او احدى العاملات معها.

"يتصورون انفسهم مكان الله، انهم بلا رحمة".



قال مصدر في وزارة العدل فضل عدم الكشف عن اسمه ان الدولة لا تحقق في اغتيال المومسات. واضاف ان المسؤولين يعتقدون ان الاصوليين والميليشيلت هم الذبن يستهدفون المومسات ولا يريدون التصادم معهم في هذا الشان.



قال الضابط عمر جاسم،45، الذي يجوب منطقة بوابة بغداد انه وبقية زملاءه يعرفون كل مومسة في كل منطقة ايام صدام.



انه يعرف ان المومسات مهددات من قبل الاسلاميين وانهن يمارسن عملهن تحت ستار الخضروات او الاعمال الاخرى، لكنه لا يتابعهن ويقول بان للشرطة مشاكل اكبر حيث " نقوم بحماية انفسنا وليس متابعة المومسات".



يخشى هو والاخرون ان انتقال البغاء الى المناطق السكنية قد يؤدي بالمحبطات الى الانخراط به تحت اغراء " القوادين" لكسب الفلوس.



يقدر تقرير وزارة العمل الصادر في تموز من هذا العام ان نسبة النساء هي 58% من مجموع السكان وان النساء تتحمل مسؤولية الاعباء المالية. بدأ عدد الرجال بالتراجع بعد الحرب العراقية الايرانية عام 1980 واستمر كذلك بفعل القتال والارهاب.



تحولت حتى النساء من العوائل المحترمة الى مومسات، بحسب ما قالت الباحثة الاجتماعية سعاد خلف،35،من بغداد. واضافت " انهار التركيب الاجتماعي بفعل الحرب وتدهورالظروف الاقتصادية.



عملت فضيلة جاسم،45، مومسا لمدة 18 عاما. انها تعمل في منطقة البتاويين في بغداد ، وهي المنطقة المعروفة بالعصابات والبغاء منذ زمن صدام.



قالت "ليس هناك خيار امام بعض النساء سوى بيع اجسادهن".



تحاول الان حماية نفسها بالاعتماد على حلقة صغيرة من الزبائن الذين تثق بهم وتذهب هي لهم الى بيوتهم بدلا من المواخير والفنادق. انها ترفض الزبائن الجدد حتى وان تمت تزكيتهم من قبل الزبائن القدامى.



تختلف الاراء حول البغاء، البعض يخشى زيادته ان لم تستقر الاوضاع في العراق.

يقول خلف ان على الحكومة ان تبيح تعدد الزوجات لتضمن المرأة من ينفق عليها، وعلى الدولة ان تمنح حوافز مالية لمن يتزوج ارملتين.



يقول ناجح الكناني شيخ جامع الانصاري الشيعي في مدينة الحرية ان التصاق النساء بالدين يجنبهن الانزلاق الى البغاء مضيفا انه قد استطاع هداية بعض المومسات الى الطريق الصحيح والحياة المحترمة, " ان بامكاننا هداية الكثير من المومسات الى الطريق الصحيح".



في الجانب الاخر، يقول المحامي سفيان سعد ،28، الذي يخشى على سلامة البغايا في العراق ان البغاء يجب ان ينظم بقانون كما كان الامر عليه في حكم الملكية اوائل القرن الماضي. ان ذلك اكثر امانا لان البغايا سيتم فحصهن طبيا. واضاف " انهن بشر ولسن حيوانات، ولهن حقوقهن".



باسم الشرع: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد

Iraq
Frontline Updates
Support local journalists