العراق: تبرعات وعواطف نحو لبنان

انتزعت الازمة اللبنانية اعجاب العراقيين بتحدي حزب الله وكذلك بالتعاطف مع الضحايا من المدنيين.

العراق: تبرعات وعواطف نحو لبنان

انتزعت الازمة اللبنانية اعجاب العراقيين بتحدي حزب الله وكذلك بالتعاطف مع الضحايا من المدنيين.

.



سيطر لبنان على التقارير والتعليقات الاخبارية في الصحافة العراقية ووسائل الاعلام الاذاعية، كما هو الحال في معظم الاعلام العربي. هناك تعاطف مع المدنيين اللبنانيين الذين عانوا من الهجمات الاسرائيلية، واستياء مما يعتقد انه اعادة احتلال للبنان.



تبرع الرئيس العراقي جلال الطالباني، كردي، بمبلغ 67،000 دولارا امريكيا الى لبنان الاسبوع الماضي، وتبعه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ، القائد الشيعي المعروف، الذي تبرع 33،000 دولارا.



جاء تبرع عبد المهدي من مؤسسة شهيد المحراب التي يديرها الحزب الشيعي القوي الذي ينتمي اليه عبد المهدي وهو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. استطاعت الحملة التي تسندها قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى من جمع 180،000 دولارا كمساعدات الى لبنان.



بعيدا عن الشكوك حول الاعتداء الاسرائيلي والازمة الانسانية في لبنان، فان ردود الافعال بين العراقيين تمحورت في جزء منها حول هويتهم واين يقفون سياسيا.



كانت الايديولوجيا العراقية في زمن صدام حسين عدائية متطرفة نحو اسرائيل، ولا تزال تلك التوجهات سائدة بين بعض القادة الاسلاميين هناك- ناهيك عن المسلحين.



هناك تأييد وتعاطف طبيعي مع حزب الله من المسلمين الشيعة، في بلد يشكلون فيه الجزء الاكبر من السكان في بلد مثل لبنان، على عكس ما عليه الحال في معظم الدول العربية.



يحظى المقاتلون اللبنانيون باحترام واسع لانهم نالو ثقة الكثير من العرب باجبار اسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000. وظل ذلك في عقول الكثيرين، كونه يمثل اول قوة عربية تحرز نصرا على اسرائيل.



قالت مها محمد،34، موظفة، والتي احترمت نداء قائد حزب الله حسن نصر الله بالصلاة من اجل النصر"من الطبيعي ان اساند المقاومة في لبنان. لقد عمل حزب الله ما عجزت عنه الدول العربية بكل ما تملك من امكانات".



قال عدنان حسن،50، موظف حكومي، انه يحس بالانتماء الى المواطنين اللبنانيين لانهم مثل العراقيين يعانون من الاحتلال".



واضاف"رغم كوني سنيا – على الاقل في قراءتي لهذه الايام- فانا اساند بقوة مقاومة حزب الله لانها وقفت بوجه المحتل، العدو الاسرائيلي".



قال معظم الذين التقاهم موفد معهدنا و بضمنهم الاكراد الذين اكثرهم من السنة الذين يصفون اسرائيل بالاقلية في منطقة يسيطر عليها العرب، انهم يتعاطفون مع لبنان في الصراع الحالي لان اسرائيل تستهدف المناطق المدنية.



بعض عبارات التضامن الواضحة مع حزب الله جاءت على لسان مؤيدي رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. كان الصدر اول قائد يدعو الى مساندة حزب الله، وقام مؤيدوه بتظاهرات في بغداد وقي بعض المحافظات الجنوبية.



في الوقت الذي لا توجد علاقات رسمية بين الصدريين و حزب الله، الا انهم يعتبرون انفسهم حركات شيعية مقاومة في صراع مع القوى المحتلة: وكلاهما له علاقات مع ايران.



قال محمد حمزة،26، من التيار الصدري "نحن مع السيد حسن نصر الله بقلوبنا و عقولنا. ولو كانت هناك فرصة – ولو كانت الظروف آمنة في بغداد، لرأيت اننا من السباقين لنصرتهم".



الميليشيات الشيعية وجيش المهدي التابع للصدر هم الان تحت الضغط من قبل الحكومة والقوات الامريكية من اجل حلهم.



صرحت هناء محمد،52، موظفة مصرف، برأي شائع بأن امريكا و اسرائيل ترغبان برؤية الحركات الشيعية على وجه الخصوص منزوعة السلاح لانها تمثل القوى الفاعلة في المنطقة.



واضافت محمد بأن انتصار اسرائيل على حزب الله سيقود بشكل اوتوماتيكي " الى نزع سلاح الميليشيات العراقية وبضمنها جيش المهدي".



ولكن هناك بعضا من الشيعة يعتقد ان ليس بامكان العراق مساعدة لبنان ماديا في الوقت الذي يعجز عن الاهتمام بمواطنيه.



قالت سميرة امين، عضوة البرلمان عن الائتلاف العراقي الموحد، اكبر كتلة سياسية في البلاد تقودها الشيعة وتضم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، انها ساندت " الموقف القوي لإظهار وحدة العرب والمسلمين".



واضافت "طبيعي ان نضم صوتنا الى حزب الله في مواجهة اسرائيل، لكنني لا اتفق في اعطاء الدعم المادي في ظل الظرف الحالي الذي يمر به العراق".



"لدينا مخيمات للمهجرين العراقيين داخل البلد لا تتوفر فيها ابسط الخدمات الأساسية. هناك عوائل تعيش دون خط الفقر. لم يفكر احد بالتبرع بالمال لتحسين ظروفهم المعيشية".



هند الصراف: صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Frontline Updates
Support local journalists