القمامة هي البيت الثاني للاطفال

رغم النمو الاقتصادي في بعض المناطق، لا يزال الفقر المدقع يدفع باليافعين بالبحث وسط اكوام القمامة.

القمامة هي البيت الثاني للاطفال

رغم النمو الاقتصادي في بعض المناطق، لا يزال الفقر المدقع يدفع باليافعين بالبحث وسط اكوام القمامة.

7، مع ابيه على ظهور الحمير للبحث في اكوام القمامة قي السليمانية.



عيون محمد دائما محمرة بسبب الدخان المتصاعد من حرق القمامة، وجبهته تحمل ندبا لانه انزلق ذات مرة على القمامة فاصابته قطعة زجاج.



لكنه يحس بالفخر كونه يساعد والده في توفير لقمة العيش للعائلة المكونة من خمسة افراد. فهو يجمع علب الالمنيوم ويبيعها في السوق، او بعض الاجهزة الكهربائية التي ترمى والتي يمكن اصلاحها. او الاحذية والملابس التي رغم كونها ممزقة وقديمة الا انها تساوي ثمنا.



قال فاروق والد محمد،31، عاطل عن العمل وغير متعلم" ان هذا ليس مكانه. اريد له مستقبلا افضل".



تقع القمامة في المنطقة الصناعية التي تقع على بعد 11كم جنوب غرب السليمانية، قرب سبعة قرى تسكنها اكثر من 100 عائلة. اصبحت القمامة مصدر رزق للكثير من امثال رستم الذين لا عمل لهم والذين يبحثون عن أي شيء يمكن بيعه او اعادة استعماله.



تخوض زيرين عبد الله، 12، في القمامة مرتدية احذية يكسوها الطين- كان احد افراد عائلتها قد وجدها. يكسو الطفح جميع اجزاء جسمها بسبب القمامة التي تسبب لها الحكة. الا انها صرخت وبلهجة المنتصر"وجدت ثلاث دمى، سالعب بهم حين اعود الى البيت".



حرم محمد وزيرين من الانتعاش الاقتصادي الذي تمتع به اهالي السليمانية بعد سقوط النظام البعثي وبعد انتهاء الحصار الاقتصادي.



تزخر السليمانية بحملة بناء جديدة وتحلم الحكومة الكردية المحلية بان تصبح كردستان العراق الغنية بالنفط يوما ما مثل دبي.



ولكن بينما تزدهر السليمانية و تتوسع، فقد بقيت اطرافها فقيرة وتعاني من سوء الخدمات البلدية.



ينتقد الاباء والامهات في المنطقة القريبة من القمامة الحكومة لعدم توفير الخدمات الاساسية لاطفالهم مثل رياض الاطفال، الحدائق، والملاعب. ويضيفون ان اقربائهم لا يزورونهم بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من اكوام القمامة التي تلتصق رائحتها بملابسهم حتى بعد عودتهم عودتهم.



تمثل القمامة بالنسبة للاطفال من اهل المنطقة مركز جذب كبير حتى ان البعض منهم يحلم ان يكون عامل قمامة عندما يكبر حيث ان ذلك يسبب ذعرا كبيرا للاباء الذين يطمحون بالكثير لابنائهم.



قالت بروين محمد، 48، "ليس هناك مكان اخر يذهب اليه اطفالنا في العطلة غير اكوام القمامة".



حاول المسئولون في السليمانية التخلص من هؤلاء الذين ينبشون في القمامة، ولكن طالما ان القمامة موجودة وغير مسيجة، فانهم لا يستطيعون منع الناس من النبش فيها.



قال رزكار احمد مدير الخدمات البلدية العامة "بدأنا نلقي القبض عليهم الا ان ذلك لم ينفع معهم".



يستعمل الزبالون خطافات حديدية لنبش اكياس القمامة التي يستعملونها ايضا لتهديد عمال النظافة. قال سردارابراهيم "انهم يرمون الحجارة على البلدوزر الذي اعمل عليه، وحين اغضب منهم ، يحاولون ضربي بالخطافات، كانو على وشك ان يقتلوننا".



قالت تالار مدحت الباحثة في الصحة العقلية والتي تعمل مع منظمة ACRON اكرون في السليمانية وهي مؤسسة هولندية غير حكومية تساعد الاطفال المعاقين ، ان الفقر يدفع بالاطفال الى القمامة وطالبت المنظمات غير الحكوميه والحكومة لتهيئة حماية اكبر لحقوق الاطفال وضمان دوامهم في المدرسة.



واضافت ان الخدمات القليلة المهيئة للطفل تتركز في مركز المدينة فقط، الا ان الجهة التي توفرها وهي وزارة الشئون الاجتماعية لها سجلا فقيرا في هذا الجزء من السليمانية. " ولك ان تتصور عملها وتأثيرها خارج المدينة".



في ردها على الاسئلة المتعلقة باطفال القمامة ، اصرت شنو شيخ لطيف وزيرة العمل والشئون الاجتماعية في السليمانية على ان الفقر في تناقص في الاقليم. واضافت" لدينا مشروع كبيرلمساعدة العوائل كي لا يضطروا الى ارسال اولادهم الى العمل".



في الوقت نفسه ، تقول المنظمات غير الحكومية ان هناك القليل مما يمكن عمله لمساعدة النابشين في القمامة. قال بختيار كاكان صالح الذي يرأس المركز التعليمي للاطفال –كازيوة سرشقام التابع لمنظمة حماية الطفولة في كردستان- " نستطيع توفير الدعم المعنوي لهم فقط".



برهم عمر: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists