المسلحون السنة يصدرون فتاوى دينية في الموصل

يجبر السكان المرعوبون على الإمتثال للقوانين الاسلامية المتزمتة بينما يبسط المسلحون سيطرتهم على المدينة.

المسلحون السنة يصدرون فتاوى دينية في الموصل

يجبر السكان المرعوبون على الإمتثال للقوانين الاسلامية المتزمتة بينما يبسط المسلحون سيطرتهم على المدينة.

Monday, 18 December, 2006
. النصب الموجود في منطقة الزهور الذي يجسد مجموعة فتيات يحملن الجرار على اكتافهن، قبل ان يحوله المسلحون الى غبار الشهر الماضي.



الحملة ضد المعروضات العامة التي يراها المسلحون فنا غير اسلامي هي جزء من عملية واسعة من قبل المسلحين السنةلاقامة دولة اسلامية في العراق. كونها معقلا للمسلحين السنة،400كم شمال بغداد، فان الموصل هي العاصمة المفترضة لما يسمى بالامارة الاسلامية، المؤلفة من محافظات صلاح الدين، الانبار، ديالى، بغداد، واجزاء من واسط وبابل.



ولتطبيق برنامجهم، انشأ المتطرفون ما يصفونه بوزارة الحرب التي تصدر منشورات وتعلن حملات، كتلك التي شنت في نوفمبرضد التماثيل العامة، التي يعتبرونها رموزا للوثنية.



خلال الاشهر الاخيرة الماضية، اصبحت الموصل واحدة من المدن الاكثر توترا في العراق. قام المسلحون بهجمات انتحارية ، زرعوا عبوات ناسفة ضد القوات الامريكية والعراقية ، واغتالوا ضباط شرطة ومترجمين وصحفيين. إضطرت السلطات المحلية الى فرض حظر التجوال.



التماثيل المهددة قد تم نصبها في المدينة خلال السبعينيات وتشمل اولئك الفنانين القدامى مثل الشاعر العربي ابو تمام ومغني الأناشيد الدينية الملا عثمان الموصلي.



العميد سعيد احمد الجبوري مدير إعلام قيادة شرطة محافظة النينوى اخبر معهدنا ان "مجموعة من الارهابيين الاجانب" قد زرعوا قنابل تحت التمثال المدمر اثناء منع التجول.



يقول انه صعق بالدمار. وتسائل "هل تعمل تلك التماثيل مع الشرطة؟ هل هم مترجمون للامريكان او اعضاء في حزب البعث المنحل؟ هولاء الارهابيون ما هم الا حفنة من الحمقى."



بدأ المتطرفون يتدخلون في كل مناحي الحياة اليومية في الموصل. طالبت المنشورات الاخيرة اصحاب محلات الملابس بتغطية رؤوس التماثيل التي تستخدم لعرض الأزياء.



انصاع الكثير للطلبات، وغطوا رؤوس العارضات بأكياس نايلون. إحتج احد اصحاب المحلات معتز احمد،30، "لا ادري من اين جاءت هذه الجماعات. انهم يسعون لارجاعنا 1400 سنة الى الوراء. لكن ان اردت ان تبقى حيا، فما عليك الا اطاعة اوامرهم."



اجبرت العديد من الحمامات الشعبية الى غلق ابوابها بعد ان منع المسلحون استخدام الصابون، الذي يقولون انه لم يكن موجودا في عهد النبي محمد قبل 1400 سنة.



تصف المنشورات بالتفصيل كيف تعيش، تأكل وتتصرف، بحسب المباديء الاسلامية المحافظة جدا. بعض تلك الاوامرتبدو غير معقولة، مثل منع المطاعم من تقديم سلاطة من خليط الخيار والطماطم بحجة ان احدها ذكر والاخر انثى.



لكن الناس تاخذ تلك الاوامر بجدية بسبب الخوف. بدأ خلف خالد، صاحب مطعم، بتقديم الخيار والطماطة في صحنين منفصلين. وقال "نحن نطيعهم لانهم هددوابتفجير المطعم وقتلنا ان لم نفعل."



"انهم يملون علينا حتى طريقة اكلنا. غدا، سيملون علينا حتى كيف ننام مع زوجاتنا. انه شيء لا يطاق وعلى الحكومة ان تفعل شيئا بشأن الموصل."



لم تستثني الفتاوى الاسلامية حتى الاقلية المسيحية في المدينة، وتم اجبار النساء على لبس اللباس الاسلامي الطويل وغطاء الراس.



تستذكر المحامية المسيحية اليزابيث ريمون،30، كيف اوقف المسلحون احدى قريباتها وصبوا الحامض الحارق على تنورتها. سحبوها من رأسها وهددوها بقطع رأسها ان مسكوها مرة اخرى دون تنورة طويلة.



قالت ريمون "الامور تسير من سيء الى اسوأ. كل اقربائي تركوا العراق، وسوف نلحق بهم قبل ان نخسر حياتنا على ايدي هؤلاء المتطرفين."



متحدثا من زنزانته في السجن، اخبر محمد طه، احد الثمانية وستين مسلحا تم القبض عليهم في تشرين الاول لمحاولتهم الاطاحة بالسلطة المحلية، معهدنا ان الاهداف الرئيسية لمجموعته هي انهاء الاحتلال الامريكي، اسقاط الحكومة الحالية، وتطبيق الشريعة الإسلامية.



يعتقد ازهر عبد الحميد، مدرس مساعد في كلية التربية في جامعة الموصل، بان مستوى الثقافي للمتطرفين واطئة الى حد بعيد و أنهم جهلة لا يفهمون الاسلام او القران.



وقال "انهم لم يقرؤا كتابا ويستخدمون الاسلام لتكفير المسلمين الجيدين."



في مدينة يبدو ان المتطرفين يسيطرون عليها، تبرز جامعة الموصل كمكان نادر للحرية. حيث يتحدث الطلبة ذكورا واناثا بحرية الى بعضهم هناك، ولم يسجل هناك حالة او سلوك عنف او تهديد.





تصف ميادة اكرم، طالبة كلية الادارة والاقتصاد، المتطرفين بانهم "اسلاميون بعقول متحجرة" يريدون للمرأة ان ترتدي الحجاب، وتبقى في البيت، وتربي اطفال. "نحن نرجع يوميا مئات الخطوات الى الخلف".



بالنسبة لسالم عبد الباقي، الباحث الاجتماعي في مركز المرأة في الموصل، فان المتطرفين "يعتقدون بالاسلام في عصر كان الناس يعيشون فيه في الكهوف، وانهم لا يستطيعون التأقلم مع الحياة العصرية. انه يتهمهم بالكيل بمكيالين، "لماذا يقودون سيارات حديثة بدلا من ركوب الجمال التي كانت تستعمل {ايام النبي محمد}؟"



يقول خالد احمد، ضابط شرطة يحقق في اعمال المسلحين، انهم ينوون تفجيرمنارة الحدباء الشهيرة، احدى المعالم القديمة للموصل. في زيارته الاخيرة للموصل، حذرهم نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي من عدم المساس بهذه المنارة. ووعد الاهالي بان الحكومة ستستعمل "القبضة الحديدية" ضد اولئك الساعين لعدم استقرار العراق.



ياسمين احمد مراسلة معهد صحافة الحرب والسلام في الموصل
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists