المدارس العراقية تضرب من قبل المسلحين
قادت التهديدات ضد المدارس، المعلمين، والطلبة الى غلق ما لا يقل عن 65 مدرسة.
المدارس العراقية تضرب من قبل المسلحين
قادت التهديدات ضد المدارس، المعلمين، والطلبة الى غلق ما لا يقل عن 65 مدرسة.
ينص المنشور" سنفجر المدارس التي تستمر فيها فعاليات رفع العلم".
خافت شيماء، مدرسة الرياضيات في مدرسة النور الابتدائية في منطقة القادسية ببغداد، وارتعبت. لكن كان عليها المحافظة على هدوئها من اجل طمأنة الاطفال المذعورين الذين كانوا يصرخون ان المدرسة سيتم تفجيرها.
ترك الطلاب المدرسة لمدة عشرة ايام، ثم بعد ذلك بدأوا يحضرون ساعة او ساعتين في اليوم. لم تتم مهاجمة المدرسة بعد التهديد في شهر نيسان، لكن القصة تركت كل واحد منهم على الهاوية.
قالت عبد الله"كنت خائفة في كل مرة اذهب فيها الى المدرسة. لا افهم لماذا تستهدف المدارس، إلا إذا كانوا يريدون حرمان الأطفال من التعليم والعودة بالبلد إلى عهود الجهل والتخلف".
يؤدي الطلبة العراقيون امتحاناتهم النهائية في حزيران – بالنسبة للكثير من طلبة العاصمة بغداد، فانها المرة الاولى التي يحضرون فيها الى المدرسة منذ شهور- مع زيادة في الحماية من قبل الاجهزة الامنية وذلك حسب الأوامر الصادرة من مجلس الوزراء الجديد.
قال المقدم محمد صالح، مدير حماية وزارة التربية، ان المدارس في المناطق المضطربة من العاصمة وضواحيها واجهت سنة دراسية عصيبة قتل فيها 765 مدرسا و 1750 طالبا خلال ساعات الدوام. كما تم استهداف ما لا يقل عن 65 مدرسة خلال نفس الفترة.
تم توفير الحماية للمدارس، لكنها استهدفت من قبل المتطرفين بعد فترة قصيرة من سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003. وبحسب مسؤولي التربية،ازداد التهديد بالقنابل ضد المدارس بعد تفجيرات سامراء في شباط، حيث ارتفع التوتر الطائفي بشكل حاد. اصبحت المدارس في المناطق المختلطة اهدافا يومية، كجزء من محاولات تأجيج الصراع الطائفي، ومنع الدراسة عن الكثير من الطلبة.
زرعت القنابل داخل المدارس او قريبا منها، وتم استهداف المدرسين من قبل المتطرفين وبخاصة مدرسي الرياضة واللغة الانكليزية الذين يعملون خارج اوقات الدوام كمترجمين في الشركات، والمؤسسات الاخرى او مع الجيش المريكي.
قال كريم الوائلي، مدير عام التعليم العام في وزارة التربية "هدف الارهابيين هو ايقاف عجلة التعليم من الدوران في البلاد. انهم يريدون اغراق البلاد في جهل مطبق تام".
قالت وسن عبد الرحمن،27، ام، ان معلمة ابنتها قد قتلت من قبل مسلحين اطلقوا عليها النار من سيارة امام المدرسة. لقد ارعبت تلك الحادثة وصدمت عبير ابنة العشر سنوات.
اضافت عبد الرحمن "جاءت عبير الى البيت مرعوبة، وآثار الدم على ملابسها. انها في حالة نفسية متعبة وترفض العودة للمدرسة".
الظروف متعبة وخاصة بالنسبة للمدارس التي تقع في مناطق تشهد حوادث قتل كثيرة وزيادة في معدلات التهجير مثل الدورة، الغزالية، العامرية، الداودي، والجامعة.
قال عامر عدنان،11، طالب في المرحلة الابتدائية في المرحلة الخامسة في مدرسة الدورة الابتدائية" لقد هددوا مدرستي مرتين، وطلب منا المدير البقاء في البيت".
واضاف عدنان ان الطلبة أعطوا كتبهم وطلب منهم الدراسة في البيت بأنفسهم، بسبب المخاوف الامنية.
واستطرد عدنان"من الصعب فهم الكتب بمفردنا، خاصة وان المرحلة الخامسة مرحلة صعبة".
كذلك فأن الطلبة قد هربوا مع عوائلهم الى المحافظات الآمنة او تركوا العراق.
قالت ميساء محمد، معلمة في مدرسة البركة الابتدائية في منطقة الغزالية، ان 30 بالمائة من الطلبة تركوا الدراسة هذا العام. قدرت الحكومة ان حوالي 100,000 عائلة قد تم تهجيرها في داخل العراق.
قال الوائلي ان هناك بين اثنين الى اربعة حراس لكل مدرسة، معظمهم يحرس بوابة المدرسة وليس كل المدرسة.
وقال الوائلي ايضا ان الحكومة ستزيد عدد الحراس في السنة القادمة، وقد قامت فعلا بزيادة عدد دوريات الشرطة التي "قللت الى حد ما عدد الهجمات على المدارس".
زينب ناجي مراسلة في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد