المعارضة الكردية تتطلع نحو كركوك.

تحاول حركة التغيير الوصول الى كل الناخبين في المدينة ذات القوميات المتعددة

المعارضة الكردية تتطلع نحو كركوك.

تحاول حركة التغيير الوصول الى كل الناخبين في المدينة ذات القوميات المتعددة

.



ويمثل ظهور حركة التغيير، كوران باللغة الكردية، تحدياً مباشراً للأحزاب الكردية القوية التي تسيطر على كركوك منذ 2005.



ففي أول إنتخابات لها فازت حركة التغيير قبل سبعة أشهر ، وهي الحركة المعارضة الأكثر تأثيراً في كردستان العراق، بـ25 مقعداً في انتخابات برلمان كردستان الذي يتشكل من 111 مقعداً،. وتحاول الآن الوصول الى كركوك وتحدي منافسها الرئيسي، التحالف الكردستاني، والذي يقوده كل من الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني.



ويراقب المتابعون الإنتخابات البرلمانية في كركوك عن كثب ، وهي المحافظة الوحيدة التي لم تجر فيها أية عملية انتخابية منذ 2005، لمعرفة مَن وأية جماعة عرقية أو اي تحالف سياسي سيهيمن على المحافظة. وقد اُستثنيت كركوك من إنتخابات مجالس المحافظات بسبب القلق من حدوث اضطرابات أمنية، وكذلك بسبب عدم وجود معلومات عن إحصاء سكاني.



وتُعتبر كركوك مدينة للعرب والتركمان والأكراد، والكل يدعي أحقيته بالمنطقة. و قد نُظر في الكثير من الأحيان الى الاحتقان الطويل الأمد بين بغداد و أربيل حول المحافظة الغنية بالنفط، كأكبر تهديد مستقبلي لاستقرار العراق بعد إنسحاب القوات الأمريكية في 2011 . و يتوقع ان يكون حل قضية المحافظة التحدي الأكبر أمام البرلمان المقبل.



وفي الوقت الراهن تسيطر الاحزاب الكردية بقيادة الوطني الكردستاني والديمقراطي، على المحافظة محلياً، بالاضافة خمسة مقاعد برلمانية من مجموع تسعة مقاعد عن كركوك. ويشغل أعضاء من تحالف المجلس العربي ثلاثة مقاعد من الاربعة الباقية بالاضافة الى واحد للجبهة التركمانية.



وقد أضافت الحكومة العراقية من عدد المقاعد البرلمانية التي تمثل كركوك من تسعة الى اثني عشر في الانتخابات القادمة. مع زيادة كرسي واحد للأقلية الآشورية المسيحية في المحافظة.



ويرى يوست هيلترمان مساعد مدير برنامج الشرق الأوسط في (جماعة الأزمات الدولية) "لقد أوضحت حركة التغيير بانها تريد ان تكون قوية في محافظة كركوك. وهي تبدي إنزعاجها من طريقة تعامل الحزبين الكرديين، الاتحاد والديمقراطي، لمسألة كركوك منذ 2003، حتى لو اتفقت معهما حول الوضعية التي ينبغي ان تكون عليها المحافظة... تريد حركة التغيير ان تعرض قوتها في كركوك".



وينص الدستور على اجراء احصاء سكاني و عملية استفتاء لتحديد إذا ما كانت المحافظة ستُلحق بأقليم كردستان العراق أو تظل تحت سيطرة الحكومة المركزية. ولكن العملية تأجلت لأكثر من مرة بسبب المخاوف من انها قد تؤدي الى اندلاع أعمال عنف.



وقد كشفت مقابلات أُجريت في كركوك، بان القضايا الرئيسية كالخدمات الأساسية و الوظائف و الأمن، تُعتبر من الوعود الرئيسية لحملات الأحزاب المتنافسة.



و أبغ ممثلون عن الكتل الرئيسية في كركوك IWPR بأن السياسات الجديدة قد تم تبنيها لجذب المواطنيين الذين يبدون إنزعاجهم من الوضع السياسي الراكد في المدينة.



ومن جهتها تحاول حركة التغيير تحدي التحالف الكردستاني عبر ملامستها لخيبة واحباط الناخب في كركوك وإلقاء اللوم على الاحزاب الكردية الحاكمة بعدم تقديم الخدمات الاساسية لاهالي المدينة.



ويقول مرشح حركة التغيير في كركوك، آين عبدالصمد عبدالله قادر، والمعروف بآنا خانقا " يحتاج الكثير من مدن كردستان الى تحسين الأوضاع فيها، لكن احتياجات كركوك هي الأهم بين الكل. أنظر حولك، لا شيء يعمل هنا. لقد خذلت الأحزاب الحاكمة الناس هنا، والكل يعاني، الاكراد، التركمان، العرب، المسيحيين، الكل".



ويحاول التحالف الكردستاني الرد على حركة التغيير برفع شعارت تحسين الخدمات مثل الكهرباء والماء و قيام كبار مسؤولي الاحزاب بزيارة المدينة لكسب الأصوات.



وقد وصل رئيس العراق وزعيم الاتحاد جلال الطالباني، وهو من مواليد كركوك وقاعدته السياسية في السليمانية، الى المحافظة الأسبوع الماضي لحشد الدعم والأصوات للتحالف الكردستاني. كما ويقوم خمسة من مسؤولين حزبيين كبار من مدينة السليمانية، حيث تشن حركة التغيير حملة قوية ضد الاتحاد، بحملات دعائية لصالح التحالف الكردستاني في كركوك.



وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني محمد عثمان " سيكون جلال الطالباني في مدينة كركوك خلال فترة الحملات الانتخابية. لقد جاء الى هنا لكسب الأصوات ولكي يرى الاتحاد بشكله الفعال.و يعرف أهل كركوك الى اي مدى ساعدهم –جلال طالباني- خلال الاوقات الصعبة".



وتوقع المتحدث باسم حركة التغيير في المدينة معتصم نجم الدين جبر أمين، بان الحركة ستفوز على الأقل بأربعة مقاعد برلمانية عن المدينة.



لكن من جهته سخر الاتحاد الوطني، الذي يسيطر على منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة في كركوك، من هذه التوقعات.



وقال عثمان " ان حركة التغيير ليست شعبية في المدينة. لم يقدموا أي شيء لكركوك في الأوقات الصعبة. أتوقع سبعة مقاعد للأحزاب الكردية وستة مقاعد للآخرين. واذا ما كانت قائمة التغيير محظوظة فانها ستحصل على مقعد واحد".



و في محاولة لكسب أكبر عدد من الأصوات، تقوم الأحزاب الكردية بادارة حملات دعائية في المناطق العربية والتركمانية. وهناك الكثير من التحالفات التركمانية والعربية تحاول أيضا جذب الناخبين من القوميات الاخرى.



وتقول الأحزاب في كركوك بانها غيرت من استراتيجيتها الانتخابية التي كانت سائدة في 2005 حيث شاركت عدة أحزاب تركمانية بشكل جماعي في الجبهة التركمانية والاحزاب العربية العشائرية دخلت الانتخابات تحت لواء تحالف المجلس العربي.



ويقول جمال شان رئيس الحزب القومي التركماني " لدينا توجه مختلف في هذه الانتخابات. لم نشكل نحن الاحزاب التركمانية قائمة واحدة، بل بدلاً من ذلك إلتحق المرشحون بقوائم مختلفة لكي يكون لديهم صوتاً قوياً. في الانتخابات السابقة كانت لدينا قائمة واحدة لذلك خسرنا أصواتا كثيرة".



فعلى سبيل المثال ترشح نائب سكرتير حزب أيلي التركماني في كركوك، علي مهدي، في قائمة الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه رجل الدين عمار الحكيم. و يؤمن مهدي بان المبادرات الشعبية والتي استهدفت السنة والشيعة من التركمان قد خلقت قاعدة شعبية انتخابية كبيرة.



و أوضح مهدي " لدينا فرصة كبيرة لكي نفوز بالانتخابات، بل في الحقيقة انني أتوقع ان نحصل على 70 في المئة من الأصوات لأننا كحزب بدأنا مشاريع كبيرة لخدمة مدينة كركوك. تعرف الناس هنا باننا نعمل على تأمين خدمات أفضل وبناء الطرق والمدارس".



و أثنى كل من مهدي وشان على البرنامج الإنتخابي لحركة التغيير، وقالا بأن الحركة قد اجتذبت بعض الناخبين التركمان والعرب.



" نحن نعيش في نظام ديمقراطي، لذلك يجب ان نتوقع دخول حركة التغيير في الانتخابات في كركوك. و أنا أؤمن بأن هذه الحركة ستفوز ببعض الأصوات، ولكن أغلبية الأصوات ستذهب الى الحزبين الكرديين الرئيسين ( الاتحاد و الديمقراطي). والناخبون الذين يشعرون بالاحباط من هذين الحزبين سيتوجهون الى حركة التغيير كبديل". قال مهدي.



وأبلغ زعيم الحزب العربي الرئيسي في كركوك IWPR بأن الدخول في تحالفات مع الأحزاب القومية ستخدم القضية العربية في المدينة.



و أوضح رئيس تحالف المجلس العربي العراقي في كركوك، عمر جواد الجبوري " نملك فرصاً جيدة جداً هذه المرة لاننا نشارك في القائمة العراقية، و هي القائمة الأكثر شعبية بين عرب كركوك و العراق. تمثل هذه القائمة البرنامج الوطني ولا ترتبط بطائفة او جماعة عرقية".



و يعتقد الجبوري بان عدم الرضا الشعبي على الحزبين الكردين الرئيسين سيخدم حركة التغيير، ولم يستبعد احتمال عقد تحالف مع الحركة.



" أرى نقاط مشتركة بين البرنامج الانتخابي لقائمة التغيير وبرنامج قائمتنا، وهذا يمهد الطريق لبناء تحالف بعد الانتخابات لتقديم خدمات أفضل لأهالي كركوك". قال الجبوري.



و أضاف " معاً نستطيع ان نؤكد الهوية العراقية للمدينة. وهذه هي الرؤية التي لا تحبذها الأحزاب الكردية الأخرى".



لكن من جهته عبر المتحدث باسم الاتحاد الوطني عثمان عن إعتقاده بان حزبه هو الذي سيكسب أكثر الأصوات.



و أوضح عثمان قائلاً " لا أحب ان أحكم قبل ظهور نتائج الانتخابات، لكن و لأن الاتحاد يملك تاريخاً طويلاً من النضال، سيحصل على أكثر الأصوات" و أضاف " إذا ما فاز حزب آخر باصوات أكثر سأكون أول شخص يهنئهم".



ساهم الصحفي المتدرب في IWPR سماح صمد من كركوك، والمحرر المحلي في IWPR في العراق هيمن لهوني من السليمانية في كتابة هذا التقرير.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists