العمال العرب يحتشدون في كردستان

وفرة فرص العمل والامان جعل من سوق العمالة في السليمانية مركز جذب للعمال العرب.

العمال العرب يحتشدون في كردستان

وفرة فرص العمل والامان جعل من سوق العمالة في السليمانية مركز جذب للعمال العرب.

.



بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، اصبحت السليمانية تشكل مركز جذب للعمال من مختلف انحاء العراق، وبخاصة مدينة الموصل الغربية وكذلك مدن الوسط والجنوب من العراق. حيث هرب الناس من الوضع الامني المتردي في تلك المناطق غير المستقرة للبحث عن عمل في السليمانية التي ازدهر اقتصادها.



وبحسب دائرة الجوازات والاقامة في السليمانية، هناك ما يقارب من 6000 عامل من خارج محافظة السليمانية يعملون فيها. الا ان المسؤولين يقولون ان العدد اكبر من ذلك بسسب وجود عدد من العمال الذين لم يسجلوا اسمائهم لدى السلطات المعنية. والعدد مرشح للصعود لان العنف يعيق الانتعاش الاقتصادي في الكثير من المناطق الاخرى من البلاد.



يستخدم العمال العرب غالبا كعمال بالاجرة اليومية في اعمال البناء او في الاعمال الخدمية في الفنادق والمطاعم. انهم يحصلون على 15 دولارا باليوم كحد اعلى، بينما يطالب الاكراد في السليمانية التي تعتبر مدينة يسود فيها الغلاء وفق المقاييس العراقية باجور تفوق اجور العمال العرب بنسبة 40% للقيام بنفس العمل.



يقول اصحاب الاعمال انهم يجنون ارباحاً من العمالة الرخيصة وان اعمالهم ازدهرت نتيجة ذلك.



قال مريوان عباس، مدير شركة دياكو للانشاءات في السليمانية، ان معظم العمال لديه جاءوا من مناطق اخرى من العراق، ويقدر انه يوفر بحدود 1000 دولار شهريا من استخدامه للعمال العرب، الذين يعملون ساعات عمل اكثر من العمال الاكراد.



واضاف"انهم يعملون باجور اقل ويمكن تشغيلهم في الليل ايضا. وهذا يساعدنا على توفير الكثير من المال. انهم وسيلة جيدة لزيادة الارباح".



يتفق في هذا حاجي حسن، صاحب مطعم في مركز مدينة السليمانية حيث يستخدم ويخدم العمال. "انهم جيدون بالنسبة لنا. منذ مجيئهم الى هنا، ازداد عملنا عشرة اضعاف".



رغم ان العرب من اعراق مختلفة ويتكلمون لهجات مختلفة، الا ان العديد منهم الذين التقاهم مراسل المعهد قالوا انهم سعداء في السليمانية لانها اكثر امانا من مدنهم والعمل متوفر فيها ايضا. البعض منهم ممن اختار البقاء تعلم اللغة الكردية لان القليل من الناس في السليمانية يتكلمون العربية بطلاقة.



ظروف معيشتهم بسيطة،والكثير منهم يتقاسمون الغرف في الفنادق اوالشقق الرخيصة. يفضل العمال العرب المجيء الى السليمانية في فصلي الربيع والصيف حيث يكون بامكانهم النوم في الساحات او فوق مواقع البناء التي يعملون فيها بدلا من دفع الايجارات في المدينة التي يشهد سوق عقاراتها تضخماً.



الوافدون العرب يعاملون معاملة الاجانب في كردستان العراق، المنطقة التي ظلمها نظام صدام وتراودهم الشكوك تجاه العرب الى درجة كبيرة. يلزم" الاسايش" وهو جهاز الامن والمخابرات الكردي العمال العرب بالتسجيل لدى الشرطة كنوع من الاحتراز لتفادي الارهاب، بحسب ما افاد به اللواء محسن عثمان مدير دائرة الجوازات والاقامة.



العمال العرب هم اول المشتبه بهم عند وقوع اي حوادث عنف والتي نادرا ماتحصل. لقد تم تطويقهم بعد انفجار عدد من السيارات المفخخة التي اودت بحياة 13 شخصاً في السليمانية في تشرين الاول الماضي، رغم ان الاجهزة الامنية اعلنت بعد ذلك ان المنفذين للهجوم هم من الاكراد.



يقول عمران سعد،34، من محافظة كربلاء والذي عمل في السليمانية لمدة ثمان شهور انه لا يأبه للتدقيق الامني،"هذه الاجراءات ضرورية حتى لاتصبح كردستان مثل (بقية الاقسام الاخرى من) العراق".



يقول العمال انهم يحصلون على 300- 500دولارا شهريا ويرسلون القسط الاكبر منها الى عوائلهم. يفضل الكثير منهم الاستقرار في السليمانية لمدة ثلاث او اربع شهور متواصلة، يعودون بعدها في فصل الشتاء الى مدنهم ليكونوا بين عوائلهم.



يقول العمال ان ابتعادهم عن اولادهم وزوجاتهم هو الجزء الاصعب من العمل في السليمانية، الا ان الكثير منهم يقول ان الخيارات امامهم قليلة.



ياسر عز الدين،37، من سكنة بعقوبة مركز محافظة ديالى وهو متزوج منذ 13 سنة وله اربعة اولاد. انه يتصل يوميا بعائلته للوقوف على احوالهم.



قال ياسر"دائما افكر باولادي. اخاف ان تنفجر عليهم قنبلة وهم في طريقهم الى المدرسة وتقتلهم لان بعقوبة ليست امنة".



سليم الخفاجي،28، من بعقوبة ايضا، انتقل الى السليمانية في العام 2003 ليعمل كعامل فيها. عاد الى مدينتهه بعد سنة من ذلك لكي يتزوج، وعاد مرة اخرى الى الشمال مع زوجته.



قال الخفاجي الذي يعمل في البناء" المشكلة لاتكمن فقط في عدم توفر فرص عمل (في بعقوبة)، وفي حال وجودها، فانك تخاف من العمل فيها بسبب سوء الوضع الامني".



قال بعض العمال الاكراد انهم مستاؤن من العمال العرب لانهم السبب في صعوبة حصولهم على عمل وفي تدني اجور العمل.



قال هلكورد عمر، الذي انخفض راتبه خلال السنتين الماضيتين الى الثلث، 400 دولارا شهريا" انا اكره هؤلاء العمال".



بعض العمال تعلم القليل من اللغة الكردية، وهم يقضون اوقاتهم مع العمال العرب الاخرين. لقد وجدوا ان السنة والشيعة يعيشون مع بعض هنا، على الرغم من اتساع الهوة بينهم في الاجزاء الاخرى من العراق.



قال حسن عاصي،35، شيعي من النجف ويعمل مع اصدقائه السنة لرصف الكاشي في عمارة ذو سبع طوابق" نحن سنة وشيعة نعمل سوية. رغم اننا من طوائف مختلفة، لكن في السليمانية لا تشكل الطائفية مشكلة بالنسبة لنا".



امانج خليل صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists