الكثير من الشيء نفسه في السماوة
تكرر الأحزاب السياسية الجديدة العادات القديمة فتوظف الأصدقاء وأفراد العوائل
الكثير من الشيء نفسه في السماوة
تكرر الأحزاب السياسية الجديدة العادات القديمة فتوظف الأصدقاء وأفراد العوائل
إن سقوط نظام صدام حسين, لم يحدث أي تغيير الأسلوب الذي تسير عليه الأمور للعديد من أهالي مدينة السماوة الجنوبية.
بينما كانوا يمتلئون غضباً تحت ظل طغيان حزب البعث, فهم الآن يحتجون ضد ألاعيب التفضيل التي يلعبها من خلفوه في المشهد السياسي العراقي.
وصرخ عباس رحمة, وهو شاب في العشرين من عمره, قائلاً " لقد تخلصنا من حزب واحد, ولكن ظهر لنا مائة حزب ".
المشاعر في عاصمة هذه المحافظة الجنوبية الشيعية بقيت محتدمة بعد مظاهرة الثالث من كانون الثاني التي انطلقت ضد الأحزاب لقيامها بملء وظائف الدولة بمؤيديها.
وقد شهدت هذه المظاهرة إطلاق العيارات النارية ومقتل شخص واحد في الأقل من المتظاهرين.
ويقول الشهود إن الرصاصات القاتلة أطلقها أحد حراس حركة 15 شعبان ـ وللمفارقة فان هذا الاسم أطلق على المجموعة تيمناً بتاريخ التقويم الإسلامي لانتفاضة الشيعة ضد البعث عام 1991.
في الجنوب الذي يشكو قلة العمل, يقول بعض السماويين إن الحصول على الأعمال: كرجال شرطة, مستخدمين في المجلس البلدي, مراقبين وحراس وغير ذلك, يخضع لسيطرة ست مجموعات محلية قوية.
وتشمل هذه المجموعات: الحركات الدينية مثل حركة 15 شعبان, المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق, وحزب الدعوة والأحزاب ذات التوجهات العلمانية مثل المؤتمر الوطني العراقي, وحركة الوفاق الوطني العراقي.
ويعترف عديد من الأهالي إن الأحزاب تقوم بدور إيجابي في حفظ الأمن, وتزويد نقاط التفتيش بالحراس, أو الإشراف على الطوابير الطويلة خارج محطات تعبئة الوقود.
وتتوسط الأحزاب كذلك في حل النزاعات بين عشائر السماوة القوية.
ويقول النقيب علي عجيل الذي يدير مركز الشرطة المحلي "تحاول الأحزاب مساعدة الناس من خلال الصلاحيات الممنوحة لها". وقد حصلت المشاكل عندما وسعت الأحزاب تلك الصلاحيات لتشمل التوظيف الحكومي.
وفي صيف عام 2003, نظمت سلطة التحالف المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة, سلسلة من الاجتماعات في المدينة مع عمليات أخرى تحت إشراف دقيق لاختيار أعضاء المجالس البلدية ومجلس المحافظة.
وتشغل المناصب في الجنوب بشكل عام بالمسؤولين من أحزاب المعارضة المناهضة لصدام, والتي أسست علاقاتها مع التحالف خلال الحرب.
وتسيطر تلك المجالس حالياً على عملية التوظيف, ويقول بعض السماويين إنها تعطي الأفضلية لأقارب أعضائها وأصدقائهم.
ويقول احمد الحجمي انه قدم مباشرة للحكومة المحلية للحصول على عمل كحارس أمني. وعندما رفض طلبه, لجأ إلى حزب الدعوة, وعلى الرغم من أنه ليس عضواً فيه, فان أعضاء الحزب قابلوه وقيموا مؤهلاته, ونجحوا في التأثير على الحكومة المحلية لصالحه.
ويؤكد المسؤولون في التحالف أنهم لا يتدخلون في عملية التوظيف.
وهذا ما عبر عنه مسؤول الإعلام العام للتحالف في المدينة حيث قال"إننا لا نعرف طبيعة العلاقات التي تربط الأحزاب بأهالي السماوة, لأننا لا نقيم أية علاقة معهم."
و في غضون ذلك, يزداد بعض العاطلين عن العمل من أهالي السماوة مرارة.
ويقول رحيم جمعة ـ 32 سنة ـ أنه قدم للحصول على عمل في المجلس البلدي, ولكنه أبلغ بعدم وجود شواغر. ومع ذلك وبعد فترة قصيرة, يقول رحيم, فان المجلس عين ابن عم المدير بوظيفة مراقب. ويضيف رحيم "لا أرى أي فرق بين النظام القديم والنظام الجديد, انه الروتين القديم نفسه, لسوء الحظ."
محمد فوزي ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد