الحلقة السابعة عشر من برنامج النصف الآخر
تعيش المرأة العراقية، حالها حال المرأة في المجتمعات الشرقية، أزمة مجتمعها بكل تناقضاته و اشكالياته و تستمر معاناتها بدءا من الاسرة التي تخنقها بمتطلباتها الروتينية مرورا بالعمل و الالتزامات المترتبة عليه وصولا الى القيود التي تفرضها العادات و التقاليد الا
الحلقة السابعة عشر من برنامج النصف الآخر
تعيش المرأة العراقية، حالها حال المرأة في المجتمعات الشرقية، أزمة مجتمعها بكل تناقضاته و اشكالياته و تستمر معاناتها بدءا من الاسرة التي تخنقها بمتطلباتها الروتينية مرورا بالعمل و الالتزامات المترتبة عليه وصولا الى القيود التي تفرضها العادات و التقاليد الا
يسلط عمار الصالح من البصرة الضوء على يوم في حياة الصحفية أسماء الحسان و التي تقول بانها مع اطلالة كل يوم جديد تشعر بالامتنان لله لبقائها على قيد الحياة في ظل تصاعد عمليات القتل و الخطف و الانفجارات في البلاد. و تضيف بان الأعمال المنزلية من طبخ و تنظيف لا تعيق نشاط المرأة خارج المنزل بل ان نجاح المرأة في المنزل ينعكس على عملها خارج المنزل. لذلك و بعد انتهائها من أعمالها البيتية تنطلق الى مقر عملها في الصحيفة الأسبوعية التي تترأس تحريرها لتبدأ تحضير المقالات و التحقيقات للعدد القادم. و في المساء تخصص وقتها لرعاية ابنتها الوحيدة و الاهتمام بزوجها.
تعاني المرأة الريفية كثيرا و تثقل متطلبات الحياة اليومية كاهلها. يرافق عارف علي في بعقوبة (ساجدة محمد) و هي امرأة قروية لتروي مجريات يوم في حياتها. تقول ساجدة بانها تستيقظ عند الفجر لتعجن و تخبز، ثم تحضر الفطور لزوجها و طفليها و بعد ذلك تذهب للعمل في مزرعة الخضروات التي يمتلكها زوجها. و تعود قبل الظهر الى البيت مرة أخرى لتحضير الغذاء لأسرتها. و تستأنف العمل في المزرعة بعد الظهر أيضا لتعاون زوجها في سقي الخضروات و قطفها. آمالها و طموحاتها بسيطة؛ تتمنى ان يكمل أطفالها الدراسة و يحققوا ما عجزت هي عن تحقيقه. لكن من جهتها، سوسن علي/مدرسة، تنتقد ساجدة و النساء الأخريات في القرية لعدم التعبير عن آرائهن و الخضوع بشكل كامل لارادة الرجل.
مراسلة النصف الآخر زهراء الأسدي التقت باحدى الناشطات في مجال المجتمع المدني في مدينة السليمانية؛ زاهدة عبدالكريم و هي أم لأربعة أطفال تم ترحيلها و عائلتها الى ايران في عهد النظام السابق و عادت من المنفى بعد سقوط النظام. و قد انخرطت في النشاط النسوي منذ عودتها لتؤدي واجباتها تجاه بنات جنسها الا انها كرست جل وقتها لتربية أطفالها لاسيما بعد وفاة والدهم. قالت ابنتها الصغرى ميرفت بانها تعتبر والدتها صديقة لها تخبرها بكل ما تدور في خاطرها و تشركها أفراحها و أحزانها.
أجرى البرنامج حوارا مع القانونية رازاو احمد شريف، ناشطة في منظمة هارتلاند لحاجات و حقوق الانسان و التي قالت بان التوزيع التقليدي للمهام في المجمتع كان يقضي بان يعمل الرجل خارج المنزل لتوفير لقمة العيش و تبقى المرأة داخله لرعاية الأطفال و القيام بالأعمال المنزلية، لكن الآن قد تغيرت هذه الحال و بدأت المرأة العمل خارج المنزل و مشاركة الرجل في توفير لقمة العيش لكنها لم تتمكن من مشاركة الرجل في اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياة الأسرة و مصيرها. و اعتبرت رازاو أحمد هذا الواقع شكلا من أشكال ممارسة العنف ضد المرأة.