العازفون عن مشاهدة التلفزيون في بغداد
يشاهد السكان ولعدة ساعات افلام الكارتون وبرامج الموسيقى والافلام كمحطة استراحة من الفوضى خارج بيوتهم .
العازفون عن مشاهدة التلفزيون في بغداد
يشاهد السكان ولعدة ساعات افلام الكارتون وبرامج الموسيقى والافلام كمحطة استراحة من الفوضى خارج بيوتهم .
قالت الزوجة شيماء جمعة "اعتدنا زوجي وانا على سماع الاخبار مفصلة حول العراق كل يوم. لكنني اقسمت بعدم مشاهدة الاخبار بعد ان صعقت وانا اشاهد احدى القنوات وهي تبث صور الانفجارالذي وقع في احد الاسواق الشعبية في بغداد و كان اخي فيه من بين القتلى".
يهرب اهالي بغداد من العنف الذي يكتنف حياتهم اليومية من خلال مشاهدة افلام الكارتون وسماع الموسيقى لعدة ساعات في اليوم.
يساعد التلفزيون على كسر الملل والضجر التي يسببها منع التجوال وانقطاع الكهرباء المستمر.
تقدر وزارة الصحة العراقية ان 25% من الشعب العراقي يعانون من مشاكل عقلية بسبب تعاقب الحروب التي مرت على البلاد وبسبب الفقر والاضطهاد السياسي.
قالت ميساء صاحب ، استاذة علم النفس في جامعة المستنصرية، ان المتعة في مشاهدة برامج التلفزيون تساعد العراقيين على نسيان مخاوفهم وخاصة الاطفال الذين يشاهدون الكثير من مشاهد العنف في نشرات الاخبار.
واضافت "تترك المشاهد الماساوية التي تصاحب نشرات الاخبار اثارا خطرة على العراقيين- من مختلف الاعمار – في كل جوانب الحياة".
يعتبر النفور من الاخبار ظاهرة حديثة نسبيا هنا. في الماضي، كان البغداديون حريصون على معرفة ما يدوروعلى تقصي العناوين والمواضيع السياسية التي تسيطر على تفاعلات الحياة الاجتماعية.
منذ اوائل القرن العشرين، وحتى قبل وصول الكهرباء الى العراق، كان سكان العاصمة يستمعون الى الاخبار عن طريق الراديوات التي كان تشتغل بالبطارية – الباتري-.
سيطر نظام صدام حسين بقوة على الاخبار وعلى الاراء السياسية المعارضة ، لكن الناس بقيت تناقش الظروف الانية في المقاهي البغدادية وفي منتدياتها الادبية.
لكن مثل تلك المنتديات صارت نادرة هذه الايام، والناس التي ترتادها تفضل الحديث عن ماضي بغداد.
قال محمد المتقاعد الذي يقضي ساعات طوال في مقهى الزهاوي المشهور في بغداد " نقضي وقتنا في المقهى بلعب الدومينو والطاولي وارتشاف الشاي والحامض –النومي الجاف-.
"ان ذلك افضل من سماع الاخبار، رغم اننا احيانا نطالع بعض الصحف المستقلة. لقد سئمنا اكاذيب الاحزاب السياسية والسياسيين في العراق".
لا احد يشاهد قنوات الاخبار هذه الايام، وقد لوحظ ازدياد عدد مشاهدي قناة القيثارة التي تبث الاغاني العراقية وقناة ام بي سي 2 المتخصصة في عرض الافلام الامريكية.
قال الطالب الجامعي محمد عبادي "حياتنا مملة وصعبة. لا شيء افضل من قنوات الموسيقى الفضائية التي تاخذني الى عالم اخر- عالم النقاء- عالم من الراحة بعيدا عن الحقيقة المؤلمة للعراق".
قال وليد طالب، معلم، " اشاهد افلام توم وجيري اكثر من اطفالي. انه متعتي التي افضلها على سماع الاخبار والسياسة".
يقول محمود طه، معلم ايضا، انه يمسك الريموت كونترول بيده ويقلب القنوات كي يشاهد فلما وطبق الفستق والجبس امامه. انه مدمن على مشاهدة الافلام لكنه يتجنب مشاهدة افلام الرعب.
واضاف "اتجنب مشاهدة كل ما يخيفني ويسبب الصداع لي. يكفينا ما نعيشه الان".