الإتحاد الوطني ينتقد زعيم سابق

يُتهم زعيم سابق بارز في الإتحاد الوطني الكردستاني بإستخدام فصيل منشق نيابة عنه لتصفية حسابات سياسية قديمة.

الإتحاد الوطني ينتقد زعيم سابق

يُتهم زعيم سابق بارز في الإتحاد الوطني الكردستاني بإستخدام فصيل منشق نيابة عنه لتصفية حسابات سياسية قديمة.

.



يقول مسؤولون كبار في الاتحاد الوطني الكردستاني، (أوك)، إن نوشيروان مصطفى، وهو أحد مؤسسي الحزب، شجع فصيلا منشقا على انتقاد قيادة الحزب.



وظهر فصيل "راك"؛ و هو مختصر لمسار التغيير اليمقراطي في اللغة الكردية، في بداية شهر تشرين الثاني حيث طالب كبار أعضاء الأوك بفسح المجال لأعضاء جدد.



وينفي أعضاء راك، الذين طردوا فيما بعد من الحزب، بأن تكون لديهم أي علاقة بنوشيروان مصطفى قائلين إنهم مجرد يشاركوه بعض أهدافه و لا يتلقون أي دعم منه.



ويرى كثير من النقاد إن فصل هؤلاء و بهذه السرعة من صفوف الأوك كان رد فعل شديد من جانب الحزب، و حذروا من أن عدم مرونة القيادة يمكن ان تقود الحزب الى التشظي.



مع ذلك، قال أحد كبار المسؤولين في الأوك، طلب عدم الكشف عن اسمه، لمعهد صحافة الحرب والسلام، إنه جرى طرد الفصيل لأنه كان يُنظر إليهم باعتبارههم يشاطرون مصطفى مآربه.



وأضاف المسؤول "يحمل الفصيل بصمات نوشيروان بوضوح."



استقال مصطفى كنائب الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني عقب صراع داخلي على السلطة في العام 2006. و مضى في إنشاء شركة إعلامية اسمها وشة (أي الكلمة).



في تعليقات نشرت له في قنوات مؤسسته، نصب نفسه كأحد النقاد الصريحين للحزب الذي لا زال عضوا فيه، متهما قيادته بسوء الإدارة و حكم الفرد الواحد.



وقال للمعهد في الآونة الأخيرة إنه يستخدم وسائل الإعلام للتشجيع على الإصلاح و ليس لديه أية خطط لتشكيل حزب سياسي معارض لـ "الأوك".



لم يجب مصطفى على سؤال للمعهد حول إدعاءات الأوك من أنه ضالع في "راك".



أَجندة سياسية



أعلن الفصيل، الذي يقيم أعضائه في لندن الآن، عن نفسه في 7 تشرين الثاني، مطالبا قيادة الأوك بالإستقالة نظراً لعدم نجاحها و كونها تعاني من الفساد.



بعدها بأيام، طُرد مؤسسو راك الأربعة وهم- شورش حاجي، ملا خدر، هَفال كويستاني وهوشيار عابد، من الحزب. ووصف بيان للمكتب السياسي للأوك هؤلاء بمجموعة "ضالّة"، تحاول القيام بانقلاب ضد مؤسسات الحزب "المنتخبة بصورة قانونية".



وقال مسؤول المكتب الإعلامي في الأوك لمعهد صحافة الحرب والسلام إن مزاعم الفصيل لا أساس لها.



وأفاد آزاد جندياني "أصبح الفساد من الإتهامات الهينة حيث تكون في متناول كل من يريد إستخدامها ضد أي شخص لا يُعجبه." وتابع بالقول "لن تتمخض هذه الإتهامات عن شيء".



وقال جندياني إن شكوى راك، "هي ليست حول الفساد كما أن شكاوى نوشيروان لا تمت بصلة بالإصلاح. لدى هؤلاء جميعهم أجندات سياسية". وأضاف أنه يعتقد أن راك يمثل "جزءا من تكتيكات نوشيروان".



رغم ذلك، يصر راك على أنه فصيل مستقل ليس له أية روابط مع مصطفى.



وقال أحد زعماء الفصيل وهو شورش حاجي للمعهد "بعض مطالبنا وأهدافنا تشبه ما يدعو إليه نوشيروان مصطفى".



وأضاف "علاوة على ذلك، في عدة مناسبات، ذكر نوشيروان مصطفى أن اقتراحات راك كانت معقولة- ونحن نشكره على ذلك". ولكنه قال إن "لا علاقة لنوشيروان بـ راك".



وقال حاجي "قد يكون لآخرين تفسير مختلف لأغراض معينة".



إخفاقات القيادة



لقد كان تنازع الفصائل سمة "الأوك" منذ أيامه الأولى حيث قاد مسؤولوه الكبار ثلاث مجاميع منفصلة.



اشتدت المنافسة بعد صراع داخلي على السلطة في عام 2006 حيث تغلب الجناح العام الذي يقوده طالباني على تحدي من قبل أنصار نوشيروان مصطفى، الذين يُعرفون بـ "الإصلاحيين".



استقال مصطفى في وقت لاحق من القيادة. يقول المراقبون إن خروجه ثبت بأنه كان حافزاً لظهور عدة فصائل أصغر في الحزب التي يعد راك، أو التغيير الديمقراطي، أحدثهم، إضافة الى فصائل أخرى تحمل أسماء مثل رابُون "النهضة"، يَكبوُن "التوحيد" و بَيَرواني بَيرَو "أتباع النظام الأساسي".



مؤسسو راك هم أعضاء مخضرمون في الأوك، الذين لم يسبق أن ترقوا إلى مناصب قيادية ويتخذون من خارج البلاد مقراً لهم.



دعا الفصيل طالباني و أعضاء آخرين في اللجنة القيادية إلى الإستقالة من مناصبهم. يقول راك إن القيادة متورطة في الفساد و أنها مسؤولة عن إخفاقات الحزب.



وذكر البيان التأسيسي للفصيل " يتجه الأوك الآن نحو مصير مجهول". وأضاف البيان "إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن الأوك سيتجزأ".



عقب طرد راك من الأوك، نشرت صحف محلية أهلية بيانات بدعم الفصيل وُقعت من قبل المئات من أعضاء الحزب خارج البلد.



وقال حاجي كان ينبغي على زعماء الأوك مناقشة مطالب الفصيل بدلا من وصفهم بفوضويين. وأضاف "إنهم يخاوفون من الدعم الواسع الذي تلقوه من الكوادر. إنهم يريدون منع الآخرين من الإنضمام إلينا."



رغم ذلك، قال الناطق باسم الأوك الملا بختيار إن زعماء الأوك مصممون على قرارهم.



وقال بختيار إنه في حين يسمح الأوك بوجهات نظر مختلفة، إلا حريص على حماية التوافق في الآراء بين صفوف الحزب". وأضاف أن "قرار المكتب السياسي سيبقى نافذا".



مخاوف التجزئة



حذر بعض المراقبين من أن الإجراء المتخذ ضد الفصيل كان قاسيا جداً- ويمكن أن ينتهي بنتائج عكسية على الأوك.



وقال عدنان عثمان، رئيس تحرير صحيفة روزنامة التي هي جزء من مجموعة وشة الإعلامية المملوكة من قبل مصطفى، "لا أرى أي سبب منطقي لطرد هذه الكوادر".



وأضاف أن "قيادة الأوك لا تثق بمهارات الآخرين، وليس لديها القدرة على التجدد، و لا تؤمن بالأفكار المختلفة".



يقول سردار قادر، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية، إنه ليس من غيرالمألوف أن تسعى أعضاء داخل الحزب إلى التغيير وإن مطالب راك طبيعية جدا في هذا السياق.



وفقا لقادر، فإنه يمكن لـ راك أن تشكل تهديدا للأوك من خارج الحزب، كون "مؤسسيه من الكوادر المتوسطة وباستطاعتهم أن يؤثروا في الخلايا الصغرى".



وقال إن "معظم أعضاء الأوك في أوروبا قد دعموا الخطوة الأولى لهذه المجموعة الجديدة".



وأضاف "هذا سوف يشجع الآخرين على الإعلان أكثر عن هذه المجموعات إذا ما استمر الأوك في رفضه لنداءات الإصلاح من صفوفه".



يقول قادر إن راك قادر على تشكيل حزب جديد لتحدي الأوك ما لم يتم مناقشة مطالبه في المؤتمر المقبل للحزب. مع ذلك، فإن الأوك عقد فقط مؤتمرين خلال الـ 33 سنة من تأريخه وإن تأريخا لم يحدد بعد لعقد مؤتمره المقبل.



مع عدم وجود مخرج قريب لتصاعد التوتر في الحزب، فإن الأمل الوحيد لإنهاء هذا التنازع الداخلي يكمن في مصالحة محتملة بين طالباني ومصطفى.



قال قادر "إذا توصل طالباني ومصطفى إلى اتفاق، فإن المسائل سيتم تسويتها". وأضاف "وهذا من شأنه أيضا تسوية مشاكل راك، لأن مطالب الأخير هي نفس تلك التي يطالب بها مصطفى".



وريا حمة طاهر، صحفي تدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية. كادر معهد صحافة الحرب والسلام في لندن والسليمانية ساهما أيضا في إعداد هذا التقرير.
Iraqi Kurdistan
Frontline Updates
Support local journalists