آلالام المتزايدة للديمقراطية

رغم الحريات الكبيرة، اصبحت الحياة بطرق شتى اكثر صعوبة منذ الاطاحة بصدام.

آلالام المتزايدة للديمقراطية

رغم الحريات الكبيرة، اصبحت الحياة بطرق شتى اكثر صعوبة منذ الاطاحة بصدام.

Thursday, 20 April, 2006
.



قال عبد الزهرة،42، انه كان يوفر العيش لعائلته وينشر الفكر الاسلامي من خلال بيع الكتب الممنوعة. الا انه كان مضطهدا ومطاردا من قبل الجهات الامنية وعاش في خوف خلال فترة حكم نظام صدام حسين.



اليوم وبعد ثلاث سنوات من اسقاط صدام من قبل الغزو الذي قادته امريكا, انتعش عمل عبد الزهرة. انه يملك الان كشكا ويبيع كتبه علانية دون خوف من الرقابة.



قال عبد الزهرة" العراق يملك مقدار كبير من الديقراطية ولا يوجد من يصادر الحريات".



لكن التجربة العراقية في الديمقراطية والحرية تخللتها رؤى مختلطة بعد ثلاث سنوات من اسقاط صدام.



بالنسبة للكثير من الناس ومن ضمنهم المحامية رجاء حسين،31، فان الحياة اصبحت اكثر صعوبة منذ العام 2003. فقد جاءت الدبابات الامريكية مع الديمقراطية، وكأمرأة فقد واجهت الكثير من المطبات الجديدة.



واضافت " كنت اخرج بكل امان وامارس دوري في جميع دور القضاء في بغداد. اليوم انا مجبرة على ارتداء الحجاب واخاف من اعوان تلك الاحزاب الحاكمة ان تقتلني بحجة انني لاارتدي الحجاب ولست ملتزمة بالشرع".



يقول الكثيرون ، امثال رجاء، انه رغم كونهم في الماضي كانوا تحت رحمة قوات امن صدام، فانهم الان يخافون سيارات الهمر الامريكية التي تحمل علامات تحذر السيارات خلفها من عدم الاقتراب منها " لاتقترب اكثر من مئة متر والا سوف تتعرض للقتل".



الكثير ينتقدون على وجه الخصوص الاحزاب السياسية وهي تبدو منقسمة حول الخطوط الطائفية والعرقية. يغذي سأمهم حقيقة كون العراق كانت في ظل حكومة منتهية ولايتها لمدة اربعة اشهر وانجرت نحو نزاعات اهلية.



ورغم حقيقة ان العراقيين يتمتعون الان بحريات اكثر من ايام صدام حسين، الا انهم يخشون اعمال العنف العشوائي. الصراع داخل العاصمة يحد من الحريات ببساطة لان معظم الناس تخاف مغادرة بيوتها.



وهذا كله يعني انه ورغم مناصرتهم للديمقراطية، فان الكثير يعتقدون انها لم تمارس بشكل مناسب في العراق.



قالت عالية طالب مديرة مركز التضامن الدولي للاعلام في بغداد "مايجري في العراق بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي لم ننعم بها من قبل لعدم تحقبق رغبة العراقيين في العيش بنعيم الديمقراطية وليس الفوضى".



قضى منتصر الامارة رئيس مكتب السياسي لتجمع عراق المستقبل معظم حياته في الخارج لانه كان معارضا ناشطا لنظام صدام. قال منتصر ان العراقيين غير غاضبين لان البلد يفتقر الى قادة ديمقراطيين، بل لان القيم الديمقراطية حجبت واصبحت اقل اهمية بفعل الطائفية والايديولوجية.



واضاف" الاحزاب سخرت المواطنين تحت العنصر الطائفي والمذهبي والقومي مما ابعدهم عن مشروع الديقراطية".



قال الامارة ان المواطنة، الولاء للدولة والمشروع العملي لتطبيق الديمقراطية غير موجودة الان في العراق، رغم بعض الانجازات التي تحققت مثل الدستور العراقي الجديد.



واضاف ان العراق قد "بدأ بداية خاطئة... بسلطة عرجاء وديمقراطية مهلهلة لا اصل ولا حقيقة لتطبيقها في العراق".



لكن بالنسبة للاخرين مثل عبد الزهرة، فان الامن والسياسة هما اقل اهمية من الحرية التي ينعم بها الان.



قال عبد الزهرة"" اليوم انا اشعر بالديمقراطية لاني ابيع الكتب ولا من رقيب او حسيب يمنع الثقافة في البلاد. ورغم فقدان الامن الا اني اليوم اعرف اني اذا قلت عن الرئيس الطالباني والجعفري اي كلام سياسي لا احد يعدمني."



" زمن صدام كان الكتاب سبب الاعدام لمن يقتنيه. اتمنى ان افقد الامان لسنين ولا يوم من حكم صدام ".



عماد الشرع صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists