الاحساس بالظلم دفع الى وجود النساء الانتحاريات

يربط الخبراء الزيادة الحالية بالنساء الانتحاريات الى المعاناة في فترة الحرب والى الرغبة في الانتقام.

الاحساس بالظلم دفع الى وجود النساء الانتحاريات

يربط الخبراء الزيادة الحالية بالنساء الانتحاريات الى المعاناة في فترة الحرب والى الرغبة في الانتقام.

Monday, 9 June, 2008
.



اقتربت تلك المرأة التي كانت تلف نفسها بالمتفجرات تحت ملابسها من نقطة التفتيش. وحين حاولت القوات الامنية تفتيشها، ركضت ودخلت الى محل قريب.



رغم انهم اطلقوا الرصاص عليها، الا ان ذلك كان متأخرا، لانها كانت قد فجرت نفسها قرب محل لبيع الاجهزة الالكترونية، مما ادى الى قتل نفسها وثلاثة اخرين.



قالت بشرى محمد،28، موظفة في احدى الشركات في نفس العمارة والتي كانت قد شاهدت الواقعة "لقد كانت شابة وترتدي العباية".



تلك كانت هي كل التفاصيل حول تلك المراة التي لم يكشف النقاب عن دوافعها ولا عن هويتها .



تتزايد العمليات الانتحارية التي تنفذها النساء في العراق. فقد فجرت امرأتان نفسيهما في محافظة ديالى هذا الاسبوع، مما رفع العدد الى تسعة انتحاريات خلال الشهور الاربعة الاولى من عام 2008. كانت هناك ستة هجمات في 2007، وكان اعنفها الهجوم على الجامعة المستنصرية في بغداد الذي ادى الى مقتل 40 مواطنا.



هناك معلومات قليلة حول دوافع وحياة النساء الانتحاريات في العراق. لم تقم وزارة شؤون المرأة ولا المنظمات النسائية في العراق بدراسة هذا التهديد.



يقول بعض المحللين ان احد الاسباب وراء ارتفاع عدد الانتحاريات هو لجوئهن الى العنف كوسيلة احتجاج للتعبيرعن رفضهن للظلم واللاعدالة وتردي الاوضاع المعيشية.



قالت فرحانة علي، في مؤسسة "راند" في واشنطن، والتي اجرت بحثا في مسألة النساء الانتحاريات "تم استخدام العنف كوسيلة للاحتجاج. لقد وجدت النساء انفسهن في ظروف صعبة. اننا ننظر اليهن على انهن ينفذن العنف، لكن في الحقيقة انهن ضحايا العنف".



تقول المنظمات النساشية ان النساء العراقيات عانين الكثير من تردي الوضع الامني ومن تفكك القيم الاسرية والمجتمع. لقد فقدن الحق في العمل وفي الحركة بحرية في ظل غياب القانون الذي ساد اجزاء كثيرة من البلاد في السنين الاخيرة.



اشار التقرير الذي صدر عن منظمة النساء من اجل النساء عالميا ان هناك فقط 27% من العراقيات متفائلات بمستقبل العراق. وان 71% لا يشعرن بالحماية من قبل القوات متعددة الجنسيات، وان هناك تسعة من كل عشرة يخشين ان يكون احد افراد عوائلهن ضحية من ضحايا العنف.



قالت ازهار الشعرباف،الخبيرة القانونية في وزارة شؤون المرأة "عانت المرأة من كل انواع العنف منذ بداية الحرب. لذا ليس من الغريب ان تتحول المرأة التي عانت من الاضطهاد الى ان تصبح عنيفة".



تعتقد هناء ادورد، المسؤولة عن منظمة "الامل" المدافعة عن حقوق المرأة ان الكثير من الانتحاريات دفعهن حب الانتقام لذلك.



واضافت "ان المداهمات التي قام بها الجيش الامريكي قد ادت الى ابعاد النساء عن ازواجهن واولادهن. لذا قد تكون المرأة قد لجأت الى التفكير بالانتقام".



يرى اخرون ان النساء قد تزايد استهدافهن من قبل المجاميع المسلحة التي تبحث عن مجندين جدد.



لا تقوم القوات الامنيةبتفتيش النساء بمثل ما تقوم به مع الرجال، مما يوفر لهن الفرصة لاستغلال الاماكن المزدحمة واستغلال الامن.



امتدحت بعض المجاميع المسلحة النساء على مواقعهم الالكترونية لقيامهن ببعض الهجمات وقاموا بتجنيد النساء من خلال تلك المواقع.



قالت ادوارد ان " النساء هدف جيد للمنظمات التي تريد استغلالهن من اجل مصالحها، غالبا ما يتم تخديرهن قبل تجنيدهن للقيام بالعملية الانتحارية".



معظم تلك النساء هن من الجماعات السنية العربية العراقية التي يتم تجنيدهن من قبل الجماعات المسلحة مثل القاعدة.



قال محمد العسكري، المتحدث باسم وزارة الدفاع " تعاني القاعدة من تناقص تأثيرها على العراقيين، وهي تستخدم النساء في العمليات الانتحارية كتكتيك جديد لجذب المزيد من الناس للالتحاق بالمسلحين".



ويضيف العسكري ان الجماعات المتطرفة تستخدم النساء اللاتي فقدن اقاربهن بسبب القتال في العراق.





واكمل "تجند القاعدة النساء مستغلين عواطفهن خاصة اولئك اللاتي فقدن ازواجهن او ابنائهن".



"يتم اقناع المرأة انها فقدت عائلتها بسبب الامريكان او الحكومة، وانهم اعدائها واعداء الدين وعليها مهاجمتهم".



اخبر العسكري معهد صحافة الحرب والسلام ان المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة ووزارتي الدفاع وشؤون المرأة ستقوم بدراسة الاسباب وراء قيام النساء بالعمليات الانتحارية.



وتقول علي انه من الاهمية تناول العوامل التي تدفع المرأة لتصبح انتحارية.



واضافت "في النهاية، عليك حل مشاكلهن، ووضع نهاية للصراع وتوفير الفرص لهن".



لم يشأ كاتب المقال الصحفي المتدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ذكر اسمه لاسباب امنية.



ساهمت محررة الشرق الاوسط في المعهد تياري راث باعداد هذا المقال من واشنطن.
Frontline Updates
Support local journalists