أهالي تكريت يؤيدون امامهم المعتقل
اعتقال رجل دين بسبب قيامه بعمل مؤيد للرئيس السابق صدام حسين، ومؤيدوه يعتبرون الاعتقال انتهاكاً لحرية الرأي
أهالي تكريت يؤيدون امامهم المعتقل
اعتقال رجل دين بسبب قيامه بعمل مؤيد للرئيس السابق صدام حسين، ومؤيدوه يعتبرون الاعتقال انتهاكاً لحرية الرأي
خلدون حميد (تقرير الازمة العراقية رقم. 345، 15 –تموز- 2010)
يعكس الغضب من اعتقال إمام وخطيب جامع معروف بسبب كتابته شعارات مؤيدة لصدام حسين في مسقط راس الطاغية السابق في مدينة تكريت، مدى آثار شعبية صدام بين السكان المحليين.
وتم اعتقال الإمام جمعه عيسى خلف في 6 من الشهر الجاري بعد مزاعم تفيد بكتابته، بواسطة علبة رش الاصباغ، شعارات "صدام بطل العرب والاسلام" و "جامع صدام" على جدران الجامع الرئيسي في تكريت. وقد جاء هذا العمل التخريبي بعد يوم واحد من أمر أصدره مسؤولو المحافظة بتبديل اسم جامع صدام الكبير الى جامع تكريت الكبير.
وتعتبر مدينة تكريت الواقعة على بعد 160 كلم شمال غرب العاصمة بغداد معقل الرئيس السابق صدام حسين وعشيرته السنية القوية التي اصبحت القاعدة السياسية طوال فترة حكمه التي استمرت لمدة 35 عاماً.
وولد خلف -54 عاماً- وترعرع في تكريت، وخدم برتبة عميد في الهيئة الشخصية الخاصة بصدام حسين قبل ان يصبح رجل دين عقب الغزو الي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003. ويعرف عنه انتقاده العلني للاحتلال الامريكي، كما وسجنته القوات الامريكية لفترة شهرين عام 2005.
ويقول العقيد محمد عزيز الجبوري من شرطة مدينة تكريت " يعتبر الامام من الشخصيات البارزة في المدينة" واضاف " يكن أهالي تكريت الاحترام له. ونحن نعرف ذلك لكننا تلقينا أوامر بالقاء القبض عليه بعد استلامنا مذكرة اعتقال بحقه من مسؤولي المحكمة". ولم يكشف الجبوري عن المحكمة التي أصدرت مذكرة الاعتقال.
وبحسب اقوال الجبوري، سيظل خلف رهن الاعتقال بتهمة تشويه ممتلكات الاوقاف الدينية ولم يحدد حتى الآن موعد لمحاكمته. ويقول مؤيدو رجل الدين المحتجز بان اعتقاله يمثل انتهاكاً لحقوق الانسان، كما وعبرو عن خشيتهم من انه قد يلقى محاكمة غير عادلة.
ويقول ابنه محمد، 25عاما، " هذه ليست المرة الاولى التي يعتقل فيها والدي على خلفية ادعاءات واهية". واضاف بان والده عضو مرموق في جمعية علماء المسلمين في العراق. " لقد اتهم في الماضي بدعوى ارتباطاته مع الارهابيين. والسبب وراء مشاكله القانونية كلها يكمن في انه من مؤيدي صدام".
ويشكو الكثير من الاهالي بان الاعتقال يمثل انتهاكاً لحقوق خلف في حرية التعبير. ورفض المسؤولون هذه التهمة قائلين بان القانون يحمي الممتلكات الشعبية والدينية.
وتعتبر الدعاية لحزب البعث المحظور، الذي كان يقوده صدام، أمراً محظوراً في العراق، بالرغم من انه لم يوجه لخلف مثل هذا الاتهام لحد الآن.
ويقول العامل حسن الجبوري- 43عاماً- من اهالي تكريت " أدعو الشرطة والحكومة الى اطلاق سراح إمامنا فوراً. لقد عبر الامريكيون وحلفائهم البحار ليأتوا الى العراق ويجلبوا مايسمونه (الحرية) و(الديمقراطية) . اذن اين حرية هذا الرجل المؤمن في التعبير عن آرائه بكل حرية؟".
واشار ابراهيم كريم – 54 عاما- بان صدام بنى هذا الجامع وله الحق في اطلاق اسمه عليه. ويتضمن الجامع الذي افتتح في 2002 مدرسة دينية للأطفال.
واضاف كريم " انظر الى الامر من هذه الناحية، فمنذ 2003 لم يكلف أي مسؤول في المحافظة او في الحكومة نفسه ببناء جامع واحد جديد لنا. لماذا غيروا اسم الجامع القديم؟ أهذا افضل ما يستطيعون فعله؟"
ولكن يشعر بعض أهالي المدينة بان افعال هذا الزعيم الديني تمثل خيانة لدوره كزعيم اجتماعي.
حيث يقول موظف البلدية جليل التكريتي-39 عاماً- " عبرالامام عن نفسه بطريقة عنيفة. اعتقد بانه كان يمكنه التعبير عن وجهة نظره من خلال تنظيم مظاهرة او اعتصام كما يفعل الناس في الدول المتحضرة والديمقراطية".
وأثنى سائق سيارة الاجرة جبار أحمد -38 عاماً- على ما قام به المسؤولون المحليون، لكنه أشار بان اعتقالاً واحداً لن يفعل الكثير لمحو آثار شعبية صدام حسين في مدينة تكريت.
وقال أحمد " لايزال أهالي المدينة يحبون صدام بالرغم من انه ميت. فهم أقرابائه وابناء عشيرته. لقد كان صدام رئيسا للعراق وقائداً عربياً لمدة 35 عاماً. هذا هو تاريخنا ولا يمكن نسيانه لمجرد انه مات".
خلون حميد اسم مستعار لصحفي عراقي من تكريت، وتم تحرير هذا التقرير من قبل جارلز مكديرمد محرر العراق في معهد صحافة الحرب والسلام.
مترو صحيفة تصدر عن معهد صحافة الحرب والسلام- مكتب العراق، وتهتم بالاخبار المحلية من كافة أرجاء البلاد.