ميزات الجعفري لرئاسة الوزارة تخضع للشكوك

عدد متزايد من الشيعة يطالب باستبدال المرشح لرئاسة الوزارة بمرشح أكثر اعتدالاً

ميزات الجعفري لرئاسة الوزارة تخضع للشكوك

عدد متزايد من الشيعة يطالب باستبدال المرشح لرئاسة الوزارة بمرشح أكثر اعتدالاً

يتعرض ابراهيم الجعفري الى ضغوط الشيعة القياديين لكي ينسحب كمرشح لهم لمنصب رئيس الوزراء بسبب التقدم البطيء في عملية تشكيل الحكومة الجديدة اضافة الى القلق من توجهاته الاسلامية.


وما يزال الجعفري، مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي يقودها الشيعة، بعد أكثر من شهر على المفاوضات الرامية لتشكيل حكومة جديدة، يكافح للتعامل مع المطاليب الكردية المتعلقة بحكم ذاتي أوسع، والمقاومة العامة لامكانية فرض الشريعة الاسلامية.


وفي هذا الوقت بالذات أوقف الأكراد جميع المفاوضات لمشاركة أعضائه في الاحتفالات السنوية لعيد نوروز التي تستغرق اسبوعاً، والتي بدأت في (21) آذار.


وقد نقل موقع "ايلاف" الألكتروني، وهو موقع موثوق لتقديم الخدمة الاخبارية باللغة العربية في لندن، أقوالاً عن مصادر مقربة من وفدي المفاوضات وهي تؤكد ان أعضاء نافذين في قائمة الائتلاف العراقي الموحد يدعون الى استبدال الجعفري الاسلامي كمرشح لمنصب رئيس الوزراء بسبب فشله في التوصل الى اتفاق مع الأكراد والأطراف الأخرى على تشكيل الحكومة الجديدة.


وفي تطور آخر، قال متحدث باسم المجلس السياسي الشيعي الذي يشكل جزءاً من قائمة الائتلاف العراقي الموحد ان اختيار القائمة لمرشح اسلامي لمنصب رئيس الوزراء قد تسبب في اثارة المخاوف بين جميع الأطراف في الائتلاف.


وحذر المتحدث باسم المجلس السياسي الشيعي حسين الموسوي ان الائتلاف يمكن ان ينهار اذا ما ظل الجعفري، زعيم حزب الدعوة الاسلامية، مرشح الائتلاف المفضل. وقال الموسوي ان اقتراح المجلس ـ بان يقوم الائتلاف باختيار مرشح جديد عن طريق الاقتراع السري ـ قد جرى رفضه.


ان المجلس السياسي الشيعي، المظلة التي تجمع ما يقارب (20) حزباً ومجموعة، يدعي انه قد حصل على تأييد حوالي (50) عضواً من الأعضاء ال (140) المنتخبين الى الجمعية الوطنية العراقية المكونة من (275) عضواً.


وقال الموسوي في تصريح لراديو سوا العربي الممول امريكياً ان العديد من المجموعات تدرس احتمال انسحابها من الائتلاف العراقي الموحد. وقد عرف هذه المجموعات بانها المجلس السياسي الشيعي، الكتلة الوطنية، المقربة الى رجل الدين الشيعي المتطرف مقتدى الصدر، والكتلة السنية.


وكان الدكتور أحمد الجلبي، العضو البارز في المجلس السياسي الشيعي، والذي يرأس المؤتمر الوطني العراقي، أحد المرشحين الأريعة لمنصب رئيس الوزراء، لكنه مع مرشحين اثنين آخرين انسحبا لصالح الجعفري. وقد قالا مؤخراً ان قرارهم قد أملته عليهم رغبتهم للحفاظ على وحدة الائتلاف.


لكن المصادر الكردية أكدت ان آية الله حسين الصدر، أحد رجال الدين الشيعة البرزين وعضو قائمة العراقية، قد استضاف اجتماعاً في منزله في بغداد بين رئيس قائمته أياد علاوي والجلبي.


وافترضت الكثير من التقارير الصحفية ان الجلبي يدرس حالياً الارتباط مع علاوي والأكراد لكي يطرحوا مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء. وقد اقترنت هذه الخطوة مع تقارير سربها الأكراد لوسائل الاعلام تشير الى انهم كذلك ليسوا سعداء باختيار الائتلاف لمرشحه.


ويحاول الجعفري حالياً، من أجل تعزيز موقعه داخل الائتلاف، اقناع علاوي بالمشاركة في الوزارة. مع ذلك، فان علاوي قد رفض العرض، قائلاً ان برنامجه السياسي يتعارض مع برنامج الائتلاف الشيعي.


ويصر الأكراد على ان تشكيل الحكومة الجديدة يجب ان يستند الى التوافق مع مشاركة مجموعة علاوي وبعض فصائل العرب السنة التي لم تشارك في الانتخابات.


زاذا ما انسحب الجعفري فان المنافسة ستكون بين المرشحين الثلاثة الآخرين السابقين من قائمة الائتلاف العراقي الموحد وهم: الجلبي، وعادل عبد المهدي من المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق (وزير المالية المنتهية ولايته) والعالم الدكتور حسين الشهرستاني، الحليف المقرب من آية الله العظمى علي السيستاني. ولكن هذا الأمر سينعش في الوقت نفسه آمال الدكتور أياد علاوي.


أما الأمريكان، الذي يشعر معظم المراقبين انهم يفضلون علاوي، فقد امتنعوا حتى الآن عن التدخل بشكل جوهري في الخلافات.


ويفضل القادة الأكراد بشكل خاص العلماني علاوي او الاسلامي المعتدل عبد المهدي لشغل المنصب الكبير. وكانوا يتعاملون مع هذا الثنائي لعدة سنوات في المنفى ويشعرون براحة أكبر معهما من التعامل مع الجلبي، الأكثر ليبرالية وغموضاً في الوقت نفسه.


مع ذلك، فان الجعفري ما يزال رسمياً هو مرشح قائمة الائتلاف العراقي الموحد وقد يستمر الأمر هكذا. وقد تقرر عقد الاجتماع الثاني للجمعية الوطنية في 26/ آذار الحالي ولكن ما تزال ثمة تقارير متناقضة فيما يتعلق باحتمال اعلان تشكيل الحكومة في ذلك اليوم.


ولا يتفق المواطنون العراقيون العاديون على من هو المسؤول عن هذا التأخير. ويلقي الكثير من أنصار قائمة الائتلاف العراقي النوحد اللوم على الأكراد ـ متهمين اياهم بوضع مصالحهم العرقية فوق مصالح الشعب العراقي. اما العرب العراقيون الآخرون، فقد لا يتفقون بالضرورة مع موقف الأكراد، ولكنهم يرحبون بحقيقة ان الموقف الكردي قد أضعف مطاليب المتشددين الشيعة الخاصة بتطبيق الشريعة الاسلامية.


وفي هذا الاتجاه فقد بعث الكاتب العراقي العربي المعروف عدنان حسين السرور في نفوس الأكراد بعموده الصحفي الذي نشره في صحيفة الشرق الأوسط الممولة سعودياً في لندن. وكان عنوان التعليق "شكراً للأكراد" يفصح عن معناه.


وقال حسين ان الأكراد يستحقون الثناء من جميع العراقيين بسبب "دفاعهم المستميت هذه الأيام عن المستقبل الديمقراطي للعراق، بوقوفهم بصلابة في وجه هؤلاء الطائفيين الظلاميين، الذين لا خيار لديهم يتيحونه أمام الشعب العراقي المنهك بالاستبداد القومي المديد، والحروب القومية العبثية المهلكة، إلا أن يسقط من جديد في وهدة استبداد ديني ـ طائفي هذه المرة، على طريقة الجمهورية الإسلامية في إيران أو على طريقة إمارة طالبان في افغانستان."


*كامران القره داغي مستشار التحرير في معهد صحافة الحرب والسلام في العراق من لندن


Frontline Updates
Support local journalists