طريق نجمة الراديو الصعب الى القمة

تحدت البنت الريفية كل الاحتمالات لتلمع في تقديم برنامج اذاعي جماهيري في بغداد.

طريق نجمة الراديو الصعب الى القمة

تحدت البنت الريفية كل الاحتمالات لتلمع في تقديم برنامج اذاعي جماهيري في بغداد.

.



و لكن في اللحظة التي تبدأ الحديث، تنم لهجتها عن اصلها الريفي العراقي.



قالت الفتاة الريفية التي اصبحت مذيعة راديو " لم اكن احلم العيش في المدينة، ولا زلت اخاف من عائلتي ومن المجتمع".



بدات حياتها الاذاعية في راديو المحبة، كمقدمة برنامج يعنى بشؤون حياة النساء في الريف. برنامجها الصباحي الحالي الذي يستغرق 45 دقيقة هو عبارة عن مزيج من الاخبار والتاريخ والمواضيع التعليمية والثقافية حيث تتلقى فيه مكالمات المستمعين.



يشكل بروز ماجدة، ابنة الريف كمقدمة اكبر برنامج في العاصمة استثناء في العراق، حيث تواجه النساء من المناطق الريفية الكثير من التقييدات في مايخص التعليم و حرية الحركة ضمن المجتمع.



تمنع العادات والتقاليد العشائرية النساء من الدراسة، العمل خارج البيت، الخروج مع صديقاتهن، وقد يعني ايضا وجود خيار قليل لديهن فيما يتعلق باختيار الزوج.



ولدت ماجدة في قرية قرب الحلة، اكبر مدن محافظة بابل، جنوب شرق بغداد، وقد عانت من صعوبة الحياة قبل زواجها وانتقالها الى بغداد عام 2004.



اكملت دراستها الابتدائية والثانوية ولكنها لم تكمل دراستها لاسباب مادية. كانت تعاني من مشاكل اخرى ايضا. تعرضت عائلتها لمشاكل مع النظام السابق بسبب افكارها الشيوعية الممنوعة في زمن صدام. اعتقلت مرات عديدة هي و واحد من اخوانها.



بالمقارنة مع حياتها السابقة، تعتبر ماجدة نفسها سعيدة ومميزة نوعما. في الماضي، كانت مضطرة للعمل الى درجة الإعياء البدني من اجل كسب لقمة العيش، لكنها الان تحس انها تعامل باحترام وكرامة.



قالت "لم اكن احس بكوني انسانة." فقط عند انتقالها الى بغداد اصبحت " انسانه لها شخصيتها الخاصة."



بالإضافة الى الممنوعات التي تجبر النساء الريفيات على الإبتعاد عنها، واجهت ماجدة غضب النظام لكونها عضوة في الحزب الشيوعي العراقي المحظور انذاك. تم اعتقالها لاول مرة حين كان عمرها 17 عاما، وحكم عليها بالسجن سنتين من قبل محكمة الاحداث في بغداد.



بعد ذلك، تمت محاكمتها وادانتها بسبب انشطتها السياسية، وتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة- الا انها اطلق سراحها بعد اربع سنوات ضمن العفو العام في سنة 1989 .



وقالت "لن انسى تلك الليلة التي اعتقلت فيها لاول مرة أبداً. كنت خارجة لتوي من الحمام وكان شعري لا يزال مبللا. اقتادوني انا واخي جرا في سيارة الى مديرية امن الحلة التي استجوبنا وعذبنا فيها لاشهر."



خلال تلك الاوقات العصيبة، قررت تثقيف نفسها ومتابعة الاخبار والقراءة بشكل واسع.



بعد اطلاق سراحها من السجن للمرة الثانية، بدأت العمل في حقل اعطاه ابوها اليها، كانت تربي الدواجن وتزرع الخضروات فيه.



بعد سقوط النظام، امتلأت املا وذهبت الى بغداد التي سجنت فيها مرتين. احدى منظمات حقوق الانسان عرضت عليها عملا، و بعد ذلك بدأت البحث عن زوج لها، و اخذت تتردد على الحزب الشيوعي العراقي علها تجد زوجا يحترم ويرضى بأمرأة سجنت و أسيئت معاملتها من قبل قوات الامن العراقية.



تم تقديمها الى ابراهيم الحريري،75، عراقي، و الذي يعمل كمحرر في جريدة طريق الشعب التابعة للحزب الشيوعي العراقي. واضافت " اخبرني ان له الشرف بالزواج مني ان كان رجال امن صدام قد اساءوا معاملتي."



عرض عليها ان يجد لها عملا وان يجعلها في تماس مع الناس علها تجد زوجا اخر ان كانت تحس انه كبير السن بالنسبة لها. لكنها كانت سعيدة بقبول عرضه بسبب " لم اكن اتوقع ان اجد انسانا يحس ما احسه. اشكر الله اني وجدت مثل هذا الرجل الطيب والمثقف".



تم زواجهم في مايس 2004.



ساعدها الحريري لتكون صحفية، وكذلك اخذت دروس في الكومبيوتر. و بالتالي، بدأت عملها كمقدمة برامج في راديو المحبة ، وبعدها تحولت الى عملها الحالي.



تعمل بجد لتطوير مهاراتها في اللغة العربية، مصممة على التخلص من لهجتها الريفية. لكنها واجهت صعوبة في التخلص من بعض جوانب حياتها الماضية. المعاناة التي تحملتها في السجن مازالت تلازمها. وقالت " ليس من السهل التخلص من الخوف."



حسين الياسري مراسل معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) في بغداد.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists