توسيع نطاق السيطرة الشيعية.

استغلال المجموعات الدينية لفراغ القوة، يعزز المخاطر ان المتطرفون الشيعة سيحددون الأجندة في جنوب العراق.

توسيع نطاق السيطرة الشيعية.

استغلال المجموعات الدينية لفراغ القوة، يعزز المخاطر ان المتطرفون الشيعة سيحددون الأجندة في جنوب العراق.

Tuesday, 22 February, 2005
IWPR

IWPR

Institute for War & Peace Reporting

تقدمت الأحزاب الشيعية الدينية والمسلحين الى داخل " الفراغ " الذي حصل بسبب السقوط المفاجئ لحزب البعث في العراق. مدن بأكملها لا تتم حراستها من قبل قوات أمريكية بل من قبل مسلحي شيعة.


على الرغم من أن الكثير من الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة من الشيعة في العراق طريقة تفكيرهم علمانية، فإنه لا توجد لديهم أحزاب سياسية أو مسلحين.


المتطرفون ولا بأي حال يشكلون الأغلبية، ولكن عددهم كبير ويملكون أشكال أخرى من القوة. يطالبون بأن يتم تطبيق قانون الشيعة ليكون قانون الأرض، وبعضهم يريد حكما دينياً.


المسلحون موالون للقادة الدينين الشيعة مثل محمد بدر الحكيم من المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق والذي مقره في ايران وايضاً مقتضى السدر في النجف. وقد بدأت القوات الأمريكية بإغلاق الطريق أمام مقاتلي المجلس الأعلى للثورة الاسلامية العراقي لكتائب بدر القوية والتي تقدر بـ 10.000 مقاتل من العودة من ايران مع اسلحتهم.


وقد القى سدر خطبة الجمعة مؤخراً والذي نقل بأنه قال: أن أتباعة هم المؤمنون الحقيقيون وقد أعطى ولائه الى آية الله كاظم الحئيري، منفي عراقي في "القوم" وهو أحد الباحثين العراقيين القلائل والذي يعتقد بأن المفهوم الايراني الديني يجب ان يحكم.


حركة سدر ومقاتلي مجلس الثورة الاسلامي الاعلى العراقي مهمين في مدن مثل بقوبة، الكوفة، نجف، كربلاء، والى درجة محدودة في الكوت وفي بعض الأحياء الفقيرة الموجودة في شرق بغداد لأن بعض هذه البلدات والمدن سكانها يبلغ عدة ملايين وهذا عدد كبير. لا توجد هناك قوات مارينز في بقوبة والتي يبلغ عدد سكانها 300.000 سكان الأحياء الفقيرة الشيعة في شرق بغداد يقولون بأنهم لم يشاهدوا اي دورية عسكرية أمريكية لعدة أيام. على العكس، هناك 6000 مسلح شيعي موالين لسدر يجوبون الأحياء.


الخطر في صعود الشيعة المتطرفون في العراق متشعب. العرب السنة والأكراد سيعارضون فرض حكم قانون الشيعة في العراق، ولكن في اجتماعات " المجالس المحلية " لاختيار قادة محليين وممثلين قوميين، سيطرة شيعية عسكرية قد تحدد المستقبل.


ومن المحتمل أيضا ان يتعب السكان العراقيون وان ينزعجوا من الوجود الأمريكي وان يستطيع المتطرفون من استغلال الفكرة وتعيين انفسهم للقيادة السياسية في الجنوب.


شيوخ القبائل والقرويون في الجنوب غير معنيين في حكم شيعي ديني متطرف. لكن شعبية المتطرفون قد تنتشر الى مناطق الريف اذا قاموا بجمع زخم كاف. ميليشيات مسلحة لمجموعات متطرفة أخرى قامت بغزو مستودعات الأسلحة البعثية وقاموا بتخزينها في المساجد على حسب تقارير. من المحتمل ان يتم رد هؤلاء المسلحين ولكن من المحتمل وجود مشاكل في محاولة لعمل ذلك. الخطر للأمريكيون هو وجود تعاطف الى درجة محدودة مع الشيعة. اذا قامت القوات الأمريكية بقتل عدد من السيدين- أحفاد النبي محمد- من أجل إخماد ثورة فإن الامتعاض سينتشر بسرعة.


خصماء مقتضى السدر قالوا بأن شعبيته ستختفي اذا تم إعادة الأمن، لأنه صغير ولا يشكل مصدر لحكم قانون ذو نفوذ هذه النظرة قد تقلل من تقدير هذا القائد الديني الصغير والذي في العشرينات من عمره. عندما تم اغتيال والده والذي كانت له مكانة عالية، القائد الروحي آية الله محمد صديق السدر على يد حزب البعث عام 1999 مقتضى اختبأ ونظم مجموعات شيعة فقيرة في النجف، الكوفة وفي الأحياء الفقيرة في بغداد.


شعبيته بين الفقراء لم تحول دون صغر سنه، ولا يهمهم عدد الكتب التي كتبها من أجل سلطة دينية رسمية، لديه الآن دعم الحائري. طاقم سدر الحائري استطاع وضع رجاله في مواقع أساسية. الشيخ محمد الفرتوسي ترك النجف لإدارة شرق بغداد في منتصف ابريل وبدأ بإعطاء المواعظ في واحد من أكبر المساجد الحافلة ( الحكمة) والذي يأمه نحو 50.000 مصلي، يقول الآن بأنه تم إرساله على يد الحائري للسيطرة على المسجد. كم عدد المساجد الكبيرة الحافلة التي تم اغتصابها على يد مبعوثي سدر؟ من الجدير بملاحظته أن فرتوسي مدعوم من قبل مجموعة مسلحة شعبية لإتباع سدر والذي تم اعتقاله مؤخراً من قبل القوات الأمريكية لحملة السلاح أثناء سفره.


الكثيرون من إدارة بوش يبدو وكأنهم يرجحون السلطة الأخلاقية الكبيرة للقائد الروحي آية الله علي سيستاني من النجف لإبقاء الشيعة في فحص. السيستاني لا يحب فكرة مزج الدين بالدولة ولكن السيستاني ملتزم بفرض قانون الشيعة في العراق مثل الآخرين، ولقد قام بإعطاء مقابلات صرح فيها بأن صبره مع القوات الأمريكية قد يزول خلال عام.


قدرة الشيعة في إرساء الأجندة في الجنوب لا يقتصر فقط على عددهم ولا يجب ان يتم التقليل من تقديرهم كقوة سياسية.


جوان كول هو بروفيسور لتاريخ الشرق الأوسط في جامعة ميشيغان، ومؤلف كتاب المكان المقدس والجهاد، السياسة، الثقافة وتاريخ الاسلام الشيعي، وهذا التعليق صدر اولاً في صحيفة لبنانية يومية.


Frontline Updates
Support local journalists