تعليق: رسالة مفتوحة إلى أحمد شلبي

رسالة مفتوحة إلى قائد المعارضة العراقية لمواجهة الاتهامات القائمة حول سوء إدارة مالية.

تعليق: رسالة مفتوحة إلى أحمد شلبي

رسالة مفتوحة إلى قائد المعارضة العراقية لمواجهة الاتهامات القائمة حول سوء إدارة مالية.

Tuesday, 22 February, 2005

أرجو ان لا تعتبر هذه الرسالة كمجرد علاقة أخرى في سلسلة الاتهامات الآتية من العالم العربي وبعض وسائل الإعلام العربية ضدك شخصيا،ً وضد ماضيك، حاضرك، ودور مستقبلي محتمل لك. ليس لأنني أؤيدك في طريقة عملك السياسي-لدي اعتراضات مبنيّة على مبادىء- ولكن لأنني أشك بشكل كبير بالتعبيرات المنبثقة من جوانب معينة في العالم العربي.


الذي أريد أن أناقشه معك هو ليس دور القيادة الذي بإمكان القوة العسكرية الجديدة في العراق ان تلقيه عليك، ولكن شئ مرتبط بالدور الذي أصبحت كرمز له، رمز المعارضة العراقية، هذا الرمز هو ما يهمني هنا – وليس دورك – في الصحوة على انهيار النظام الديكتاتوري الشاذ لصدام حسين. هل تعلم د. شلبي ان كثير من الصحفيين السياسيين في العالم العربي الذين دعموا نظام صدام حسين والذي استغل مشاكلك القضائية في الأردن في بداية 1980 ليس فقط للتشكيك في أخلاقياتك الشخصية ولكن أيضاً لإرساء شكوك حول أي مشروع ديمقراطي من قبل أي جانب من المعارضة العراقية حينها والآن.


أريد أن الفت انتباهك إلى التهم التي وجهت إليك في قضية بنك البتراء في الأردن وعن دورك فيه. ليس فقط السياسيون الذين كان لديهم علاقات مع نظام صدام يضمرون شبهات حولك، ومتأكدون من ضلوعك في أعمال فاسدة ولكن جزء كبير من المثقفون العرب – ليس من قبل دوافع شخصية ولكن لأنهم يأتون من ثقافة سياسية عدائية للسياسة الأمريكية والتي تأخذ بالاعتبار القومية كشئ مهم أكثر من الديمقراطية.


إنهم هؤلاء الأشخاص الذين يهمونني والذين يجب أن يهموك أنت أيضاً لأن دوافعهم لذلك غير مشكوك فيها، ولكنها تأتي من قناعات ثقافية وسياسية عميقة.


لا نستطيع تجاهل دورك الرمزي في العالم العربي – وفي صراعنا من أجل الديمقراطية ولا -بأنك سواء كنت محقاً ام مخطئاً-متهماً بالفساد بالأردن. اليوم يوجد لديك دور كمرشح محتمل لمكتب في "العراق الجديد" وبإمكانك ان تعالج اتهامات الفساد. لا أعتقد بأن هذا الدور بإمكانة ان يتحقق إذا لم تواجه هذا الموضوع علناً وبشكل قاطع. لهذا السبب يجب أن تواجه العدالة والإعلام بشفافية كاملة من أجل إقناع الرأي العراقي العربي والغربي ببراءتك.


لم أكن لأشعر بالحاجة لمخاطبتك شخصياً لو لم أكن لألحظ لعدة سنوات إهمالك هذا الموضوع على مستوى الرأي العام. اعتقد بأن هذا الإهمال أضرك أكثر مما أفادك. الآن هو مثل كرة ثلجية التي تكبر لدرجة أنها بدأت تصبح كجزء من الرمز الذي تجسمه أنت كشخصية سابقة في المعارضة وكمرشح مهيب في عراق ديمقراطي.


عدم اهتمامك بالإعلام، وبالشعب الذي من حقه أن يعرف، لا يهمك فقط أنت يجب أن تتحرك بسرعة للشرح وبالتفصيل عن ما حدث في الأردن أو ستعرّض للخطر تطلعات ديمقراطية ليس فقط بالعراق ولكن أيضاً في دول عربية أخرى. شرح سياسي ليس بكاف – بأن صدام حسين ضغط على الملك حسين لإغلاق النافذة الإعلامية لإيران التي قمت بفتحها في نهاية الحرب الإيرانية – العراقية. وأنه كان على الملك حسين أن يتجاوب لأن المصالح الأردنية الكبيرة كانت مرتبطة بالحرب الاقتصادية للعراق.


شرح أكثر مطلوب. عن ماذا حصل في المجال المالي؟ هل قمت بأخذ أموال من الأردن لخدمة مصالحك الشخصية في الفترة التي انهار فيها بنك البتراء مع تأثير متتابع خلفه على بنك آخر في بيروت؟


إنها من مصلحتك كما من مصلحة مستقبلك السياسي ان تعالج كل جانب من هذا السؤال. سيكون له تأثير سلبي على سمعتك السياسية.حتى في أنظار أصدقائك المقربون. من المؤكد انه من واجبك الديمقراطي ان تعطي التفسير الكامل. هذا من شأنه ليس فقط مساعدة استقرارك السياسي، ولكن أيضا فكرة الديمقراطية في العالم العربي. الاستمرار في تجاهل هذا الملف سيلزمنا – الحركة العربية من اجل الديمقراطية – بإعتبارك كشخص يتجنب وبشكل خطير واحدة من أهم الالتزامات بالديمقراطية: الشفافية.


تعرف بأنني واحد من بين الكثيرون في العالم العربي من يحبون رؤية ديمقراطية عراقية قوية قادرة على إنهاء احتلال غربي ديمقراطية حقيقية قادرة على طرح بديل عن الديكتاتورية العربية عن طريق التوفيق بين القومية والديمقراطية، يجب عليك مع كل الاحترام التوقف عن التقصير. في العراق الديمقراطي يجب عليك أن لا تتجاهل ملفك الشخصي.


أكرر: هذا الأمر لا يهمك أنت فقط شخصياً لو كان كذلك لم أكن لأتوجه إليك بشكل مباشر. قضيتك سواء كنت محقاً أم مخطئاً، تشكل واحدة من بين عشرات القضايا في العالم العربي.


جهاد الزين هو المحرر الدبلوماسي لصحيفة النهار اللبنانية.


Frontline Updates
Support local journalists