تعاسة الزواج تقود النساء الى اليأ س

مع عدم وجود من يلجأن اليه، ترى الزوجات المعنفات في الانتحار الطريقة الوحيدة لانهاء عذاباتهن

تعاسة الزواج تقود النساء الى اليأ س

مع عدم وجود من يلجأن اليه، ترى الزوجات المعنفات في الانتحار الطريقة الوحيدة لانهاء عذاباتهن

Tuesday, 10 October, 2006
36، الى اليأ س وقررت منذ سبعة شهور مضت انها لا تستطيع التحمل اكثر من ذلك اذ كان يضربها بأستمرار.



حاولت الانتحار، صبت على نفسها النفط واشعلت في نفسها النار. لكنها نجت وبقيت على قيد الحياة- ولا تزال اثار الحروق بادية على وجهها رغم العمليات التجميلية التي اجرتها.



"اتهمتني عمتي امام زوجي بتهم باطلة. كان دائما يصدقها- وهذا كان يسبب المشاكل لي" قالت بخشان التي لها اربعة اطفال.



ازدادت محاولات الانتحار في السنين الاخيرة- وكانت طريقة احراق النفس من اكثر الوسائل شيوعا و أكثرها أيقاعا لحالات الوفاة.



في الشهور الستة الاولى من عام 2006، حاولت 830 امرأة في الاقليم انهاء حياتهن بهذه الطريقة، ماتت منهن حوالي 350 امرأة بسبب حروق شديدة، وذلك بحسب الارقام الموجودة في مستشفى الطواريء في السليمانية، وهي المركز الطبي الوحيد في هذا الجزء من البلد الذي يعالج ضحايا الحروق.



يعد هذا العدد ازديادا كبيرا بما ان العدد في العام الماضي كان اكثر من 715 امرأة حاولن الانتحار باشعال النار في انفسهن، مات خمسهن متاثرات بالجروح جراء ذلك. القليل منهن حاولن الانتحار باستعمال الادوية او السموم؛ سجل العام 2004 ثمانين حالة و ارتفع العدد في العام التالي الى 210.



تعبت زينب عثمان،34، من الحياة. انها تعمل من الصباح الى المساء، تنجز اعمالها البيتية وترعى اطفالها الثلاثة وتداري الماشية البالغ عددها 60 رأسا في حقل العائلة الواقع في تازة، 90 كم جنوب شرق السليمانية.



لا يمد لها زوجها يد العون والمساعدة، على العكس فهو يثير معها المشاكل. "انه يعاملني مثل حيوان. انه يريدني للجنس فقط وللاهتمام بالماشية. حين لا اطيعه، يبدأ بضربي" قالت زينب



احست بالياس لدرجة انها حاولت الانتحار مرتين باستعمال مبيد الحشرات. "حاولت اخافة زوجي، كي لا يؤذيني مرة اخرى" قالت زينب.



قالت سميرة حسن الباحثة الاجتماعية في شؤون المراة في منظمة الحياة الجديدة وهي منظمة غير حكومية لتثقيف المراة والدفاع عن حقوقها، ان العنف الجسدي هو احد الاسباب الرئيسية التي تدفع النساء للانتحار. واضافت "الكثير من النساء يضربهن ازواجهن ويحتقرونهن".



السبب الاخر الشائع الذي يدفع بالشابات خصوصا الى الانتحار هو الزواج القسري. قالت سميرة محمد ، باحثة اجتماعية من السليمانية، " يتم منعهن من عمل الاشياء التي يرغبن القيام بها، وخاصة اختيار زوج المستقبل. تلك البنات متعلمات، الا ان اقربائهن لا زالوا متمسكين بالتقاليد الاجتماعية".



لا تجد الكثير من النساء طريقة اخرى لانهاء معاناتهن لانهن يخفن التحدث الى اي شخص حول مشاكلهن. في المجتمعات الريفية حيث العادات القبلية لا تزال قوية هناك وسائدة، فانه من العار التحدث عن المشاكل العائلية مع أشخاص خارج العائلة. وبالنسبة لهذه العوائل التقليدية فان الطلاق من الامور المستبعدة التي لا تكون خيارا امام المراة.



تناولت نيكار كمال، طالبة جامعية، جرعات كبيرة من الادوية بعد ان ضربها والدها لارتدائها تنورة قصيرة. لكنها شفيت وحاولت الانتحارباشعال النار في نفسها احتجاجا على التقييدات المفروضة عليها. ولكنها نجت من الموت ثانية، واصرت على ارتداء التنورة القصيرة. اتهمها الاقرباء بقلة الحياء، وبدأ والدها يضربها مرة اخرى. " وقالت "الناس هنا لا تتقبل التغيير. وخاصة اذا رغبت النساء بتغيير الاشياء مثل ملابسهن على سبيل المثال".



بما أنهن غير قادرات على الرجوع الى افراد أخرى من العائلة للمساعدة، جعل نيكار و امثالها لديهن فرصة قليلة للحصول على الأستشارة الأختصاصية بما ان الاطباء النفسانيين والاخصائيين النفسانيين الذين يهتمون بمثل تلك الامور قليلين، اضافة الى ان معظم النساء تستحي وتنحرج من الذهاب اليهم بحثا عن هذا النوع من المساعدة.



احدى ضحايا العنف العائلي نشميل عبد الله،43، هي واحدة من القلائل اللاتي حاولن البحث عن المساعدة الخارجية، الا ان محاولتها مثبطة للهمة. وقالت " الاطباء النفسانيين يرموك في مستشفى قذرة. ولهذا لا احد يذهب اليهم. كذلك فان النساء تخشى الوصم بالعار. ان ذهبت الى الطبيب النفسي، يتهمك الناس بالجنون".



مفهوم العيب والشرف قوية في هذا الجزء من العالم حيث النساء اللاتي حاولن الانتحار لا يجرأن على التحدث عن مشاكلهن ومعاناتهن. افراد العائلة المصاحبين لهن يقولون انهن تعرضن الى الحوادث.، الا ان الاطباء يستطيعون معرفة ما اذا كانت المريضة حرقت نفسها بتعمد او كان ذلك مجرد حادثة.



اثار النفط على الجزء العلوي من الجسم هو مؤشر قوي على احراق المرأة لنفسها، قال الطبيب في مستشفى طواريء السليمانية الذي فضل عدم ذكر اسمه. و قال أيضا ان في بعض الاحيان، تخبر المريضة الطبيب والممرضات بالحقيقة، الا انها لا تخبر الشرطة بها خوفا من القاء القبض على افراد عائلتها.



بخشان نادمة على مافعلته بنفسها وتتمنى يوما ان " ابدو مثل ما كنت سابقا".



" ادعو النساء الى عدم التفكير بحرق انفسهن لان الوجه والجسم المشوه هو اصعب من الموت"



في محاولة لمنع النساء من الاقدام على حرق انفسهن، قامت عدد من المنظمات الكردية غير الحكومية بحملات توعية حول كيفية التعامل مع العنف العائلي. فعلى سبيل المثال تُعد منظمة هتاو ( ضوء الشمس) تمثيليات في الراديو بشكل منتظم حول هذه المسالة. اسو ابراهيم مدير هتاو يعرف ان هذه المشكلة لا يمكن التخلص منها بين يوم وليلة. " مشروعنا طويل الامد" قال ابراهيم.



امانج خليل مراسل معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية
Frontline Updates
Support local journalists