تدفع العرائس ثمنا باهضا

هناك حملات تحث على انهاء ممارسة الزواج التبادلي الذي - رغم كونه في تنازل – يستمر في تحطيم حياة البنات الشابات.

تدفع العرائس ثمنا باهضا

هناك حملات تحث على انهاء ممارسة الزواج التبادلي الذي - رغم كونه في تنازل – يستمر في تحطيم حياة البنات الشابات.

6 سنوات حين ادخلها ابوها في شكل من اشكال الزواج المرتب والمعد مسبقا.



وتحت مثل تلك الترتيبات، تكون البنت موضوع البحث متزوجة قانونا لكنها تبقى مع اهلها لحين تنظيم الزفاف الذي غالبا ما يكون عند بلوغها مرحلة المراهقة.



لا تستطيع سانا الان – وعمرها 16 عاما – ان تقرر القبول بقدرها او التمرد عليه.



وقالت "انا حزينة جدا لهذا، كنت مجرد طفلة. لا اعرف ماذا افعل."



قالت سانا ، وهي الان في السنة الثالثة من المدرسة الثانوية في مدينتها في قلعة دزه، التي تبعد 130 كم شمال شرق السليمانية، انها تشعر بالخجل حول محنتها.



قالت سانا بمرارة وهي لم تلتق زوجها بعد " كلما تجلس أمي مع صديقاتها للحديث عن الزواج وكيف تم تزويج بناتهن، احس بالاسى حين تخبرهم انني قد تزوجت وانا صغيرة."



وتقول ان امها تحس بالاسى أيضا لانها لم تكن تعي ان زوجها قد الزمها بما يسمى الزواج المتبادل.



في الزواج المتبادل النموذجي، تختار العائلة عروسا لابنها، و يطلب اهل العروس، ان كان لديهم ابناء، من اهل العريس ان يجهزوا عروسا لاحد اطفالهم في نوع من التبادل المباشر.



في حالة سناء، لم يكن عمها يملك بنتا، لذلك عندما رغب ابنه بالزواج، وافق والد سناء على تزويجها من ولد من عائلة كان ابن عمها قد تزوج منهم. هذه الاشكال من الزيجات لا تضع الحالة الصحية ولا العمر في الاعتبار.



كان عمرافين علي 14 عاما حين دخلت في الزواج المتبادل. وقالت "من بين عشرة بنات في سلالة عائلتنا، انا وستة من بنات عمي تم تزويجنا ونحن صغار".



كان واحد من اعمامها قد وقع في حب امرأة وطلب يدها، الا ان عائلة تلك المرأة طلبت بنتا بالمقابل. كانت افين عند ذاك في السنة الرابعة من العمر مع ثلاثة من بنات عمها حين تم تبادلها في مقابل عروس عمها. واضافت "لم ينظر ابي واعمامي الينا على اساس اننا بشر. لقد تم التضحية بنا من اجل حبهم".



لكن زوج افين الان متزوج من امرأة اخرى، وتقول افين انه لا يرغب في طلاقها ، رغم انه عمليا لم يلتقيا. واضافت "انا دائما اتجنب النظر اليه. لست مستعدة ان انتهي الى زواج تم الاعداد له من قبل اناس اخرين".



كان الزواج المتبادل شائعا بين العشائر الكردية والعربية، لكنه تناقص هذه الايام لان الشباب لا يرغبون الانصياع لقدر يحدد لهم من قبل اهلهم، والنساء اصبحن اكثر وعيا بحقوقهن كنتيجة للعمل مع مجموعات حقوق المرأة.



في السنة الماضية، بدأت مجموعة من الناشطين حملة ضد التقاليد من خلال تسجيل حالات لنساء اجبرن على الزيجات المتبادلة.



ففي خلال اسابيع قليلة، تم رصد 5000 حالة وهي ما تشكل 5% من مجموع سكان بشدار المنطقة المنعزلة القريبة من الحدود الايرانية.



شارك في تلك الحملة كل من مجموعة حقوق الانسان في كردستان، اتحاد نساء كردستان،اتحاد العلماء المسلمين، والمركز الاعلامي والثقافي النسوي.



يقول المنظمون للحملة ان عدد البنات اللاتي تم تزويجهن في سن مبكرة هو اكثر بكثير من العدد المسجل لديهم.



تقول سارة فاقة، عضوة برلمان كردستان، التي تشرف على الحمله ان معظم البنات اللاتي جلبن الانتباه يذهبن الى المدارس في المدن وفي بعض المناطق الريفية. الا انها تشك بوجود الكثير منهن اللاتي لم يظهرن وبقين حبيسات البيوت خوفا من اهليهم.



تم تقديم اسماء النساء اللاتي تم تسجيلهن – وهن الان بين سن 15 و 50 – الى البرلمان الكردي.



يحث الناشطين البرلمان لتجريم ممارسة الزواج المتبادل وضمان طلاق المتزوجات بتلك الطريقة اذا رغبن بذلك.



تتم ممارسة الزواج المتبادل في الكثير من مناطق العراق، لكنه شائع في بشدار. بعد وانعزال المنطقة وفقر اهلها كان من العوامل التي شجعت على تبني الزيجات المتبادلة.



لا يمكن للعوائل الفقيرة دفع المهور، لذلك يقدمون ابنتهم بدلا من ذلك، وبعملهم هذا، يقومون على الحفاظ على التركيبة الاجتماعية للمنطقة.



ولدت حملة الناشطين ردود افعال مختلفة في المنطقة.



اصبح علي حسن ،61، كبير العائلة بعد موت ابيه، وهو يتحمل المسؤولية عن اخوانه الستة. قال " لحد الان، تم تزويج 15 بنتا من العائلة وهن في سن مبكرة، اخر واحدة كانت في العام 2003 مباشرة بعد ولادتها".



" انا اشفق عليهن، هذه الممارسة ستسبب المشاكل لبناتنا. بعضهن يعشن مع رجال تزوجوا بهن وهن صغيرات لهن دائما مشاكل مع ازواجهن".



ثلاث فتيات في انتظار عبد الله احمد،40، حينما يكون مستعدا للزواج، " لدي سبع اخوات واخ واحد. حين تزوجت اختي، طلب ابي (بنات في المقابل)، وتم تزويجي من ثلاث بنات وانا لم ازل صغيرا".



لكنه لم يكن البتة موافقا على الزيجات المتبادلة واختار امرأة كان قد احبها. وقال " طلقت الاخريات اللاتي صار لهن الفرصة للزواج".



لم يكن حاجي محمد، احد وجوه العشائر في بشدار، والذي اشرف شخصيا على اكثر من 10 زيجات متبادلة في العائلة، سعيدا بحملة التسجيل تلك.



وتسائل "لماذا توصف الزيجات المتبادلة بالسوء؟ حين تكبر الفتاة تتزوج، لهذا حين نجد فتاة من عائلة جيدة، نكون مستعدين لاعطاء بناتنا لها بالمقابل".

تبدو فاقة متفائلة من ان البرلمان سينظر في التماسهم ويصدر تشريع لمعالجة القضية هذا العام.



اتخذت سناء قرارها وقررت عدم استعدادها للعيش مع زوجها. وقالت "سأطلب الطلاق واتزوج من رجل احبه بعد اكمال دراستي".



نجيبة محمود: متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في منطقة بشدار. تم تغيير اسماء النساء اللاتي تمت مقابلتهن للحفاظ على هويتهن.
Frontline Updates
Support local journalists