تجار الأسلحة يشهدون ازدهار أعمالهم

يتاجر القرويون بضجيج في بيع الأسلحة الى عصابات التمرد المتزايدة في البلاد

تجار الأسلحة يشهدون ازدهار أعمالهم

يتاجر القرويون بضجيج في بيع الأسلحة الى عصابات التمرد المتزايدة في البلاد

Tuesday, 22 February, 2005

اذا كنت تريد معرفة مصدر هذه الأسلحة الكثيرة التي تستخدم في التمرد الحالي, فتش عن رجل يقف في زاوية من أحد شوارع بعقوبة القديمة.


واذا قدمت مع توصية من شخص يثق به, فانه سيأخذك الى مزرعة عند طرف القرية حيث سيحفر مساعدوه لإخراج خزين من أسلحة الجيش العراقي السابق, ملفوفة في قماش من البلاستك.


لقد تضاعف سعر عتاد الكلاشينكوف العادية ليرتفع من (250) دينار الى (500) دينار للإطلاقة الواحدة, بينما ارتفع سعر صاروخ (ستريللا) المضاد للطائرات الى ما يعادل (700) دولار بعد أن كان (450) دولار.


وقد ارتفعت الأسعار بسبب راغبين في الشراء من أمثال أبو فهد, وهو أحد سكان مدينة الزعفرانية في بغداد الذي قدم الى هذه المنطقة الريفية لشراء الأسلحة الى أبناء عشيرته الذين يقاتلون ضد مشاة البحرية الأمريكية في الفلوجة.


وقال أبو فهد "نحن ذاهبون الى الفلوجة لنقاتل ضد الاحتلال بعد الحصول على الصواريخ من ديالى (المحافظة التي تشكل بعقوبة القديمة جزءاً منها), ان أبناء عشيرتي في الفلوجة بحاجة الى المساعدة من جميع مدن العراق. نحن نعيش في الزعفرانية, إلا أننا جميعاً من عشيرة الدليم وسنذهب الى الفلوجة".


وعلى مستوى آخر يقول التجار في هذه القرية المختلطة من الشيعة والسنة انهم يجهزون أيضاً جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي المتطرف مقتدى الصدر.


وعلى وفق ما ذكره أحد الشباب ممن يبيعون العتاد في سوق القرية الرئيس ان ثروة الأسلحة في القرية جاءت من قاعدة عسكرية للحرس الجمهوري والتي تركوها أثناء الحرب.


وقال الشاب "نحن نبيع الأسلحة لكننا لا نشترك في المقاومة, ولا يهمنا اذا كان من يشتري منا يستخدم الأسلحة لمقاومة الأمريكان أو للسرقة أو للقتل".


وعلى الصعيد المقابل يحاول رجال شرطة محافظة ديالى ان يوقفوا باعة الأسلحة لكنهم لا يحققون الكثير من النجاح.


وقال رجل الشرطة خالد رحمن "لقد قبضنا على بعض باعة الأسلحة في ديالى, لكن هناك آخرون غيرهم".


كما ان الضباط غير الموثوق بهم قد ينبهون تجار الأسلحة, ما دامت قوة الشرطة لا تطلب التحققات المشددة عن خلفيات الأشخاص المتقدمين للعمل في صفوفها كما كان يصر النظام السابق على تطبيقها.


وفي هذا الصدد قال خالد "ان أي واحد بامكانه الإلتحاق بالشرطة العراقية في الوضع الحالي, ومن المحتمل ان بعض أعضاء المقاومة هم أيضاً أعضاء في الشرطة".


ويشعر العديد من السكان بالفخر لأن تصيح ديالى مستودع أسلحة للعراق, ونتيجة لذلك, كما يقول الصيرفي حامد حسين ان السكان لا يقومون بابلاغ الشرطة عن هذه التجارة, بل يقومون بابلاغ الباعة اذا ما سمعوا عن أية غارات توشك ان تحدث, حتى يتمكنوا من الهرب سريعاً".


وفي اتجاه آخر فان ديالى ليست مجرد سوق للأسلحة, انها أيضاً مكان استعراض لإستخدامها.


في التاسعة مساءاً, أقفر سوق مركز المحافظة بعقوبة من التاس عندما جاءت القوات الأمريكية اثر اكتشاف قنبلة.


وبعد عدة دقائق حدثت فرقعة ثم تلاها هسيس حاد وانفجار يدل على وقوع هجوم بقاذفة (آر بي جي ـ 7). وهذه المرة لم يصب أحد بأذى.


ويقول التجار ان ما حدث هو اسلوب تكتيكي شائع يستخدمه المتمردون, فيصدرون تحذيراً كاذباً بوجود قنبلة في مكان يحددونه, ثم يكمنون للأمريكان في المكان المعين, ويهجمون عليهم عندما يصلون لإبطال القنبلة المزعومة.


وقال أحد السكان جاسم حليم "يقوم الأمريكان بإخلاء المكان, ثم يتجمعون سوية ويصبحون هدفاً سهلاً للقذيفة".


ويقول لنها "أفضل طريقة للهجوم على عدد كبير من السيارات الأمريكية بينما تضمن سلامة المواطنين".


*عقيل جبار ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists