المطالبة بالفيدرالية في الجنوب

ان الرخاء والاستقرار النسبين اللذين تحققا في المنطقة الكردية للحكم الذاتي في العراق يعدان دليلاً على ان الفيدرالية يمكن ان تنجح في العراق

المطالبة بالفيدرالية في الجنوب

ان الرخاء والاستقرار النسبين اللذين تحققا في المنطقة الكردية للحكم الذاتي في العراق يعدان دليلاً على ان الفيدرالية يمكن ان تنجح في العراق

Friday, 18 November, 2005

بدأ عدد من الأحزاب السياسية وأنصارها في جنوب العراق يدعون حكومة العراق الجديدة لمنح المزيد من السلطات الى المحافظات.


ويقولون ان الحكومات المركزية المتعاقبة في بغداد قد بددت الأموال والنوايا الطيبة لشعب العراق، وان هذا يجب تغييره.


وقال أحمد علي، طالب قانون في كربلاء وهو يعبر عن رأي أصبح شائعاً في المنطقة "لقد أثبت النظام المركزي فشله في العراق، لأن العراق بلد متعدد القوميات والطوائف."


ويعتقد الكثير من الناس ان قانون ادارة الدولة الانتقالي الذي وضعته "سلطة التحالف المؤقتة" السابقة قد هيأ الأرضية لحركة فيدرالية في المحافظات، وذلك بالسماح لها بالارتباط سوية في اقاليم خاصة.


وتنص المادة (53 ـ ج) على "ان أية مجموعة مكونة من ثلاث محافظات لا أكثر، خارج اقليم كردستان، باستثناء بغداد وكركوك، لها الحق بتشكيل أقليم من نفسها." ومثل هذه الطلبات لابد ان تحصل على مصادقة المجلس الوطني والناخبين في المحافظات المعنية من خلال اسنفتاء شعبي.


وقال مسؤول كبير في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، ان الحزب السياسي الشيعي يخطط لوضع نظام فيدرالي في كربلاء، أحدى أقدس المدن الشيعية. والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق هو أحد الأحزاب الرئيسة في الائتلاف العراقي الموحد الذي حظيت قائمة مرشحيه بدعم آية الله العظمى علي السيستاني.


وقال حسين صالح الشمري، مدير المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في كربلاء "سنضع نظاماً فيدرالياً للمدينة لأنها ذات سمات خاصة بها، وهذا من حق سكان كربلاء على حسب ما جاء في قانون ادارة الدولة الانتقالي.


ان الذين يقترحون النظام الفيدرالي يقولون ان بغداد يمكن ان تتولى قضايا الدفاع والسياسة الخارجية، فيما تترك جميع الشؤون الأخرى لتتولاها المحافظات. ويشيرون الى الرخاء والاستقرار النسبيين اللذين تتمتع بهما منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق كبرهان على ان الفيدرالية يمكن ان تنجح في العراق. ومن المعروف ان الأكراد حكموا أنفسهم منذ ان فقد الرئيس السابق صدام حسين سيطرته على منطقتهم بعد حرب الخليج عام 1991.


ويقول أنصار الفيدرالية ان قادة المحافظات سيكونون أكثر استجابة لجمهورهم المحلي، ويكونون أكثر حرصاً على أموال الضرائب.


وقال المعلم صلاح عبد الحسن انها مسألة ضرورية ان تصبح ميزانية كربلاء منفصلة عن بغداد، "واذا ما بقيت المدينة مرتبطة بحكومة بغداد .. فانها لن تجني أية فائدة من أي شيء، اذ ان الحكومة تعمل على تطوير العاصمة فقط ولا تلتفت الى المحافظات."


وقال غازي مسلم شاري، المفتش التربوي في الديوانية ان الفيدرالية قد تبدو فكرة جذابة، لكن الوضع الأمني الحالي في العراق يجعلها مستحيلة. "أعتقد ان الفيدرالية غير مناسبة في الوقت الحاضر بسبب أوضاعنا السيئة، لكنها ستكون ممكنة عندما يستقر العراق."


*لم يذكر اسم كاتب التقرير من أجل حماية مندوبي معهد صحافة الحرب والسلام


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists