المصير الحزين للنساء المحطمات

تركت القيم المحافظة وقوانين الحماية الضعيفة النساء يواجهن مستقبلا مجهولا

المصير الحزين للنساء المحطمات

تركت القيم المحافظة وقوانين الحماية الضعيفة النساء يواجهن مستقبلا مجهولا

Thursday, 27 July, 2006
.



تحملت الزواج العنيف لمدة 20 سنة، وآثار البؤس تركت بصماتها على وجهها. حين التقتها موفدة معهدنا، كان من الصعب عليها التحدث لان زوجها كان قد خنقها للتو.



تقول عطية،38، طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي، انها دخلت الجحيم يوم زواجها. لها الآن أربعة أطفال، وزوجها يضربها أمامهم في بيتهم الواقع في السليمانية. ورغم انها هي المعيل للعائلة لان زوجها عاطل عن العمل، فانها قالت عن زواجها " أنني أصبحت عبدا".



يتفق في هذا زوجها احمد قائلا ان النساء هن عبيد الرجال. " حين اطلب منها شيئا، أريد تنفيذه فورا، وألا، فإنني اصبح عصبيا وغاضبا".



العنف العائلي من الامور الصعب الخوض فيها في العراق، بحسب المحاميات من النساء والضحايا اللاتي اضفن انه بسبب القيم المحافظة وضعف قوانين الحماية، فان هذا النوع من سوء المعاملة بقي هادئا دون ان تتناوله السلطات بجدية.



تخشى الكثير من النساء اللاتي يعانين من العنف العائلي الحديث عن سوء معاملتهن خوفا من انتقام ازواجهن بجعل المشاكل معلنة. وحين اللجوء الى المحاكم، يكون من الصعب عليهن اثبات قضيتهن.



قالت المحاميات والضحايا من النساء انه بحسب القانون العراقي، تستطيع المرأة اخذ حقها القانوني من زوجها اذا كانت هناك علامات ضرب على جسدها او حينما يكون هناك شهود على سوء معاملته لها، وهذا يجعل من الصعب عليها إثبات أدانته.



واشرن الى انهم يعرفون القانون جيدا، فهم يؤذون النساء دون ترك علامات.



قدرت نكار محمد الباحثة الاجتماعية في محكمة أحوال السليمانية ان 80% من العنف العائلي هو ضد الزوجات.



يضغط بعض المحامين من اجل اصدار قوانين حماية تعتمد على الشهادة الشخصية اكثر من اعتمادها على الادلة الجسدية والشهود لاثبات سوء المعاملة.



قالت ريواز فايق، محامية، انه من الصعب العثور على شهود لان الضرب عادة يحصل في مكان خاص. واضافت ان القانون بحاجة الى تغيير وان يكون هناك وعي اكبر بالعنف العائلي.



وقالت"لم تكن القوانين ناجحة في وقف العنف وسوء التعامل ضد النساء".



لكن ليس جميع من يشتغل بالقضاء يفكر مثل فايق. قالت كشاو محمد، قاضية في محكمة الاحوال الشخصية في السليمانية "اذا لم يؤد الضرب الى كسر عظم او يترك اثر على جسم الضحية، فانه لا يعتبر ضربا. انه يعطيها درسا".



قالت المحامية جوان فتاح كريم ان العنف العائلي في الريف اكثر منه في المدن، بسبب انخفاض مستوى التعليم و بسبب القيود الاجتماعية.



اعلنت المنظمات النسائية ان بامكانها المساعدة في تقليل العنف العائلي، وذلك من خلال مساعدة النساء وردع الرجال من اللجوء الى العنف.



قالت العضوة البارزة في اتحاد نساء كردستان سيوان رستم ان الاتحاد يحتوي على مأوى للنساء اللاتي يواجهن العنف، وهو مكان بامكانها اللجوء اليه لغاية حسم قضاياهن في المحكمة.



لكن في مجتمع كردستان الشرقي المتشدد، تعتمد النساء المضطهدات اللاتي يحظين بدعم عائلي على الاقرباء اكثر من اعتمادهن على المنظمات الاجتماعية والحكومية.



لكن اينما يخترن الاقامة، فهن يواجهن انتظارا طويلا و مملا الى ان تصل قضاياهن الى المحكمة.



طلبت سركول،ام لطفلين فضلت عدم استعمال اسمها الصريح، الطلاق من زوجها منذ ثلاث سنوات بسبب العنف العائلي، الا ان قضيتها كانت تتأجل بشكل مستمر.



وقد خرجت من محكمة السليمانية غاضبة بعد اخبارها بأن قضيتها قد الغيت مرة اخرى.



واضافت" اريد الطلاق. لماذا تجرجرني هذه المحكمة جيئة وذهابا؟".



قالت عطية ان لها صديقات حاولن اخذ ازواجهن الى المحكمة بسبب العنف العائلي لكن دون جدوى. وهذا ما دعاها الى البقاء مع زوجها الذي يسيء معاملتها.



استدرجت عطية"تعبت من حياتي. جسديا، لا استطيع احتمال ذلك. لقد خسرت نفسي، واحس انني سأنهار في أي لحظة".



جنور محمد صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists