الفتيات يتركن التعليم.

يمنع الاباء الذين يخشون عنف الميليشيا ذهاب بناتهم الى المدرسة.

الفتيات يتركن التعليم.

يمنع الاباء الذين يخشون عنف الميليشيا ذهاب بناتهم الى المدرسة.

Monday, 9 June, 2008
13، رأسا على عقب عندما تم اختطاف زميلاتها في المدرسة قبل سنتين.



تم خطف الفتاة من قبل مجموعة مسلحة وهي في طريقها الى المدرسة في كركوك، واطلق سراحها بعد ثلاثة ايام بعد ان دفع اهلها 40.000 دولارا كفدية.



بسبب خوف اهلها من ان ينالها الضرر، قام اهل هدى بمنعها من الذهاب الى المدرسة. تقضي هدى الان وقتها وهي محبطة وكئيبة بين تنظيف البيت ومشاهدة التلفزيون حين يكون هناك كهرباء.



تحسد هدى زميلاتها واخويها الذين لا زالوا يذهبون الى المدرسة وتقول انها تعيش حالة من الصراع بسبب قرار والديها. وتقول "اتها ابشع جريمة مورست ضدي" رغم انها تعي المغزى من وراء منطق والديها.



قالت هدى"ساعود الى المدرسة مع اول فرصة تمكنني من ذلك، ولكن الان يجب احترام قرار اهلي".



اشارت احصائية نشرتها منظمة "نساء من اجل النساء" غير الحكومية الى ان عدد الفتيات اللاتي تركن المدرسة يشكل معدلا ينذر بالخطر. ثلاثة ارباع النساء البالع عددهن 1،510 اللاتي تناولتهن الاحصائية يشرن الى انهن تركن المدرسة بسبب عوائلهن، ونصفهن قال ان ذلك بدأ بعد الغزو الامريكي للعراق في 2003.



في محافظة كركوك الشمالية حيث انفجرالعنف الطائفي والعرقي بشكل غريب، تشير مديرية التعليم الى ان 30% من الفتيات قد تركن الدراسة خلال الخمسة سنوات الاخيرة.



يشير الخبراء الى ان السبب وراء ذلك يكمن في تردي الوضع الامني، الفقر، والعادات والتقاليد.



قالت الباحثة الاجتماعية في دائرة تعليم كركوك داليا مكرم،33، ان الفتيات في المناطق الريفية يعانين صعوبات في التعليم بسبب العادات العشائرية الصارمة. في خلال السبعينيات، اصرت حكومة البعث ان تستمر البنات في المدرسة حتى سن العاشرة.



واضافت مكرم انه حتى العوائل المثقفة قامت بسحب بناتها من المدرسة بسبب العنف وعدم الاستقرار.



واردفت "معدلات البنات اللاتي يتركن المدرسة ارتفع بسبب تردي الوضع الامني والخوف من استهداف البنات من قبل الارهابيين".



قال احمد لطيف،44، والد هدى انه لايريد لها الذهاب الى المدرسة لانها قد تقتل او يعتدى جنسيا عليها وبذلك تلحق "بشرف العائلة وصمة عار".



واكمل "اجبرت ابنتي على ترك المدرسة لحمايتها من العصابات والارهابيين".



بينما قالت والدتها فائزة مصطفى،39، " يؤلمني ان اراها حزينة بسبب تركها المدرسة. نريد لجميع اطفالنا التعليم والحصول على الوظائف الجيدة في المستقبل".



رغم ان والد ووالدة هدى متعلمين ويقدرون قيمة التعليم، الا ان هناك الكثير من العوائل لا يفضلون ارسال بناتهم الى المدرسة للدراسة.



لا تسمح نوال حسن،41، ربة بيت من كركوك، لبناتها الثلاثة،9،12،17 الذهاب، الى المدرسة. سمحت لها والدتها الذهاب الى المدرسة لتتعلم الابجدية ولتعرف كيف تكتب اسمها. ثم تركت المدرسة وتزوجت وهي في التاسعة عشر من عمرها.



قالت "افضل ان تبقى بناتي في البيت فذلك افضل من الذهاب الى المدرسة وتعريضهن للاذى. لا تسمح تقاليد عائلتنا بارسال البنات الى المدرسة...لان اختلاطهن بالغرباء سيلوث سمعتهن وشرف العائلة".



اشارت منظمة نساء من اجل النساء العالمية في تقريرها الى ان الفقر يلعب دورا في ان بعض العوائل ترسل اطفالها الى العمل بدلا من ارسالهم الى المدرسة.



قالت ندوة محمود مديرة مدرسة الانتصار للبنات في كركوك انه ورغم تساهل الكادر التدريسي في مسألة الدوام وتوفير الحكومة حمايات للطالبات منذ العام 2006، فان عزوف الطالبات باعمار 13 و14 عن الدراسة لا زال مستمرا.



تخشى محمود من عواقب قلة التعليم التي ستؤثر على الافاق المستقبلية للفتاة.



"لمسألة الأمية هذه اثارا كبيرة على الفتيات لانهن بعد ان يتزوجن سينقلن ذلك الى اطفالهن لانهن سينقلن تلك التقاليد الى ابنائهن ويمنعنهم من الذهاب الى المدرسة".



وبحسب مكرم، فان الفتيات اللاتي يبقين في البيت يعانين من الفراغ والكاَبة ويدمن مشاهدة التلفزيون وكثرة الاكل.



قال علي غدير،35، كاتب من كركوك ان النساء والفتيات يفقدن الاستقلالية القليلة التي حصلن عليها بسبب الوضع الامني، واضاف ان جيلا كاملا سيتأثر ان استمرت الطالبات على ترك الدراسة.



واكمل "في المستقبل، سينتج ذلك طبقة واسعة من النساء الاميات حيث سينعكس ذلك سلبا على اطفالهن. هؤلاء الفتيات سيقضين بقية حياتهن يعملن في بيوتهن ويتزوجن اي شخص يختاره لهن اولياء امورهن".



قالت نسرين عبد الرحمن مديرة مكتب التخطيط في مديرية تربية كركوك انه ومن اجل تجاوز هذه المشكلة، قامت وزارة التربية بارسال فرق متجولة الى القرى حول كركوك لتعليم الطالبات اللاتي تركن الدراسة.



واضافت بان الوزارة اعدت برنامج متابعة سريع لمساعدة الطلبة بين عمر 12 و 18 الذين تركوا الدراسة الابتدائية.



قالت مكرم ان المنظمات الخيرية يمكنها ان تلعب دورا في توفير فرص التعليم للاطفال من خلال توفير مواد الدراسة لهم في البيوت.



قال غدير انه وبينما تحاول هذه الحلول مساعدة اللاتي تركن المدرسة بسبب الوضع الامني، فان بعض العوائل التي لا تقدر قيمة التعليم سوف لا تقدر الجهود الخارجية لتعليمهم.



واكمل "تعتبر هذه الامور قضايا عائلية تقررها العوائل نفسها، وان المنظمات لا يحق لها التدخل في المسائل العائلية".



سماح صمد: صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في كركوك.
Frontline Updates
Support local journalists